أثارت تصريحات للصحفي اللبناني الأصل هشام ملحم حالة من الغضب والسخط السعودي امتدت إلى منصات التواصل الاجتماعي.
وبرصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة من تفاعلات المستخدمين على منصة تويتر وإخضاعها للتحليل بشقيه الكمي والكيفي، تبيّن ما يلي:
- الاتجاه
جاءت جميع التفاعلات سلبية تجاه هشام ملحم بنسبة 100%، ولم يتم رصد أي تغريدة داعمة له أو مدافعة عنه أو حتى متفهمة لدوافع تصريحاته.
وتُشير هذه النتيجة إلى أن هذه الحملات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تُؤثر على المواطن السعودي الذي يُثبت كل مرة إدراكه التام لدوافع هذه النماذج بما تحمله من حقد تجاه المملكة، فعلى العكس تمامًا تُزيده دفاعًا عن الوطن وولاة الأمر، وهو ما ظهر في اللغة الحادة التي عبروا بها في الغالبية العظمى من التفاعلات عن وجهة نظرهم تجاه ما قاله ملحم.
ومن أبرز الشخصيات المتفاعلة حول هذا الموضوع:
- حسين الغاوي
- عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ
- محمد علي الحربي
- مرام عبد العزيز
- عبد الله محمد المقرن
- إدريس الدريس
- محمد الشقاء
- حليمة مُظفّر
تجدر الإشارة إلى أنه خلال عملية الرصد ظهرت العديد من التفاعلات المدافعة عن المملكة والمستهجنة لسلوك هشام ملحم جاءت من مواطني الدول العربية الشقيقة، وأكدت على أن المملكة العربية السعودية لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى على الكثير ممن يعترفون بالفضل، وأنه لا يُنكر ذلك إلا كل حاقد.
- إطار التفاعل
تنوعت أطر التناول التي ركّزت عليها تفاعلات المستخدمين، وذلك على النحو التالي:
الشخصية: جاءت في المرتبة الأولى في تفاعلات المستخدمين، حيث تضمنت تفاعلاتهم العديد من الأوصاف السلبية لملحم، ومنها على سبيل المثال لا الحصر (المرتزق – بوق إعلامي – خائن – متلون).
نكران المعروف: وعكست هذه الفئة من التفاعلات نوعًا من جلد الذات من منطلق أن الإعلام السعودي هو من صنع هشام ملحم، مؤكدين أن هذا النموذج من ناكري الجميل والمعروف متكرر في الإعلام السعودي.
توطين المهن الإعلامية: ارتباطًا بالإطار السابق، طالب العديد من المستخدمين بضرورة توطين المهن في المملكة وخاصة الإعلام، مؤكدين أن أبناء المملكة لديهم الكفاءة والمقدرة وقبل كل شيء الأمانة والولاء للوطن.
سيادة المملكة واستقلالية قرارها: أكدت هذه الفئة من التفاعلات على أن المملكة العربية السعودية سيدة قرارها، وأنها لا تسمح لأي دولة كائنة من كانت التدخل في شؤونها الداخلية، فالقرار السعودي لا يحكمه سوى مصلحة الوطن والمواطنين.
- النتائج العامة
- حالة الغضب السعودي لم تكن نتيجة ما جاء على لسان ملحم، بقدر ما كان سببها أن الإعلام السعودي هو من فتح أبوابه لهذه النماذج، ولذلك جاءت المطالبات بضرورة توطين المهن الإعلامية التي تُمثل أدوات هامة لتشكيل مدارك ومعارف المواطنين، وبالتالي لا بد من أن يكون المنوطون بها من أبناء المملكة الذين يُدينون بالولاء للوطن وولاة الأمر – حفظهم الله -.
- ما قاله هشام ملحم يُعتبر انعكاسًا لتنشئته السياسية وأسلوب تفكيره الذي لا يستطيع إدراك أنه ليس من الضروري أن تكون كل الدول منساقة وراء القوى العظمى، وأن هناك دولًا كالمملكة العربية السعودية تمتلك سيادة واستقلالية في قرارها وتتمسك بهما، وأن فهم ملحم للسياسة الدولية قاصر لأنه لا يستوعب سياسة تعدد العلاقات والتحالفات، وأن خبرته وتنشئته السياسية قائمة على اختيار حليف للانقياد وراءه.
- يُعاني ملحم من الجهل السياسي والذي ظهر جليًا في كلامه حينما قال مستغربًا “كأن المملكة تستحق تلقائيًا الحماية الأمريكية”، الأمر الذي يعكس محدودية تفكيره التي أوصلته إلى هذه الحالة من الاستغراب، وعدم فهمه بأن العلاقات السعودية الأمريكية قائمة على الندية والمصالح المتبادلة، وأن الولايات المتحدة حريصة كل الحرص على استمرار وتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع المملكة لإدراكها مكانة المملكة السياسية والاقتصادية ودورها الإقليمي والدولي، وهذا الحرص لا يُسمى حماية وإنما هو حفاظ على المصالح المشتركة للطرفين.
- ما جاء على لسان هشام ملحم يُقدم تفسيرًا واضحًا لأسبابه ودوافعه وقناعاته التي قادته إلى ذلك، فقوله “بأن المملكة لا تستحق أن تحظى بمظلة الحماية الأمريكية، ويمكنها التوجه إلى الصين”، يعكس طريقة تفكيره ونظرته للعلاقات الدولية من منظوره الخاص للعلاقات الإنسانية، فهو من هاجم المملكة بعدما انتهت مصالحه فيها، مطبقًا بذلك “الميكافيللية” بأسوأ مظاهرها والتي قادته لنموذج “الإعلامي المرتزق”.