موضوع الهاشتاقات:
انعقدت أمس في محافظة العُلا السعودية أعمال القمة الـ41 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي شهدت عودة العلاقات السعودية القطرية إلى طبيعتها وإنهاء الخلافات بين البلدين الشقيقين.
وبهذه المناسبة تمَّ تدشينُ العديد من الهاشتاقات التي تتناول الحدث الذي اتفق الكثير من المسؤولين والمحللين على وصفه بالتاريخي.
تحليل الهاشتاقات:
وبهدف التعرُّف على الانطباع العام وردود فعل الشعب القطري على مخرجات قمة العُلا، وما صاحبتها من أجواء أخوية وتعاونية تجلّت في عودة العلاقات إلى طبيعتها، وتحديدًا بين السعودية وقطر، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد وتحليل عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة لتفاعلات المستخدمين القطريين مع بعض الهاشتاقات المتعلقة بهذا الحدث والتي احتلت قائمة الـ”ترند” في قطر للأعلى تداولًا، وهي:
(#قطر_السعوديه)، (#نورت_المملكه_ياتميم)، و(#المصالحه_القطريه_السعوديه).
وقد انتهت نتيجة التحليل إلى ما يلي:
أولًا: اتجاه المغرِّدين بشأن الأجواء التصالحية في قمة العُلا
عبَّر الغالبية العظمى من المغرِّدين القطريين عن سعادتهم بعد عودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، وذلك بنسبة 86% من إجمالي العينة المرصودة.
واتسم مضمون هذه الفئة من التغريدات بأنه لم يتطرَّق إلى أي خلافات سابقة بين البلدين، وتجاوَزَها جميعًا، معتبرًا أن ما يحدث الآن هو بدء صفحة جديدة بين الأشقاء، وركَّزت على إيجابيات المصالحة التي حدثت وتأثيرها على المستويات كافة، الشعبية والرسمية، ليس بين البلدين فحسب، بل على المستوى الخليجي والعربي أيضًا، وانعكاس ذلك على وحدة وتماسُك الخليج والدول العربية.
وفي الوقت الذي لم تظهر في العينة أي تغريدات رافضة أو معترضة على فكرة المصالحة، جاءت بعض المضامين تعبِّر عن تخوُّفٍ بنسبة 14%.
أمَّا عن سبب هذا التخوُّف فيعود بشكل أساسي، حسب ما جاء في التغريدات، إلى وجود أطرافٍ أخرى خارجية قد تتعارض مصالحها مع إتمام المصالحة بين الدوحة والرياض، ولذلك قد تسعى إلى توتير الأجواء.
ثانيًا: تأطير الحدث
تنوَّعت زوايا التأطير التي ركَّز عليها المستخدمون القطريون، وقد جاءت على النحو التالي:
1- جاء “استقبال سموِّ وليِّ العهد الأمير محمد بن سلمان للأمير تميم” في المرتبة الأولى بنسبة 32%.
حيث احتفى المستخدمون القطريون بطريقة استقبال سموِّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للأمير تميم بن حمد، والتي اتسمت بالودِّ والترحاب وكرم الضيافة. وكان من اللافت أن المشاعر التي صاحبت هذا الاستقبال بين الجانبين كان لها أكبر الأثر على الشعبين الشقيقين.
2- احتلت زاوية “استعادة اللُّحمة الخليجية والعربية” المرتبة الثانية بنسبة 30%.
فقد ركزت هذه الفئة على الأجواء التصالحية التي صاحبت قمة العُلا التاريخية، معتبرين أنها سيكون لها أكبر الأثر على وحدة الصف الخليجي والعربي، وكرر المستخدمون في بعض تغريداتهم عبارة “خليجنا واحد” احتفاءً بالمصالحة.
3- في المرتبة الثالثة جاءت فئة “إخوة الشعبين السعودي والقطري” بنسبة 24%.
واستغلت هذه الفئة الأجواء الإيجابية التي صاحبت قمة العُلا للتأكيد مجددًا على أن الشعبين السعودي والقطري أشقاء تجمعهم علاقات وروابط أخوية قوية، وأعربوا عن سعادتهم الغامرة بإعادة فتح الأجواء بين البلدين، معلنين تلهفهم لزيارة المملكة في أسرع وقت.
وقد نشر بعض المغرِّدين القطريين مقطع فيديو لطفل قطري يبكي فور سماعه أنباء استعادة العلاقات بين البلدين ورغبته في الذهاب إلى المملكة.
4- أمَّا في المرتبة الرابعة والأخيرة، فقد احتلتها فئة “عقبات تُهدد إتمام المصالحة” بنسبة 14%.
وقد تناولت هذه الفئة العملية التصالحية التي تحدث بين البلدين الشقيقين من منظور التخوُّف والتحذير من إمكانية تدخُّل أطراف خارجية لإفساد هذه الأجواء الإيجابية لتحقيق مصالحهم الخاصة التي لن تتحقق بوجود خليج موحد ومتماسك، ولذلك ستسعى إلى وضع العقبات لمحاولة عرقلة هذه المصالحة.
ختامًا.. يتضح ممَّا سبق أن تفاعلات المستخدمين القطريين على الهاشتاقات المتعلقة بقمة العُلا وما صاحبها من أجواء تصالحية جاءت مرحِّبة وداعمة لهذه التطورات الإيجابية، كما عكست أن الشعب القطري كان متلهفًا لاستعادة البلدين الشقيقين دفء علاقاتهما. وأكدت أيضًا قوة العلاقة الأخوية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.