شهد منحنى تفاعلات المستخدمين على هاشتاق #الخطوط_السعودية ارتفاعًا ملحوظًا منذ أمس، وذلك على خلفية نشر الخطوط السعودية مقطع فيديو عن نظام الترفيه الجوي “بيوند”، استعانت فيه بالمؤثر السنغالي “خابي لام”.
وانطلاقًا من حرص مركز القرار للدراسات الإعلامية على رصد وتحليل تفاعلات المستخدمين ودراسة اتجاهات الجمهور نحو القضايا المختلفة، فقد قام المركز بتحليل عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة من تفاعلات المستخدمين السعوديين على هاشتاق #الخطوط السعودية الذي بلغ حجم النشاط عليه خلال 24 ساعة فقط ما يلي:
- إجمالي تفاعلات المستخدمين (4,060) تفاعلاً.
- إجمالي المستخدمين المتفاعلين على الهاشتاق (2,710) مستخدمين.
- إجمالي المشاهدات (3,18) مليون مشاهدة.
- إجمالي معدلات الوصول (14.3) مليون.
- إجمالي معدلات الظهور (31,1) مليون.
- اتجاه التفاعلات
سيطر الاتجاه السلبي على جميع تفاعلات المستخدمين الخاضعة للتحليل، وقد تمثّلت أبرز حُججهم الداعمة لاتجاههم السلبي الرافض للإعلان فيما يلي:
- إساءة الإعلان للمواطن السعودي.
- يُقدّم نظرة غير حقيقية عن السعوديين.
- يُشوّه الصورة الذهنية عن السعودي لدى الآخرين.
- الفشل في اختيار السيناريو المناسب للإعلان.
- عدم التوفيق في اختيار الشخصية المؤثرة.
- المطالبة بمساءلة ومحاسبة المسؤولين عن الإعلان.
- تأطير التفاعلات
على الرغم من أن جميع التفاعلات جاءت سلبية تجاه إعلان الخطوط السعودية، فإنها تنوعت من حيث تأطيرها للموضوع عبر التركيز على عدد من زوايا التناول، وذلك على النحو التالي:
- حرصت غالبية التفاعلات على كشف وتصحيح بعض المغالطات التي تضمنها الإعلان بشكل غير مُتعمد، خاصة في تصويره للسعودي بأنه غير مواكب للتقنيات الحديثة، حيث أكدوا على ما يلي:
- وعي الجمهور السعودي.
- حصول المملكة على مراكز متقدمة في المجال التكنولوجي والتحول الرقمي.
- اعتياد المواطن السعودي على التعامل مع التقنيات الحديثة في تعاملاته اليومية والحياتية.
- السعوديون من أكثر الشعوب استخدامًا للتطبيقات الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم.
- جاء في المرتبة الثانية “رفض الإساءة”، حيث اعتبرت هذه الفئة من التفاعلات أن الإعلان يحمل إساءة واضحة للسعوديين، وطالبوا بضرورة وضع رقابة على الإعلانات لمراجعتها قبل نشرها والتحقق من توافقها مع الهوية الاجتماعية والثقافية.
- أما “تأثير المغرد السعودي” فحلّ بالمرتبة الثالثة، إذ أكدت بعض التفاعلات على قوة المغرد السعودي الذي أثبت من جديد أنه مستخدم فاعل وقادر على التأثير وقيادة الرأي العام، وهو ما ظهر من خلال رد فعل الخطوط السعودية التي سارعت بحذف الإعلان واستبداله من خلال آخر استجابةً للرفض المجتمعي من جانب، واعترافًا بالخطأ وحرصها على تصحيحه من جانب آخر.
- قراءة في تفاعلات المغردين
بشكل عام، عكست تفاعلات المستخدمين السعوديين على هاشتاق #الخطوط السعودية، والتي جاءت بمناسبة مقطع الفيديو الدعائي الخاص بها، حالة من الاستياء الشعبي من الإعلان، مؤكدة أن الخطوط السعودية التي تُعتبر الناقل الوطني جانبها الصواب في اختيار المادة الإعلانية التي تليق بالمملكة والمواطن السعودي، وتعكس صورة السعودية دولةً وشعبًا. الأمر الذي دفع الخطوط السعودية لحذف المقطع الدعائي واستبداله من خلال مقطع آخر.
ومن خلال قراءة تفاعلات المستخدمين، يمكن تحديد مجموعة من الاعتبارات التي أسفرت عن حالة الاستياء من الإعلان، وذلك على النحو التالي:
- تصديره صورة سلبية عن المواطن السعودي.
- تأثير الإعلان على صورة المملكة، خاصة وأن الجمهور المُخاطب فيه متنوع يشمل السعوديين والأجانب من مختلف الجنسيات حول العالم.
- عدم مواكبته للتطورات وعمليات التحول الرقمي التي تشهدها المملكة وفق رؤية
- على الرغم من اعتماد الإعلان على أحد مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه لم يكن موفقًا في اختيار السيناريو الأنسب، إذ كان من الأجدى إبراز السعودي كشخص مُطّلع ومواكب للتقنيات الحديثة التي تُقدمها مؤسسات بلده، وذلك كأحد أساليب الدعاية للسعودية والسعوديين وترسيخ صورة ذهنية تواكب التطور الحالي في المملكة.
- خالف الإعلان إحدى الركائز التي تقوم عليها رؤية المملكة 2030 التي أرسى دعائمها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظه الله – وتتمثل في الاعتزاز بالهوية السعودية، التي دائمًا ما يُؤكد عليها سموه في مختلف المناسبات واللقاءات والمحافل الدولية، واعتبارها أحد منطلقات القوى الناعمة للمملكة.
- خالف الإعلان أيضًا أحد المبادئ الأساسية التي يتبناها سمو الأمير محمد بن سلمان – أيده الله – وتتمثل في الموازنة بين التحديث والأصالة، وهو ما يتم تطبيقه في مختلف المجالات ومنها السياحة على سبيل المثال، فرغم تطوير الأماكن السياحية وفق أحدث النظم العالمية فإنها تحتفظ بأصالتها وهويتها السعودية؛ كونها عامل فخر واعتزاز بالجذور لا يمكن التهاون فيه.
- حمل الإعلان تناقضًا واضحًا، فرغم ظهوره بصورة جذابة تشير إلى استخدام أحدث التقنيات في عملية إنتاجه بكل مراحلها، كما أن المنتج المعلن عنه عبارة عن خدمة تقنية حديثة مقدمة من واحد من الخطوط المصنفة عالميًا مما يعكس حجم التقدم الذي تشهده المملكة في المجال التكنولوجي، إلا أنه أظهر المواطن السعودي غير مواكب لهذه التقنيات الحديثة، أو غير قادر على التعامل معها.
ختامًا.. يمكن القول إن الإعلان الصادر عن المؤسسات الحكومية يجب أن يخضع لمجموعة من الضوابط كونه يُعبر عن الدولة والشعب، وبالتالي لا بد أن يخضع للرقابة الدقيقة قبل نشره للتحقق مما يلي:
- عدم مخالفته للعادات والقيم السائدة في المجتمع.
- تماشيه مع الذوق العام السعودي.
- حفاظه على الهوية الوطنية للدولة.
- مساهمته في تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن الوطن والمواطنين.
- توافقه مع الأهداف التنموية للدولة ورؤية المملكة
وعلى الرغم من الخطأ غير المقصود الذي وقعت فيه الخطوط السعودية، فإنه يُحسب لها سرعة الاستجابة بحذف الإعلان، اعترافًا منها بالخطأ، واحترامًا للرأي العام السعودي.