مقدمة:
يسيطر التعصُّب على الوسط الرياضي الكروي السعودي، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع والقنوات الرياضية، أو في الملاعب والمدن الرياضية.
ويُعرف التعصُّب الرياضي بأنه مَيلٌ مبالغ فيه لكيان رياضي معيَّن، وكراهية كيان رياضي منافس، وتمنِّي الضَّرر له ولجماهيره، يدفع المتعصِّبَ للدخول في جدل مع جماهير الكيانات الرياضية المنافسة لفريقه، وينتج عن ذلك تنازل عن الأخلاق والقيم والمبادئ الاجتماعية في الوسط الرياضي.
وقد ظهرت في الفضاء السعودي عبر تويتر هاشتاقات عديدة في السنوات الأخيرة، تتحدَّث عن الوضع الراهن للرياضة السعودية، ولوحظ أن مُسمَّى هذه الهاشتاقات يُنسَب لأشخاص أو كيانات رياضية أو لاعبين أو جمهور كيان رياضي معيَّن، أو إعلاميين في الوسط الرياضي، أو بعض العاملين في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبعض اللجان في الهيئة العامة للرياضة، مثل لجنة التحكيم ولجنة المسابقات.
ويأتي محتوى هذه الهاشتاقات بشكل نقاش وتقديم معلومات، أو جدال وعرض وجهات نظر، أو سِباب وشتائم، سواء في صورة تغريدات نصية، أو صور، أو مقاطع فيديو.
ومعظم ما يتمُّ تداوله في هذه الهاشتاقات يحمل الكثير من المحتوى السلبي المسيء إلى الأندية الرياضية واللاعبين والجماهير ولجان التحكيم، أو لبعض الموظفين في الهيئة العامة للرياضة، وغالبًا ما تظهر هذه الهاشتاقات عند خسارة فريق من آخر، أو صدور قرار من أحد حُكَّام المباريات تعتقد الجماهير أن فيه ظلمًا لفريق آخر في مباراة معيَّنة، أو في حالة وجود نية عند أحد اللاعبين للانتقال إلى فريق منافس، وكذلك عندما يَنتقد أحدُ الإعلاميين في إحدى القنوات الرياضية ناديًا أو لاعبًا معينًا، وكذلك في حالة تغيير موعد إحدى المباريات، وغيرها من الأسباب.
موضوع الدراسة:
تُعتبر الرياضة واحدةً من أهمِّ وسائل الترفيه في المجتمع، وعنصرًا ضروريًّا للبناء الجسدي والعقلي للإنسان، وقد استطاعت الرياضة بمختلف فنونها، أنْ تحقق التقريب بين المجتمعات، وتُذيب الفوارقَ بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، إلا أن خروج الرياضة في بعض الأحيان عن قِيَمِها وأهدافها الإنسانية السامية، خَلَق ظواهرَ وسلوكياتٍ تتنافى مع الوجه الجميل لها.
وتُعتَبر ظاهرة التعصُّب الرياضي واحدةً من السلوكيات التي شَوَّهت مفهوم الرياضة، القائم على روح المنافسة الشريفة بين المتنافسين.
ولا يخرج التعصب الرياضي عن كونه اتجاهًا نفسيًّا جامدًا وانفعاليًّا ضد جماعةٍ أو شيء أو موضوع، ولا يقوم على سند منطقي أو معرفة حقيقيةٍ أو حقيقةٍ علمية، بل يجعل الإنسان يرى ما يريد إدراكه فقط، ممَّا يشوِّه إدراكه.
وقد قام مركز القرار للدراسات الإعلامية بِتَتبُّع وتحليل هاشتاق #شخبار_الضغط، لكونه مِن أهمِّ الهاشتاقات الرياضية التي تم تداولها ولأنه يَحمل الكثير من ألوان التعصُّب الرياضي، سواء في لفظه أو في ما يرافقه من تغريدات.
وقد تمَّ تحليل عيِّنة استطلاعية من التغريدات التي اندرجت تحت هذا الهاشتاق، خلال شهري ديسمبر 2019 – يناير 2020م، وبلغ عددها (2000) تغريدة، دوَّنتها ثلاثُ شرائح من المغرِّدين، هم:
- خبراء الرياضة.
- نخبة المجتمع.
- جماهير الأندية.
للتعرف على نتائج الدراسة يمكنكم النقر على الصورة أدناه..