تقارير

كيفية إنشاء جدول نشر على وسائل التواصل الاجتماعي

تعتبر عملية البحث اليومي عن المحتوى، ومن ثَمَّ نشره على مواقع التواصل الاجتماعي مسألة مرهقة للغاية، فمع مضي الوقت يتولد شعور بالإنهاك، ولا تكون عملية النشر على المنصات ممتعة مما يؤثر على جودة المحتوى وقدرته على جذب الجمهور.

وهنا تظهر أهمية الحاجة إلى وضع جدول للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يساعد في تقليل الوقت الذي تقضيه في إعداد المنشورات، كما يُعزّز من فرص التفاعل مع الجمهور، ويسمح أيضًا بتتبع واختبار استراتيجيات مختلفة لمعرفة أكثر ما يلقى صدى لدى الجمهور.

كما يُسهم جدول النشر في بناء تناسق أكبر في المحتوى الذي تقدمه علامتك التجارية مع أسلوبها، وهو الأمر الذي لا يتحقق في حالة النشر بطريقة غير مُخططة.

كيفية إنشاء جدول نشر مثالي على وسائل التواصل الاجتماعي

يساعد جدول النشر على تنظيم عملك عبر حسابات التواصل الاجتماعي، ويضمن لك إنشاء محتوى مسبقًا لجميع حملات التسويق عبر مختلف المنصات، ولكن لا يوجد جدول زمني مثالي أي  لا يوجد “مقاس واحد يناسب الجميع”، حيث يعتمد التكرار والتوقيت المثالي لمشاركاتك الاجتماعية على جمهورك ومجال عملك وأمور أخرى.

وللعثور على الأوقات المثالية للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب اتباع العملية التي تتألف من الخطوات الخمس التالية:

أولًا: معرفة الجمهور: تعتبر هذه الخطوة الأكثر أهمية، إذ لكي يعمل جدول وسائل التواصل الاجتماعي الخاص بك، فعليك معرفة من هو جمهورك المستهدف وفي أي أوقات من اليوم يتصلون بالإنترنت؟ وأين يقضون وقتهم عبر الإنترنت؟ فعلى سبيل المثال، هل يبدؤون اليوم باستخدام تويتر وينهونه بتصفح إنستغرام؟

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لا داعي للقلق إذا كان الجمهور في منطقة زمنية مختلفة عنك، حيث تغطيها أدوات جدولة الوسائط الاجتماعية التي تنشر المحتوى تلقائيًا في أفضل الأوقات.

ثانيًا: فهم كيفية عمل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي: عادة عندما لا يعمل المحتوى بشكل جيد، يسارع الكثيرون إلى إلقاء اللوم على الخوارزمية. وبقدر ما يتخبط المحتوى أحيانًا لأنه ليس رائعًا، تلعب الخوارزميات دورًا مهمًا فيما يراه الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقصد بالخوارزمية أنها “نظام يهدف إلى فهم ما يريده مستخدمو المنصة، ومن ثم توصيل ذلك إلى شاشاتهم، علما بأنهن ما بقاء اللوم على “الخوارزمية” لكل موقع من مواقع التواصل الاجتماعي خوارزمية خاصة به.

ويعتبر عدد المرات التي تنشر فيها أحد العوامل التي تؤثر على استخدام الخوارزميات لتقييم المحتوى الخاص بك وتوزيعه، ففي يونيو الماضي، أكد الرئيس التنفيذي لشركة إنستغرام، آدم موسيري أن نشر منشورين في الأسبوع وقصتين في اليوم هو أفضل ممارسة للنجاح.

ويوصي تطبيق “تيك توك” بأن يكون الحد الأدنى للنشر اليومي مرة واحدة والحد الأقصى أربع مرات للحصول على أفضل النتائج.

أما بالنسبة لموقع “فيسبوك” تعد الحداثة من أهم عوامل الخوارزمية، فدائمًا ما يتم إعطاء المشاركات الأحدث أهمية أكبر حتى عند دمجها مع عوامل الترتيب الأخرى، لذا من المهم بشكل خاص معرفة متى يكون جمهورك المستهدف على فيسبوك لتقوم بنشر المحتوى.

ثالثًا: التخطيط للحملات: بالإضافة إلى المحتوى العادي الخاص بك، خطط لإطلاق المنتجات الكبيرة والإعلانات والحملات الموسمية مسبقًا، ومن أجل الحفاظ على كل شيء منظمًا، ضع تقويمًا عالي المستوى. ويعد ذلك دليلًا لما تنشره وليس فقط متى تنشره.

وقد يكون الأمر بسيطًا مثل قائمة المهام للتأكد من إنجاز كل شيء في الوقت المحدد، دون اندفاع في اللحظة الأخيرة، فعلى سبيل المثال في شهر سبتمبر يتم عمل نسخة مسودة لمنشورات حملة الجمعة البيضاء وإعداد 5 منشورات نصية، و7 إعلانات مصورة وبصيغة الجرافيك، وإعلان فيديو واحد.

ثم في شهر أكتوبر، يتم إنتاج الأصول المرئية لحملة الجمعة البيضاء ووضع اللمسات الأخيرة في موعد أقصاه 15 من الشهر ذاته. وأخيرًا في شهر نوفمبر يتم جدولة المنشورات الخاصة بالحملة.

رابعًا: تقييم الأداء الخاص بك: يمكنك النشر خلال كل الأوقات “الساخنة” للنشر(تكون فرص انتشار المحتوى وتعرض الجمهور له أكبر عن غيرها من الأوقات)، ولكن هذا لا يعني أنه أفضل جدول زمني لك، لقد تحدثنا بالفعل عن أهمية معرفة متى يكون جمهورك متصلاً بالإنترنت، لكنك تحتاج أيضًا إلى إجراء تجارب.

ربما تكون قد حصلت على متوسط ​​وصول إجمالي يصل إلى 5% لكن من المرجح أن يؤدي اتباع نفس الجدول الزمني للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي فترة تلو الأخرى، وعامًا بعد عام إلى الإضرار بنموك. وهذا لا يعني أن عليك تغيير الأمور بشكل جذري كل أسبوع، لكنك بحاجة إلى خط أساس لمعرفة ما إذا كانت أي من تجاربك تعمل بكفاءة وفاعلية أم لا، لذلك حاول إجراء تجربة واحدة في الشهر، وقم بتغيير أحد أيام أو أوقات النشر المعتادة إلى يوم جديد لمدة شهر واطلع على الفترة الزمنية التي تحقق أداءً أفضل.

كما يمكن أن تؤدي التعديلات والتجارب الصغيرة بمرور الوقت إلى نتائج كبيرة، وهنا عليك أن تفكر في الأمر مثل اختبار “A/B” على الوسائط الاجتماعية الخاصة بك، لفهم تفاعل المستخدمين ومدى رضاهم.

خامسًا: النشر في أوقات معينة: توجد بعض المعايير العالمية لأفضل أوقات يجب النشر فيها، فبناءً على بحوث مستفيضة، فإن أفضل وقت للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام هو 10 صباحًا أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس. ولكن هذا عندما يكون جمهورك متصلاً بالإنترنت.

ويبقى التأكيد على أن  جدولة المحتوى الخاص بك في هذه الأوقات تعد نقطة انطلاق جيدة يجب اتباعها بمراجعة تحليلات أداء حساباتك على منصات التواصل ونمط تفاعل الجمهور، حيث يسمح ذلك بوضع جدول نشر فعال يناسب علامتك التجارية وجمهورك.

كم مرة يجب أن أنشر على وسائل التواصل الاجتماعي؟

سؤال رائع، لكن للأسف ليس له إجابة دقيقة، فكل جمهور مختلف عن الآخر، ومع ذلك تقدم بعض الدراسات اقتراحات مفيدة حول عدد المرات التي يجب أن تنشر فيها على وسائل التواصل الاجتماعي على النحو التالي:

فيسبوك: انشر مرة واحدة يوميًا كحد أدنى و3 مرات في الأسبوع. إذا نشرت أقل من 3 مرات في الأسبوع ، فهذا يعني أنك تمنح جمهورك الكثير من الوقت لنسيانك.

تويتر: تذكر أن تغريداتك تدوم حوالي 24 دقيقة فقط، لذا يجب أن تنشر على تويتر أكثر من فيسبوك، وبالتالي انشر حوالي 10 مرات يوميًا للبدء، ثم قم بزيادة وتيرة النشر أثناء التجربة.

إنستغرام: انشر مرة واحدة على الأقل يوميًا، وتوصي المنصة إما بنشر مشاركة واحدة أو اثنتين يوميًا للبقاء متسقًا ولكن تجنب إزعاج متابعيك.

نصائح لتصميم جدول النشر على منصات التواصل

يقدم موقع “Post Planner المتخصص في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نصيحتين أساسيتين تساعدان على الاستمرار في تحسين حساباتك بمرور الوقت.

أولًا: تنويع المحتوى: يعتبر الحفاظ على تفاعل الجمهور وإيلاء الاهتمام به هو بيت القصيد، وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي استخدام العديد من أنماط محتوى الوسائط الاجتماعية المختلفة لإبقاء صفحتك مليئة بالمواد المتنوعة.

فعلى سبيل المثال هناك قاعدة تسمى (5-3-2) وتوزيعها كالتالي: 5 قطع من المحتوى المنسق، و3 قطع من المحتوى الأصلي، ومنشوران شخصيان (مثل صور السيلفي أو صور لفريق العمل.. إلخ).

وعلى هذا، إذا كنت ترغب في جدولة 10 تغريدات، فتقسم المحتوى على النحو التالي: 5 تغريدات بمحتوى للآخرين، و3 تغريدات لمحتوى خاص، وتغريدتان شخصيتان (قد تكون التغريدات الشخصية صورة لمدينتك أو أي شيء يتيح لجمهورك التواصل معك على أساس شخصي أكثر).

وبالإضافة إلى المزج بين المحتوى المنسق والخاص بك، يجب عليك أيضًا تنويع المحتوى الذي تشاركه ليشمل (الصور، مقاطع فيديو، الصور المتحركة، مقالات، شهادات العملاء، الرسوم البيانية، الميمات). فلا يجب أن تكون صفحتك مملة أو تعكس ترويجًا ذاتيًا بحتًا فقط، حيث يساعد مزج أنواع المحتوى في جذب اهتمام جمهورك بمرور الوقت.

ثانيًا: تحسين جدول النشر: لا تتوقف أبدًا عن تحسين جدول النشر الخاص بك، واتبع قاعدة واحدة بسيطة ألا وهي زيادة معدل النشر إذا كان بإمكانك القيام بذلك دون التضحية بالمحتوى الخاص بك من حيث الجودة والقيمة وملاءمته للقدرة على تعزيز المشاركة. بعبارة أخرى انشر كلما كان لديك محتوى قيم تريد مشاركته.

وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول إن وتيرة وسائل التواصل الاجتماعي سريعة الخطى اليوم وتجعل هناك دائمًا فرصة لمزيد من القراءة والنشر ومشاركة الجمهور للمحتوى، ولذلك لا بد من اختيار المحتوى وتوقيت نشره بعناية وإخضاع تلك المسألة للاختبار بشكل مستمر لتطوير جدولة النشر.

ونظرًا لكون جدول النشر على وسائل التواصل الاجتماعي يمثل ركيزة أساسية في العديد من استراتيجيات التسويق للعلامات التجارية، وفي ظل عمل فرق عديدة داخل الشركة أو العلامة التجارية لتطوير الحملات والمحتوى، فإن مشاركة ذلك الجدول بين هذه الفرق والأقسام من متطلبات التسويق الناجح لتعزيز التعاون الداخلي بما ييسر من عملية بلوغ الأهداف التسويقية.

كما أن تضمين فرق أخرى بخلاف فريق التسويق عند التخطيط لجدولة المحتوى عبر منصات التواصل الاجتماعي يوفر فرصة للحصول على المزيد من الأفكار حول المحتوى الذي يمكن نشره.

زر الذهاب إلى الأعلى