يعتبر جيل الألفية، الذي ولد بين أوائل الثمانينيات ومنتصف التسعينيات أول جيل نشأ مع التكنولوجيا الرقمية، خاصة الإنترنت، مما جعل أبناء هذا الجيل ماهرين في استخدام الأدوات والمنصات الرقمية. وكان جيل الألفية من أوائل من استخدموا بعض الشبكات التي أصبحت عملاقة عالميًا.
وبحسب مؤشر “”Sprout Social لعام 2025، يخطط 31% من جيل الألفية لزيادة استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي وهي النسبة الأعلى بين جميع الأجيال. ومع ارتفاع دخل جيل الألفية وقدرتهم الشرائية، تُترجم زيادة وقتهم على منصات التواصل إلى فرص حقيقية للعلامات التجارية.
- ما هي شبكات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها جيل الألفية؟
يبحث جيل الألفية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن التواصل، سواءً مع معارفهم، أو المؤثرين والمشاهير، أو حتى العلامات التجارية. ونظرًا لنشأة هذا الجيل مع تطور كل منصة رئيسية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة بنية تحتية عاطفية لجيل الألفية.
ووفقا لاستطلاع Sprout Pulse”” للربع الثاني من عام 2025، يُرجّح أن يستخدم ما يقرب من 30% من جيل الألفية وسائل التواصل الاجتماعي للعثور على المعلومات – خاصةً مراجعات المنتجات والتوصيات -.
ويشير الاستطلاع ذاته إلى أن 85% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من جيل الألفية يستخدمون فيسبوك، و80% يوتيوب، و74% إنستغرام، مما يجعل هذه المنصات الأكثر شعبية لدى هذا الجيل. ومن المرجح أن يستخدم جيل الألفية جميع هذه القنوات للترفيه والتواصل مع الأصدقاء والعائلة.
وبالتعمق في كيفية استخدامهم لمنصات معينة، أفاد جيل الألفية بأن تيك توك هو منصتهم المفضلة للتجارة الاجتماعية، يليه فيسبوك وإنستغرام بفارق ضئيل، كما وجد الاستطلاع نفسه أنهم أكثر ميلًا لاستخدام فيسبوك وإنستغرام للبقاء على اطلاع دائم بالأخبار، ولخدمة العملاء.
- ما هو محتوى العلامة التجارية الذي يتفاعل معه جيل الألفية؟
وفقًا لتقرير استراتيجية محتوى وسائل التواصل الاجتماعي لعام 2024، يُرجّح أن يتفاعل جيل الألفية مع منشورات العلامة التجارية النصية على منصتهم الأكثر استخدامًا “فيسبوك”، والفيديوهات القصيرة (أقل من 15 ثانية) على إنستغرام، والفيديوهات الطويلة (أكثر من 60 ثانية) على يوتيوب.
وبغض النظر عن الصيغة، فإن السمات التي يهتم بها جيل الألفية أكثر في محتوى العلامة التجارية هي الأصالة والترفيه والموثوقية.
وبالمقارنة مع جميع الأجيال الأخرى، فإنهم يميلون أيضًا إلى القول إنه إذا لم تستجب علامة تجارية على وسائل التواصل الاجتماعي، فمن المرجح جدًا أن يشتروا من المنافس في المرة القادمة.
ويعد جيل الألفية الجيل الأكثر تشككًا والأكثر ولاءً للعلامة التجارية، فعندما تكسب ولاءهم، تكسب عميلًا مدى الحياة، لكن تحقيق ذلك يتطلب الالتزام ببناء شخصية علامة تجارية فريدة حقًا وتجربة عملاء ممتازة.
- اتجاهات جيل الألفية على وسائل التواصل الاجتماعي
مع نضج جيل الألفية، تحولوا من كونهم محور خطط التسويق إلى مستهلكين في منتصف العمر أقل تأثيرًا ثقافيًا ولكن تأثيرهم السوقي أكبر. وللوصول إلى جيل الألفية، ينبغي على العلامات التجارية الاستثمار في الشبكات الناشئة، والالتزام بقيم علامتها التجارية، والتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي في استراتيجياتها التسويقية.
وفيما يلي نستعرض أبرز اتجاهات جيل الألفية على منصات التواصل:
- المتبنون الأوائل للشبكات الناشئة
من المثير للاهتمام أن رغبة جيل الألفية في التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدفعهم إلى استخدام المزيد من المنصات التي يقودها المجتمع والمبدعون خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفقًا لاستطلاع “Sprout Pulse” للربع الثاني من عام 2025. يخطط 63% لاستخدام ريديت، بينما يخطط 57% لاستخدام “بلو سكاي” و”ثريدز” و”ماستدون”. ويخطط 53% آخرون لاستخدام “باتريون” و”سابستاك”.
وبحسب الاستطلاع نفسه، من المرجح أن ينضم جيل الألفية إلى هذه المنصات الجديدة إذا كان أصدقاؤهم وأفراد عائلاتهم يستخدمونها بالفعل. كما ينضمون إلى شبكات جديدة عندما يهتمون بمجتمعات ومواضيع متخصصة، أو عندما ينضم إليها المؤثرون والمبدعون الذين يتابعونهم.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه إذا انضمت العلامات التجارية إلى كل منصة في ظلّ هذا الزحام من الشبكات الناشئة، فستكرّس كل وقت فرقها لتطوير هذه المنصات الجديدة. بدلاً من ذلك، عليها الاستثمار في تجارب على منصة أو منصتين حيث يوجد جمهورها المستهدف، أو توجد بالفعل مجتمعات متخصصة مرتبطة بعلامتها التجارية.
- لا يبحثون عن العلامات التجارية لتكون فيروسية أو عصرية
أظهر استطلاع ” Sprout Pulse” أن جيل الألفية يعتقد أن أهم أمرين ينبغي للعلامات التجارية إعطاؤهما الأولوية هما تفاعل الجمهور ونشر محتوى أصلي، حتى أكثر من الانتشار الفيروسي أو مواكبة الرائج.
- وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بقرارات الشراء الخاصة بهم
لقد غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي طريقة تسوق جيل الألفية. فأكثر من نصفهم يقومون بعمليات شراء عفوية مستوحاة من وسائل التواصل الاجتماعي مرة واحدة على الأقل شهريًا وبحسب استطلاع “Sprout Pulse” للربع الثاني من عام 2025 من المرجح أن يقوم مستهلكو جيل الألفية بعمليات شراء يومية أو أسبوعية مستوحاة من مؤثرين – على قدم المساواة مع الجيل z.
- آراء إيجابية حول التأثير الشخصي لوسائل التواصل الاجتماعي
أظهر استطلاع “Sprout Pulse” أن 68% من جيل الألفية يرون أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرًا إيجابيًا على صحتهم النفسية. وقال 61% آخرون إن لها تأثيرًا إيجابيًا واضحًا على حياتهم الاجتماعية، بينما اتفق أكثر من النصف على أن لها تأثيرًا إيجابيًا واضحًا على قراراتهم المالية.