الدراسات الإعلامية

نظرة السعوديين لمشاهير وسائل التواصل الاجتماعي نحو إطار عمل لمواجهة ظاهرة “مشاهير الفلس”

أحدثت التطورات التكنولوجية تغيرات هائلة في مختلف المجالات ومنها الاتصالات والمعلومات، حيث تنامى استخدام تقنيات الاتصال الإلكتروني، وظهر جيل جديد يتفاعل مع الإعلام الرقمي يُطلق عليه اسم “الجيل الشبكي” أو “جيل الإنترنت”.

وتُعد وسائل التواصل الاجتماعي إحدى السمات البارزة لهذه المرحلة الاتصالية، كونها أتاحت مجتمعًا افتراضيًّا يستطيع الأشخاص من خلاله تبادل الآراء ووجهات النظر بكثير من الحرية حول مختلف القضايا والموضوعات التي تشغل اهتماماتهم.

وقد ارتبط بهذه البيئة الاتصالية الجديدة ظهور أنماط اتصالية مختلفة عن تلك الموجودة في وسائل الإعلام التقليدية، إذ أصبحت العملية التواصلية أفقية وليست رأسية، بمعنى أن الجمهور تحول من مجرد مستقبل للرسالة إلى مستقبل ومرسل وأحيانًا منتج لها، وبعدما كان الصحفي أو الكاتب أو الإعلامي هو المنوط بإنتاج الرسالة الإعلامية التي تستهدف الإخبار أو التثقيف أو التوعية، أضحى الجمهور مشاركًا في هذه الوظيفة بالمنصات الاجتماعية، وتحوّل بعضهم من مجرد مستخدم عادي إلى مشهور، وربما مؤثر وفق ما تم التعارف عليه في قاموس وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من قيام بعض مشاهير المنصات الاجتماعية بدور فعّال في المجتمع، فإن البعض الآخر استغل شهرته من أجل الكسب المادي دون أدنى اكتراث للاعتبارات الدينية والأخلاقية والقيمية والاجتماعية والثقافية.

من هذا المنطلق، سعت هذه الدراسة إلى رصد انطباعات المستخدمين السعوديين نحو مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال تحليل عينة عشوائية قوامها (400) تغريدة من تفاعلاتهم على هاشتاق (#المشاهير).

وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، منها:

  • أثّرت ظاهرة “مشاهير الفلس” سلبيًا على نظرة المجتمع السعودي تجاه “المشاهير” بشكل عام.
  • اتسمت غالبية تفاعلات المستخدمين السعوديين بالغضب والهجوم ضد مشاهير الفلس وما يُقدمونه من محتوى تافه وهابط.
  • اعتمد المغرد السعودي في أطروحاته الرافضة والمهاجمة لمقدمي المحتوى التافه على الأحداث الواقعية بشكل رئيسي، ولذلك جاءت هذه الأطروحات خالية من أي شُبهة للتجني أو الاتهام المُرسَل.
  • طالب المستخدمون بضرورة التصدي لظاهرة مشاهير الفلس بكل قوة حفاظًا على المجتمع والأسرة في المملكة.
  • شدّد المستخدمون على ضرورة الاهتمام بإبراز النماذج المشرفة في المجتمع والتي تستحق الإشادة والثناء باعتبارهم من يستحقون الشهرة.
  • أكدت تفاعلات المستخدمين على أنه لا ينبغي أن يكون كل مشهور مؤثرًا، بل يجب أن يكون كل مؤثر مشهوراً.
  • كشفت تفاعلات المستخدمين عن مطالبتهم بضرورة إعادة النظر في المصطلحات المستخدمة لضبطها وتدقيقها مثل مصطلحي “المشاهير” و”المؤثرين”.

المشاهير في ميزان السعوديين

زر الذهاب إلى الأعلى