تتمتع القارة الأفريقية بإمكانياتٍ ضخمة، استراتيجياً واقتصادياً وبشرياً، فهي ثاني قارات العالم من حيث المساحة والسكان، كما تملك أفريقيا اكتشافات بترولية وثروات معدنية هائلة، تصل صادراتها إلى 300 مليار دولار سنوياً.
وتتميز أفريقيا بوفرة الأراضي الصالحة للزراعة، مع وفرة مصادر المياه من الأمطار والأنهار، إضافة إلى مساحات واسعة من المراعي، وثروات سمكية هائلة، ومع التطورات الاقتصادية المتلاحقة في القارة السمراء، وصل معدّلُ النموّ الاقتصادي فيها إلى 3.5%، وسط توقعات بأن يصل حجم السوق الأفريقية بنحو تريليون دولار بحلول عام 2030.
ومثلت إمكانيات وثروات أفريقيا مطمعاً دولياً، وسبباً للتنافس الدولي على القارة السمراء، وفق مختلف الأدوات والوسائل السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، من أجل السيطرة على الثروات الأفريقية الهائلة.
فمن فرنسا إلى الصين والهند، وصولاً إلى إيران وتركيا، تَسعى كثيرٌ من الدول نحو تقوية أواصر علاقاتها مع القارة السمراء، مستخدمةً كافة الأدوات الممكنة، والتي يأتي على رأسها الاستثمار.
في المقابل فإن مستقبل العلاقات السعودية الأفريقية، يبدو مشرقاً وواعداً، بالنظر إلى الدوافع والمحفّزات التي تدفع نحو تطوير وتقوية العلاقات بين الجانبين، ووفق الأدوات الكثيرة التي تملكها السياسة الخارجية السعودية تجاه أفريقيا، ومن أبرزها الرصيد التاريخي للعلاقات بين الجزيرة العربية والقارة السمراء، والمكانة الروحية والدينية للمملكة، والقدرات والقوة الاقتصادية السعودية، والإمكانات العسكرية والأمنية للمملكة، وما تحظى به من مكانة دولية كبيرة.
وعلى سبيل المثال، فإن الاستثمار الزراعي في أفريقيا، والذي شرعت المملكة في ولوجه بالفعل في عدد من الدول الأفريقية، بمثابة أحد الحلول لمواجهة مشكلة ندرة المياه في المملكة، وقلة الأراضي الصالحة للزراعة فيها، فمثل هذا الاستثمار قادر على تأمين احتياجات السعودية من الغذاء، بل وتحويل المملكة إلى أحد أكبر مصادر إنتاج الغذاء في العالم.
ويتوافق هدف تقوية وتطوير العلاقات السعودية الأفريقية مع رؤية 2030، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى “قوة استثمارية رائدة، ومحور يربط القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وتمثّل حماية المصالح الاستراتيجية والأمن القومي للمملكة في البحر الأحمر، ومواجهة الأطماع الإيرانية في السيطرة على القارة السمراء، ومكافحة الإرهاب والتطرّف، أحد أبرز محفّزات تقوية العلاقات السعودية الأفريقية.
يَحمل واقعُ وآفاق التعاون بين الطرفين، توقعاتٍ إيجابيةً ومتفائلة للغاية، في ظلّ طموحاتِ القيادة السعودية، وسعيها الدؤوب نحو تطوير العلاقات بين المملكة وأفريقيا، وتعدّد وسائل وآليات التعاون السعودي الأفريقي، والآمال المعقودة بقوة على القمة السعودية الأفريقية، التي تستضيفها المملكة قبل نهاية عام 2019.
لمزيدٍ من التفاصيل.. انتقل إلى الدراسة الكاملة..