اعتمد الخطاب الغربي خلال العقدين الأخيرين على إلصاق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي في خَلْطٍ مَعِيبٍ بين حقيقة الدين الحنيف الذي جاء بالخير للبشرية ونشر قِيَم التسامح والتعايش وتقبُّل الآخر، واستغلال قلة منحرفة أساءت فهم الدين من أجل تبرير ارتكاب أعمال إجرامية، الإسلام منها بريء.
وتجددت تلك الهجمة على الإسلام بعد حادث قتل مدرس للتاريخ في فرنسا، قام بعرض صُوَرٍ كاريكاتورية مسيئة إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، ممَّا تجلَّى في تصريحاتٍ أدلى بها كبار المسؤولين بفرنسا، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف الحادث بأنه “إرهاب إسلامي”، على حد تعبيره.
من جانبه استنكر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وصْفَ الإسلام بالإرهاب في تعقيبٍ نشره باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية على حسابَيْه بموقعَي التواصل الاجتماعي، “فيسبوك” و”تويتر”، جاء نصُّه: «وصفُ الإسلام بالإرهاب يَنُمُّ عن جهلٍ بهذا الدين الحنيف، ومجازفةٌ لا تأخذ في اعتبارها احترام عقيدة الآخرين، ودعوةٌ صريحةٌ للكراهية والعنف، ورجوعٌ إلى وحشية القرون الوسطى، واستفزازٌ كريهٌ لمشاعرِ ما يقربُ من ملياري مسلمٍ”.
وتعكس آلية الرد التي اتَّبَعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف على تلك الهجمة التي تستهدف الدين الإسلامي، عددًا من الحقائق:
- مواكبة التطور واستخدام أدوات العصر الرقمي، في التعامل مع تلك القضية الشائكة التي تشغل الرأي العام الغربي، وترتد انعكاساتها على العالم الإسلامي وأوضاع المسلمين حول العالم.
- إدراك أهمية دور وسائل التواصل الاجتماعي في معالجة الأزمات، حيث باتت أسهل وأنجح الوسائل الاتصالية التي يتم اللجوء إليها لمخاطبة الرأي العام، لا سيَّما في البلدان الأخرى.
- مخاطبة الآخر بلغته التي يفهمها من خلال استخدام اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وهو ما يساعد على نشر الرسالة على نطاق واسع، ويسهم في تصحيح الصورة الذهنية المغلوطة عن المسلمين والدين الإسلامي لدى المجتمع الغربي.
وأخيرًا.. يمكن القول بأن منصات التواصل الاجتماعي باتت جبهة جديدة يجب العمل من خلالها على تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وأيضًا التصدِّي لما يروجه المتطرفون من أفكارٍ هدَّامة تسيء وتضر بالدين الحنيف.