تزامنًا مع الطفرة الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية في كافة المجالات والقطاعات بشكل يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، حققت هيئة الإذاعة والتلفزيون نقلة نوعية في الدورة البرامجية لشهر رمضان المبارك هذا العام، وذلك من خلال التنوع الكبير في المحتوى المقدم للمشاهدين، الأمر الذي انعكس على ردود فعلهم الإيجابية تجاه الأعمال الدرامية والبرامج الروحانية والإنسانية وحتى الترفيهية.
وفي هذا الصدد، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة من تفاعلات السعوديين على الدورة البرامجية خلال شهر رمضان بهدف استكشاف انطباعاتهم واتجاهاتهم نحو الأداء البرامجي لهذا الموسم، وقد انتهت عملية الرصد والتحليل إلى ما يلي:
جاءت الغالبية العظمى من التفاعلات نحو الأعمال المقدمة في التلفزيون السعودي خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام إيجابية، ومن أبرز الأسباب وراء ذلك:
- التنوع في المحتوى بما يُرضي جميع الأذواق والاهتمامات.
- تقديم محتوى يرتقي لذائقة المشاهد السعودي.
- جاء المحتوى هادفًا في الأعمال الدرامية والبرامج، حتى الترفيهية منها لم تقع في فخ التفاهة والإسفاف.
- تصدت الأعمال لعملية التسطيح الفكري التي أفرزتها وسائل التواصل الاجتماعي، وسعت خلفها بعض القنوات والبرامج من أجل تحقيق نسب مشاهدة عالية.
- نجحت الدورة البرامجية في عملية الفرز والفلترة لمشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، باعتمادها في بعض الأعمال على أصحاب الأيادي البيضاء منهم والمفيدين للمجتمع، وتجاهلت أصحاب المصالح الخاصة ممن يُروجون للمحتوى التافه والسطحي وغير الملائم لقيم وعادات الشعب السعودي.
- نجحت هذه الأعمال في تحقيق المعادلة الصعبة والمتمثلة في المزج بين جودة العمل والجماهيرية.
- اهتمام هيئة الإذاعة والتليفزيون بالمحتوى المحلي.
- النجاح في إلقاء الضوء على إنجازات المملكة الداخلية والخارجية.
- استخدام القوى الناعمة السعودية في إظهار التغيرات الإيجابية بالمملكة، ونقل الثقافة والتراث السعودي للعالم بشكل يليق بالمملكة.
تنوعت الكيفية التي عبّر بها المتفاعلون عن إعجابهم بالدورة البرامجية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- الدعاء بالتوفيق للقائمين على تطوير برامج التلفزيون السعودي.
- التأكيد على أن مجهوداتهم تستحق الشكر والتقدير.
- الإشادة بالمستوى الذي وصل إليه التلفزيون السعودي، وتفوقه على محطات إعلامية شهيرة.
- التعبير عن الفخر بالمحتوى المقدم في التلفزيون السعودي، كونه يرقي لمستوى السعوديين.
- الإعجاب بمستوى التطور في التلفزيون السعودي، خاصة وأنه عكس نقلة نوعية كبيرة في وقت قياسي.
حظيت الدورة البرامجية بالإشادة والثناء من جميع أطياف الشعب السعودي، الأمر الذي يُؤكد على تنوعها سواء من حيث الشكل أو المضمون، وبما يُرضي الجميع، ومن أمثلة المتفاعلين:
أظهرت لغة خطاب تفاعلات السعوديين على الدورة البرامجية مجموعة من المؤشرات، جاءت على النحو التالي:
- وجود حالة من التفاعل الكبير على البرامج الإنسانية.
- تقدير المجتمع السعودي للإعلاميين والمشاهير المتطوعين لفعل الخير ومساعدة الغير بدافع ديني وإنساني ومجتمعي.
- التأكيد على أن سيرة الشخص الطيبة وسمعته الحسنة تدوم، وتقدير السعوديين للنماذج المشرفة من أبناء المملكة مهما طال الزمن.
- سعادة السعوديين بالمحتوى المحلي.
- شغف السعوديين بالمسلسلات ذات الصبغة التراثية.
- المحتوى الجيد يفرض نفسه.
- للإعلام رسالة غاية في الأهمية تتطلب الالتزام والمسؤولية بجانب الإبداع والابتكار.
ختامًا.. حملت ردود فعل المشاهدين رسالة موجهة إلى فئتين:
- الأولى تحفيزية: لصناع الدراما ومنتجي البرامج، ومفادها أن المحتوى الجيد يلقى جماهيرية كبيرة من جانب المشاهد السعودي الذوّاق للأعمال الرصينة التي تُقدم مضمون هادف ونافع. ولذلك عليهم أن يهتموا بهذا النوع من المحتوى.
- الثانية تحذيرية: للمروجين للمحتوى التافه الذي يعمل على تسطيح الفكر أو مخالفة النسق القيمي للمملكة، ومفادها أن منتجكم ليس له مستقبل في المملكة، وأن شهرتكم آنية سريعًا ما ستنتهي، ولذلك عليكم إما أن تُعيدوا حساباتكم، أو أن العقاب الجماهيري سيكون كفيل بإنهاء ظاهرتكم الظرفية المؤقتة.
ونظرًا لأن هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية تسعى لإيصال رسالة المملكة إلى الداخل والخارج بالكلمة والصورة، فقد عكست تفاعلات المشاهدين على الدورة البرامجية إدراكًا ووعيًا بأهمية وضرورة مستوى التطور الذي اتسمت به، والذي سينتج عنه إبراز الصورة الحقيقية للسعودية والسعوديين.