تقارير

جائحة كورونا والتحوّلات في سلوك مستخدمي تطبيق “سناب شات”

مع تدفّق ملايين الأشخاص على تطبيق “سناب شات Snapchat” للتواصل الاجتماعي، وتسجيل وبث ومشاركة الرسائل المصورة، وسط انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، اكتسب التطبيق 11 مليون مستخدم نشط يومياً في الرُّبع الأول من العام الجاري، ليصل العدد الإجمالي للمستخدمين إلى 229 مليون، بزيادة بلغت نسبتها 20٪ مقارنة بالعام الماضي، وفي المتوسط تم إنشاء أكثر من 4 مليارات لقطة يومياً.

ارتفاع أعداد المستخدمين إلى مستويات قياسية.. وعدسات تُشجّع التباعد الاجتماعي

لقد حَقّق التفاعل على التطبيق أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث يتجه الأشخاص إلى “سناب شات” كطريقة للبقاء على اتصال مع بعضهم البعض وجهاً لوجه، وقد ازداد الوقت الذي يقضونه في إجراء المكالمات الصوتية والمرئية بأكثر من 50٪ خلال أواخر مارس مقارنةً بأواخر فبراير، وفي نفس الفترة، وصلت المشاركة في الدردشة الجماعية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.

كما وصل عدد اللقطات المرسلة بين الأصدقاء إلى مستويات قياسية جديدة أيضاً، متجاوزاً المُعدَّلات المرتفعة التي يُسَجِّلها التطبيق في عطلة عيد الميلاد والعطلات الرئيسية الأخرى.

ويَجِد المستخدمون طرقاً جديدة للبقاء مشغولين على منصة “سناب شات”، ما بين ممارسة الألعاب ومشاهدة العروض، باستخدام عدسات جديدة تعتمد على الواقع المُعزّز للتباعد الاجتماعي.

وبحسب تقرير لشركة سناب، فإنها سَجلت مشاركةً عالية للغاية في “Snap Games”، محققة أعلى معدلات منذ إطلاق اللعبة، من حيث الوقت الإجمالي الذي قضاه المستخدمون، وعدد اللاعبين، واستخدام الميزات الاجتماعية داخل اللعبة، مثل الصوت والدردشة.

ويَقضي المستخدمون وقتاً أطول في اللعب باستخدام عدسات “Snapchat” المختلفة، مع زيادة الاستخدام بنسبة 25٪ خلال أواخر شهر مارس مقارنةً بأواخر شهر فبراير، كما أن الوقت المستغرق في مشاهدة عروض “سناب شات” أعلى من أي وقت مضى.

تفاعل متزايد مع المحتوي الإخباري والصحي والألعاب.. وانخفاض أرباح الإعلانات

ويَشهد المحتوى ضمن فئات الأخبار والصحة والألعاب زيادةً في التفاعل، ووفقاً لمسحِ وبياناتِ شركة “سناب شات” تمّ جمعُها في منتصف مارس، قام المستخدمون بتغيير عاداتهم، وجاءت النِّسَبُ كالتالي: 62% يبثون أكثر، 21% يتسوّقون أكثر، 38% يلعبون أكثر، 23% يطلبون المزيد من طلبات توصيل الطعام.

كما يَستهلك المستخدمون المزيدَ من المحتوى، بينهم 39% يستهلكون المزيدَ من الأخبار على الإنترنت، و39% يشاهدون التلفزيون أكثر، و29% يقضون المزيد من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من وصول استخدام “سناب شات” إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في عدة فئات، إلا أن إيرادات الإعلانات تنخفض شهرياً، وقد بلغ مُعدّل نموّ عائدات الإعلانات في يناير وفبراير 58٪، وانخفض إلى 25٪ في مارس.

ويُشير الرئيس التنفيذي لشركة “سناب شات”، إيفان شبيجل، إلى انخفاض الإعلانات بسبب الوباء، موضحاً أنه على الرغم من انخفاض العديد من ميزانيات الإعلانات بسبب فيروس كورونا، إلا أن التطبيق شهد معدلات نموّ عالية في الإيرادات خلال الشهرين الأولين من الرُّبع الأول من العام، وهو ما يُعوّض النموّ المنخفض في مارس.

ويُشير استطلاع أجرته الشركة على عيّنة من مستخدمي التطبيق في الولايات المتحدة، عن وجهات نظرهم حول الوباء وكيف أثّر عليهم، أن نسبة 60٪ من المستخدمين يشعرون بالقلق من فيروس كورونا، كما أن النساء اللواتي يشكّلن 66٪ من النسبة السابقة، أكثر عرضة للشعور بالقلق من الرجال، وهذا الشعور هو الأكثر شيوعاً مع المستخدمين الأكبر سِنّاً، حيث يقول ما يقرب من ثلثي المستخدمين البالغين من العمر أكثر من 35 عاماً، إنهم قلقون.

بالإضافة إلى ذلك، قال المستخدمون إنهم يَتّجهون إلى الأصدقاء والعائلة، بالإضافة إلى مصادر الأخبار داخل التطبيق نفسِه، للبقاء على اطلاع بالمُستجدّات.

وكانت واحدة من أكبر التحولات بين المستخدمين هي زيادة الوعي بالوقاية من الجراثيم، إذ يوافق ثلثا الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً، على أنهم أكثر اطلاعاً على طرق انتشار الجراثيم مما كانوا عليه قبل شهر، ربما بسبب الإرشادات التي تَلقّوها من الوكالات الحكومية، مثل مراكز السيطرة على الأمراض، ومنظمة الصحة العالمية، ومن غير المستغرب أن بعض أهم الموضوعات الشائعة بين المستخدمين تتعلق بالوقاية من الجراثيم ومناديل ومعقمات اليدين والتباعد الاجتماعي.

كما أكد المستخدمون إقبالهم على خدمات بث المحتوى الترفيهي بنسبة 33٪، والألعاب بنسبة 25٪، والتسوّق عبر الإنترنت بنسبة 12٪، وطلب الطعام بنسبة 9٪، منذ انتشار الفيروس.

ويمارس الرجال الألعاب بنسبة 37٪، وهي زيادة تفوق نظيرتها بين النساء والبالغة 16٪، وتعدّ “Call of Duty”، و”Madden”، و”Minecraft”، و”Mario”، أكثر الألعاب شيوعاً.

إطلاق قناة خاصة وأدوات جديدة لمكافحة المعلومات المضللة حول كورونا

اتخذ تطبيق “سناب شات” نهجاً استباقياً لضمان وصول المستخدمين إلى معلومات موثوقة وقائمة على الحقائق، خلال الأزمة الصحية الراهنة.

ويعمل التطبيق بشكل وثيق مع مجموعةٍ مختارة فقط من الشركاء، بما في ذلك بعض المؤسسات الإخبارية الأكثر ثقة حول العالم، وهو لا يُقدّم موجزاً إخبارياً مفتوحاً يُتيح للناشرين أو الأفراد الذين لم يتمّ التحقق منهم الفرصةَ لبثّ المعلومات الخاطئة، كما تحظر إرشادات التطبيق على مستخدميه والشركاء، مشاركةَ المحتوى الخادع أو الذي ينشر معلومات كاذبة.

ويقدم “سناب شات” تغطيةً دقيقة متعلقة بالفيروس، من خلال شركاء تم التأكّد منهم عبر سبع دول وستّ لغات مختلفة، ويعمل أيضاً بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية، والمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض، لضمان حصول المستخدمين على أحدث المعلومات من الخبراء أنفسهم.

وقد طوّر التطبيق مع فريق منظمة الصحة العالمية، محتوى مخصصاً للإجابة على أسئلة مجتمع “سناب شات”، بالإضافة إلى إنشاء قناة خاصة للمعلومات حول كورونا، تسعى إلى تسليط الضوء على الرسائل الرسمية حول كورونا، وتَعرِض القناة أيضاً قصصاً مجمعة من مستخدمي “سناب شات”، توضّح كيف يَتعامل الناسُ مع تغييرات الحياة، نتيجةَ عمليات الإغلاق.

كما أطلق التطبيق أداةً جديدة، لوقف انتشار المعلومات المضللة والشائعات المتعلقة بفيروس كورونا، عن طريق تحويل المعلومات الخاطئة إلى أسطورة أو خرافة عن طريق لعبة “trivia”، وهي عبارة عن فلتر تفاعلي يدفع المستخدمين أو اللاعبين للاختيار بين الحقيقة والخيال، بالنسبة للمعلومات المتعلقة بكورونا.

وطورت شركة “سناب” أداةً للبحث تحمل اسم “هنا من أجلك “Here for you، لمساعدة المستخدمين الذين يشعرون بالقلق أو الضغط بسبب الوباء.

وتمّ تصميم تلك الأداة لإبراز موارد الأمان من خبراء الصحة العقلية، عندما يبحث المستخدمون عن مواضيع مثل القلق أو الاكتئاب أو الانتحار أو التسلّط.

تأثيرات شاملة على منصات التواصل الاجتماعي

يأتي تأثير كورونا على “سناب شات”، في إطار التأثير الشامل الذي أحدثته الجائحة العالمية على كافة منصات التواصل الاجتماعي، حيث أسهم الوباء في إحداث تغيراتٍ كبيرة على أداء المنصات الاجتماعية والجمهور المتفاعل معها، من حيث سلوك التفاعل الجماهيري، وسلوكيات الجماهير المستخدمة لهذه المنصات، وكذلك الإنفاق الإعلاني للشركات على هذه المنصات، وتكلفة النقرات على المنشورات والمحتوى الإعلاني.

وكشف تقرير تحليلي أصدرته شركة “socialbakers” عن تأثيرات كورونا على منصات التواصل الاجتماعي، أن جائحة كورونا أحدثت حالةً من عدم اليقين بشأن البيئة الاقتصادية وتفاعل المستخدمين مع المحتوى الرقمي، خاصة في ظلّ تقليل العلامات التجارية من الإنفاق الإعلاني، لصالح اعتمادهم على المحتوى العضوي على منصات الشركات نفسها.

وقد توسعت الشركات بالفعل في تبنّي التكنولوجيا الرقمية، نظراً لما وجدته من مشاركة للعملاء، وفي ظلّ الأزمات الصعبة التي يَمرّ بها العالم، يُصبح الاستثمارُ أكثرَ أهمية من أي وقت مضى في العلامات التجارية، حيث يقوم الجمهور بالاستماع إلى العلامات التجارية التي يتابعونها مباشرة، لذا فإن لجوء الشركات إلى تقليص الاستثمار في منصات التواصل الاجتماعي قد يكبّدهم خسائر هائلة.

وفي ظلّ قضاء الأفراد حول العالم المزيد من الوقت في المنازل، يَتطلّع المستخدمون إلى العالم الرقمي، وهو ما يُمثّل فرصةً عظيمة للمسوّقين الأذكياء. بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض تكاليف الإعلانات التي نشاهدها عبر العديد من المناطق المتأثرة بـالفيروس، يُمثّل فرصةً للعلامات التجارية لمشاركة رسالتها مع جمهور أوسع.

ويكشف التقرير وجود رؤى فريدة لدول شرق آسيا، حيث يُظهر السوق بالفعل علاماتِ انتعاش من تأثير الوباء، مع استئناف الأعمال التجارية في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى