أصبح الإعلام الموجه من أدوات التحكم والسيطرة التي تستخدمها بعض الدول لتحقيق أهدافها ومصالحها من خلال إخضاع شعوب الدول الأخرى والتأثير عليها بالكلمة. وتتعاظم خطورة هذا النمط من الإعلام مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، واعتماد المزيد من المستخدمين عليها في بناء وعيهم وتشكيل مداركهم.
ويُعد الكيان الإسرائيلي من المهتمين بشكل كبير بالإعلام الموجه للدول العربية، فيوجد كثير من وسائل الإعلام والحسابات الشخصية الرسمية والخاصة على المنصات الاجتماعية التي تُوجه إلى دولنا باللغة العربية، منها ما يُصرح بأنه حساب إسرائيلي، ومنها ما يستخدم معرفات عربية مصرية أو أردنية أو خليجية وغيرها، ولكنها تشترك جميعًا في الترويج لإسرائيل واستهداف الدول والمجتمعات العربية.
وانطلاقًا من حرص مركز القرار للدراسات الإعلامية على رصد وتحليل الظواهر الإعلامية، سعى المركز إلى دراسة الحسابات الإسرائيلية الموجهة باللغة العربية، معتمدًا على عينة عشوائية قوامها (100) من منشورات حساب إيدي كوهين الموجه باللغة العربية خلال الفترة من 1 أكتوبر وحتى 31 أكتوبر 2023م، وذلك بهدف التعرف على طبيعة خطاب منشورات الحساب واستكشاف أطروحاته المركزية والحجج التي يُبرهن بها على تلك الأطروحات، ورصد القوى الفاعلة المركزية في منشوراته والأدوار المنسوبة إليها وسمات هذه الأدوار، إضافة إلى استكشاف أبرز أساليب التضليل التي يعتمد عليها لخداع المستخدمين العرب.
وقد انتهت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، أبرزها ما يلي:
- يسعى إيدي كوهين إلى التوغل في المجتمع العربي عبر مجموعة من الاستراتيجيات والتكتيكات، أبرزها:
- النشر الإعلامي المكثف.
- استخدام اللهجات المحلية للشعوب العربية من أجل تسهيل عملية التواصل والتفاعل مع المستخدمين العرب.
- اتباع أسلوب استفزازي في محتوى منشوراته قائم بالأساس على السخرية والتهكم من أجل تحفيز وتشجيع المستخدمين على التفاعل حتى وإن كان تفاعلًا سلبيًا، لأن ذلك يُساهم في زيادة معدلات ظهور ووصول منشوراته إلى أكبر شريحة من العرب.
- يتبنى حساب إيدي كوهين نفس السياسات الإسرائيلية ويُروج للروايات الرسمية لحكومة تل أبيب.
- يسعى الحساب إلى إحداث البلبلة والوقيعة بين الشعوب العربية من جانب، وتحريض الشعوب ضد حكامها من جانب آخر بهدف إضعاف الصف العربي، وإيجاد حالة من عدم الاستقرار الداخلي.
ومن أجل مواجهة خطورة حساب إيدي كوهين كممثل للحسابات الإسرائيلية الموجهة لدولنا باللغة العربية، تُوصي الدراسة بما يلي:
- عدم متابعة حساب إيدي كوهين والحسابات المشابهة له وحظرها. وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى قيام المستخدمين العرب وخصوصا السعوديين بالتفاعل بكثافة على هاشتاق (#حملة_تبليك_ايدي_كوهين).
- تنبيه المستخدمين العرب بتجاهل التفاعل مع هذه الحسابات حتى ولو كان التفاعل سلبيًا، لأنه يُزيد من فرص ظهور ووصول منشوراتها إلى شريحة أكبر من الجمهور.
- أهمية قيام وسائل الإعلام العربية والمؤثرين على المنصات الاجتماعية بتوعية المواطنين بخطورة الإعلام الموجه وخاصة الحسابات الإسرائيلية باللغة العربية.
للاطلاع على تفاصيل أوسع للدراسة في الرابط أدناه: