ترجمات

أوقات النشر على مواقع التواصل الاجتماعي

يعتبر تحديد الوقت المثالي للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي واحدًا من أهم القرارات المؤثرة على حجم وصول المنشورات وتفاعل الجمهور معها، ومن هذا المنطلق قامت مؤسسة “Hootsuite” للأبحاث التسويقية، بتحليل أكثر من 30 ألف مشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة ما إذا كانت هناك أيام وأوقات معينة على مستوى العالم تحصل على تفاعل أكبر من غيرها. وقد تمكنت بالفعل من تحديد أوقات نشر جيدة للبدء بها، لكنها توقيتات عامة، مؤكدة أن كل مؤسسة ستحتاج مع نمو حساباتها إلى تعديل جدول النشر الخاص بها ليناسب سلوك جمهورها المُحدد بشكل أفضل.
هل هناك وقت مثالي للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي؟
نظرًا لأن خوارزميات خلاصة الأخبار خاصة خوارزمية فيسبوك وإنستجرام تعتبر “الحداثة” إشارة تصنيف رئيسية، فإن نشر المحتوى الخاص بك عندما يكون متابعوك متصلين بالإنترنت هو من أبسط الطرق لتحسين وصولك العضوي. ويعني هذا أنه من الصعب الاتفاق على معيار واحد بشأن “أفضل وقت للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي”، فالمعيار الرئيسي يعود دائمًا إلى بياناتك الخاصة عن متابعيك.
وتستخدم أفضل الأوقات العالمية للنشر كنقاط انطلاق للحسابات الجديدة التي لم تنشئ جمهورًا بعد، وبالتالي ليس لديها أي متابعين للاختبار عليهم، وبمجرد أن يكون لديها جمهور، يصبح من السهل معرفة أفضل وقت للنشر على قنوات المؤسسة أو الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة إذا كانت تمتلك الأدوات المناسبة لمتابعة الجمهور.
أفضل وقت للنشر على فيسبوك
يعتبر أفضل وقت عالميًا للنشر على فيسبوك هو من 8 صباحًا إلى 12 مساءً يومي الثلاثاء والخميس. ويشير برايدن كوهين، المحلل الاستراتيجي للتسويق الاجتماعي في مؤسسة “Hootsuite”، إلى أنه لمعرفة كيف يحسب المحترفون جدولًا مثاليًا للنشر على فيسبوك، فإن الأداء السابق ونشاط المتابعين مهمان.
فعلى سبيل المثال تُظهر خريطة حرارية من “Hootsuite Analytics” أن أكبر عدد من المتابعين يصلون إلى فيسبوك ظهرًا بتوقيت المحيط الهادئ (3 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة) في كل أيام الأسبوع، ومع الأخذ في الاعتبار أداء المنشورات السابقة، اتضح أنه بالنسبة لحساب “Hootsuite” على فيسبوك يكون أفضل وقت للنشر عليه هو الساعة 6:15 صباحًا والساعة 12:15 مساءً بتوقيت المحيط الهادئ على مدى جميع أيام الأسبوع.
وتوجد ثمة إحصائيات رئيسية لفيسبوك يجب وضعها في الاعتبار عند النشر في الولايات المتحدة:
– يقوم 74% من المستخدمين الأمريكيين بتصفح فيسبوك مرة واحدة على الأقل يوميًا.
– 51% من المستخدمين الأمريكيين يتصفحون فيسبوك عدة مرات يوميًا.
– يقضي الأشخاص ما معدله 34 دقيقة يوميًا على فيسبوك.
– 80% من الأشخاص يصلون إلى فيسبوك باستخدام الهاتف المحمول فقط (يستخدم 19% كلاً من الأجهزة المحمولة وسطح المكتب).
أفضل وقت للنشر على إنستجرام
تعتبر الساعة 11 صباحًا يوم الأربعاء هي أفضل وقت للنشر على إنستجرام، وليس من المستغرب أن تمتلك خوارزمية إنستجرام الكثير من القواسم المشتركة مع خوارزمية فيسبوك، حيث تعتبر “الحداثة” أيضًا إشارة التصنيف الرئيسية، مما يعني أن سلوك الجمهور عامل مهم في أوقات النشر. ولا بد من وضع إحصائيات إنستجرام الأساسية في الاعتبار عند النشر وتشمل:
– يتصفح 63% من المستخدمين الأمريكيين إنستجرام مرة واحدة على الأقل يوميًا.
– يقوم 42% من المستخدمين الأمريكيين بتصفح إنستجرام عدة مرات في اليوم.
– ارتفع معدل استخدام إنستجرام إلى 30 دقيقة يوميًا في عام 2020 بعدما كان 26 دقيقة يوميًا في العام السابق.
– يمضي الأشخاص ما معدله 6 دقائق و35 ثانية لكل زيارة على إنستجرام.
أفضل وقت للنشر على تويتر
الساعة 8 صباحًا يومي الاثنين والخميس تمثل أفضل وقت للنشر على تويتر . ووفقًا لما ذكره أخصائي المشاركة الاجتماعية، نيك مارتن ، فإن نسبة النقر إلى الظهور هي أهم مقياس على تويتر، فعلى سبيل المثال يؤدي التغريد خلال ساعات العمل في بريطانيا إلى الحصول على أفضل النتائج من حيث النقرات والمشاركة.
وحتى في عطلات نهاية الأسبوع ، لا يزال الصباح أفضل توقيت، لكن مع جدولة المنشورات في وقت لاحق قليلاً. وفيما يلي إحصاءات تويتر الرئيسية التي يجب وضعها في الاعتبار عند النشر:
– يتصفح 42% من المستخدمين الأمريكيين موقع تويتر مرة واحدة على الأقل يوميًا.
– يقوم 25% من المستخدمين الأمريكيين بتصفح تويتر عدة مرات في اليوم.
– يمضي الأشخاص ما معدله 10 دقائق و22 ثانية لكل زيارة على تويتر.
أفضل وقت للنشر على “لينكدإن”
تعتبر الساعة 9 صباحًا يومي الثلاثاء والأربعاء أفضل وقت للنشر على لينكدإن، وبالنسبة لمؤسسة ” Hootsuite” أظهرت مراجعة بيانات النشر الخاصة بها، أن أفضل وقت للنشر على حسابها بموقع “لينكدإن” بين الساعة 8 إلي 11 صباحًا طوال أيام الأسبوع.
ويشير لاين بيابل، محلل التسويق الاجتماعي في” Hootsuite” لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، إلى أنه فيما يتعلق باستراتيجية جدولة النشر على “لينكدإن”، فهي نهج قائم على البيانات واختبار وتعلم لمعرفة ما ينجح، إذ يعتمد الجدول الزمني بشكل أساسي على ما كان أداؤه جيدًا في الماضي، ويختبر أوقاتًا مختلفة لمعرفة الأفضل، لافتًا إلى أنه في تجربته مع خوارزمية “لينكدإن”، فإن الحداثة لا تأخذ في الاعتبار الجودة والملاءمة والمحتوى الرائج.
أما عن الإحصاءات الرئيسية الخاصة بـ”لينكدإن”، والتي يجب وضعها في الاعتبار عند النشر فتتمثل فيما يلي:
– يتصفح ١٢% من المستخدمين الأمريكيين “لينكدإن” مرة واحدة على الأقل يوميًا.
– يقوم ٩% من المستخدمين الأمريكيين بتصفح “لينكدإن” عدة مرات في اليوم.
– 57% من حركة المرور على “لينكدإن” عبر الأجهزة المحمولة.
كيف تجد أفضل وقت للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي؟
تعطي العديد من خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي الأولوية للحداثة، لماذا؟ لأن الأشخاص يهتمون بما هو جديد، لا سيما بالنظر إلى عدد المرات التي يتحققون فيها من خلاصاتهم عبر تلك المواقع.
ويعد النشر عندما يكون المتابعون متصلين عبر الإنترنت من أسهل الطرق للعمل مع خوارزميات فيسبوك وإنستجرام، ومن خلال التنبؤ بالوقت الذي يحتمل أن يتصفح فيه هؤلاء المتابعون لخلاصاتهم، تزيد فرص وصول المحتوى إليهم والتواصل معهم.
وللأسف، لا يتيح تويتر ولينكدإن معلومات نشاط الجمهور للمستخدمين أو العلامات التجارية أو حتى لوحة معلومات تحليلات المنطقة التي تستهدفها، علما بأنه بالنسبة إلى هذه الأنظمة الأساسية يعد البحث عن أولويات وسلوكيات الجمهور أمرًا بالغ الأهمية.
النظر إلى المشاركات الأفضل أداءً من الماضي
تتمثل الخطوة الأولى في إلقاء نظرة على أدوات التحليلات أو تقارير الوسائط الاجتماعية الخاصة بالمؤسسة أو الشركة، والتركيز على مشاركاتها الأكثر نجاحًا لمقياس معين مثل:
• الوعي (أي المشاركات التي لها انطباعات عالية).
• المشاركة (أي المشاركات التي حصلت على معدلات مشاركة رائعة).
• المبيعات / الزيارات (أي المشاركات التي جذبت الكثير من النقرات).
بعد ذلك، لا بد من إلقاء نظرة على الوقت من اليوم أو الأسبوع الذي نشرت فيه محتوى ناجحًا، مع الاطلاع على نوع الأنماط التي تتشكل.
وتوجد أدوات تساعد في تلك العملية مثل خدمة أفضل وقت للنشر في “Hootsuite Analytics” التي تقترح أوقاتًا للنشر من أجل زيادة عائد الاستثمار إلى أقصى حد.
كما يمكن للمؤسسة أو الشركة أيضًا اختيار عرض أفضل الأوقات للنشر بناءً على مرات الظهور أو المشاركات أو نقرات الارتباط، ويتم سحب هذه البيانات بعد ذلك إلى “Planner “، لجدولة مشاركات الأسبوع المقبل، حيث يتم تقديم أوقات مقترحة للنشر بناءً على سجل أداء الوسائط الاجتماعية الخاص بك.
متابعة المنافسين
تحقق من خلاصات منافسيك لمعرفة ما يخططون له، قم بإجراء مسح لمشاركاتهم عالية الأداء (أو حتى قم بإجراء تحليل تنافسي اجتماعي كامل) واطلع على الأنماط التي تظهر.
فعلى سبيل المثال ، خلصت مؤسسة ” Hootsuite” من خلال متابعة المنافسين إلى تجنب النشر على مدار الساعة ، لأن الكثير من العلامات التجارية تقوم بذات الشيء، وبدلاً من ذلك تنشر المؤسسة كل 15 أو 45 دقيقة لمنح المحتوى الخاص بها مساحة صغيرة للتنفس.
وتفيد متابعة المنافسين أيضًا في تعلم تكتيكات تستحق المحاكاة ، أو اكتشاف بعض العثرات التي يجب تجنبها.
النشر في المنطقة الزمنية لجمهورك
قد تفكر العلامات التجارية التي لديها جمهور كبير في منطقة معينة في وضع استراتيجية منفصلة للنشر لذلك الجمهور، ومن المفيد كذلك النشر بلغة الجمهور المستهدف. أما من لديهم قاعدة عملاء عالمية فالخيار الأفضل لهم هو نشر المحتوى على مدار الساعة.

إجراء اختبارات التحسين
يمكن أن تكون بعض اختبارات A / B المنهجية (حيث تنشر نفس المحتوى في أوقات مختلفة لمعرفة الوقت الذي يحقق أفضل النتائج) مفيدة.
وفي هذا الصدد، يقول أخصائي المشاركة الاجتماعية، نيك مارتن إن أحد شعاراتنا هو” الاختبار دائمًا”.
مراقبة التغييرات باستمرار
تتغير وسائل التواصل الاجتماعي دائمًا ، وكذلك الأشخاص الذين يستخدمونها، فعلى سبيل المثال أدى النزوح الجماعي إلى العمل عن بُعد على مدار عام 2020 إلى زيادة استخدام المنصات الاجتماعية بشكل متكرر.
وتحولت العادات من تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أثناء أوقات الغداء إلى التصفح بين اجتماعات زووم، لذلك إذا كانت عادات وسلوكيات الجمهور تتغير، فإن المؤسسة أو الشركة بحاجة إلى تغيير استراتيجيتها أيضًا.
ونخلص من ذلك إلى أهمية التفكير في الوقت كعامل مهم -ولكنه متغير- لتحديد توقيت النشر، لتستمر في تحسين استراتيجية جدولة النشر على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بك.
وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول إنه لا يوجد أفضل وقت عالمي للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي يجب الالتزام به، فالوقت الأمثل لكل شركة أو علامة تجارية فريد من نوعه فهو مرتبط بجمهورها، ومختلف لكل قناة من قنوات التواصل الاجتماعي.
ولكن باستخدام البيانات الصحيحة، يمكن أن يؤدي تحسين جدول النشر إلى نتائج حقيقية وتحسين عائد الاستثمار الاجتماعي.

زر الذهاب إلى الأعلى