أضحى تحسين المحتوى بالنسبة للشركات والعلامات التجارية أكثر أهمية من أي وقت مضى، فبينما تعد منصات التواصل الاجتماعي محطة حاسمة على طريق زيادة المشاركة عبر الإنترنت، يعتبر المحتوى عنصرًا مفتاحيًا في تلك العملية. وبات على الشركات التركيز على تحسين المحتوى الخاص بها من أجل المنافسة عبر الإنترنت، ويتم ذلك عبر التأكد من صياغة المحتوى بطريقة تجذب الفئات المستهدفة وتجعله يصل إليهم في المقام الأول.
ويتطلب تحسين الظهور عبر محركات البحث، والتسويق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تزيين المحتوى بالكلمات الرئيسية الصحيحة والعلامات والعناوين والروابط والصور، مما يمهد مسارًا واضحًا يساعد في توجيه العملاء المستهدفين بشكل مباشر إلى الشركة أو العلامة التجارية، فالفضاء الرقمي أشبه بشبكة طرق بها إشارات ومع وجود اللافتات الصحيحة في مكانها يصبح العثور على الوجهة النهائية أسهل بكثير. وعلى هذا الأساس، يساعد المحتوى الخاص بالعلامة التجارية الموزع والمحسن بشكل فعّال في إنشاء خط مباشر مع العملاء الذين يبحثون بنشاط عن المنتجات والخدمات.
وفي هذا الإطار، استعرضت مجلة “فوربس” الأمريكية، مجموعة من الأسس للنجاح في تحسين محركات البحث المعروفِ بـ”SEO” وتحسين المحتوى على النحو التالي:
أفضل ممارسات تحسين محتوى محركات البحث
وفقًا لتقديرات موقع “استاتيستا- Statista” المتخصص في الإحصاءات العالمية، يواصل محرك بحث جوجل هيمنته على سوق البحث حيث استحوذ على 87.7% من عمليات البحث التي أُجريت عبر أجهزة الكمبيوتر المكتبية في الفترة من يناير 2010 وحتى يونيو 2021.
ويبعث ذلك برسالة واضحة للشركات والعلامات التجارية مفادها وجوب تحسين المحتوى الخاص بها ليتناسب مع خوارزميات الترتيب لدى محرك بحث جوجل، فتعلم كيفية تحسين المحتوى الخاص بالشركة أمر بالغ الأهمية لعمليات الإحالة لموقع الشركة، وبالتالي زيادة عدد الزيارات، وبلوغ مرتبة أعلى في تصنيفات البحث، وزيادة قابلية الاكتشاف.
علما بأن جوجل يحلل الملايين من مواقع الويب أثناء تحليل سلوكيات جمهورك المحدد، كما يستخدم أكثر من 200 إشارة ترتيب لتحديد أجزاء المحتوى التي تظهر في الصفحة الأولى من نتائج محرك البحث. وتولي الخوارزمية اهتمامًا دقيقًا للإشارات التي تشير إلى أن صفحة ويب معينة ستوفر للباحثين المعلومات التي يبحثون عنها.
ويبقى السؤال الأبرز هنا، كيف يمكن للشركة الشروع في تحسين المحتوى الخاص بها لتحسين محركات البحث؟ ويمكن ببساطة القيام بذلك من خلال اتباع الخطوات التالية:
قيادة استراتيجيتك باستخدام البيانات
على الشركات والعلامات التجارية جمع أكبر قدر ممكن من البيانات حول حركة المرور على الويب الخاصة بموقعها، ثم البحث عن أنماط تلك البيانات،عبر طرح تساؤلات مثل متى يزور الأشخاص الموقع؟ هل ينقرون على عبارات الحث على اتخاذ الإجراءات الخاصة بالشركة؟ وكيف يمكن تحسين نسخة الويب الخاصة بالشركة لتحقيق أقصى قدر من المشاركة؟
ويُعد إنشاء تقارير سلوك المستخدم طريقة رائعة لإلقاء الضوء على الاستراتيجيات التي تعمل بكفاءة حاليًا على الموقع الإلكتروني للشركة- والأخرى غير الفعالة. إذ لا بد من فهم تجربة المستخدم، واكتشاف كيف يتنقل الزوار في الموقع، وما إذا كانوا يقومون بالتمرير لأسفل الصفحة.
البحث عن الكلمات الرئيسية
عند التفكير في تحسين محركات البحث، غالبًا ما يكون البحث عن الكلمات الرئيسية هو أول ما يتبادر إلى الذهن، فالكلمات الرئيسية هي أساس تحسين محركات البحث، لذلك فإن تعلم كيفية إجراء بحث شامل عن الكلمات الرئيسية سوف يجعل الشركة في وضع جيد.
ويمكن استخدام أداة الكلمات الرئيسية للمساعدة في العثور على أفضل الكلمات الرئيسية المتعلقة بالفئات الاجتماعية التي تستهدفها الشركة أو العلامة التجارية، ومن الأهمية بمكان إنشاء قوائم الكلمات الرئيسية الخاصة بالشركة والتي يمكن لمسؤولي التسويق ومؤلفي الإعلانات الرجوع إليها عند كتابة المحتوى.
إنشاء محتوى مليء بالقيمة
يجب أن يكون المحتوى الخاص بالشركة أو العلامة التجارية مليئًا بالقيمة، فالمحتوى الهادف هو ما يحفز التفاعل ويجذب العملاء المحتملين، وإذا تمكنت العلامة التجارية من اكتساب سمعة طيبة في تقديم محتوى فريد وعالي الجودة، فستكون في موقع رئيسي لاكتساب متابعين مخلصين.
ومن المهم للغاية تحسين كل شيء يتعلق بالمحتوى بدءًا من الكلمات الرئيسية إلى طول كل منشور في المدونة أو صفحة الويب الخاص بالشركة. وبشكل عام، يجب أن تحتوي مشاركات المدونة على 300 كلمة على الأقل من أجل الحصول على ترتيب جيد في محركات البحث، ويقدر موقع “HubSpot” للتسويق والبرمجيات أن الطول المثالي لتحسين محركات البحث يتراوح بين 2100 و2400 كلمة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر منح الجمهور ما يريده ويتوقعه آلية فعالة للغاية، فعلى سبيل المثال لو أن لديك موقع تجارة إلكترونية يبيع الأحذية، ويحتاج العميل إلى حذاء جديد للجري ويقوم بإجراء بحث على جوجل عن أفضل أحذية للعداء، ونشرت مدونة خاصة بالموقع مقالًا مطولًا متعمقًا حول اختيار أحذية الجري، يشتمل على توصيات ومعلومات عن العلامة التجارية التي يستخدمها العداء، ويكون مزودًا بصور وعروض لأسعار تلك الأحذية في المتجر، فسيجد العميل أن لدى الموقع كل ما يلبي احتياجاته.
استخدام “روابط خلفية عالية الجودة-Quality Backlinks”
يمكن للروابط أن تحدث فرقًا كبيرًا في تصنيفات البحث وتحسين محركات البحث، لذا قم بتضمين الروابط ذات السمعة الطيبة من خلال ربط موقع الشركة أو العلامة التجارية بمنصات ويب أخرى عالية الجودة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الروابط الخلفية القوية لا تؤدي إلى زيادة المصداقية فحسب، بل يمكنها أيضًا مساعدة الشركة في تسلق قوائم المتصدرين في محرك البحث.
أفضل ممارسات تحسين محتوى منصات التواصل الاجتماعي
يتعلق تحسين محتوى وسائل التواصل الاجتماعي بجعل كل ما ننشره على منصاتنا الاجتماعية جذابًا ومثمرًا قدر الإمكان، فالشركات والعلامات التجارية تستهدف من منشوراتها على فيسبوك وتويتر وإنستجرام ولينكدإن إحالة العملاء إلى موقعها.
ويوجد عدد من الخطوات التي تسهم في تحسين وجود الشركة على منصات التواصل الاجتماعي وتحقيق نتائج أفضل، تتمثل فيما يلي:
تحسين الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي
لا بد من التأكد من أن كل حساب للشركة على مواقع التواصل الاجتماعي يتوافق مع رسالة العمل وأهدافه، فلا بد من نشر صورة متسقة عن العلامة التجارية عبر جميع الأنظمة الأساسية من خلال إجراء عمليات تدقيق منتظمة للمحتوى، فضلًا عن استخدام عناصر مرئية وشعارات ونغمات صوتية ورسائل تسويقية تتسم بالاتساق فيما بينها.
إعطاء الأولوية للبحث
يعتبر البحث سمة رئيسية لوسائل التواصل الاجتماعي، ولا يقوم العملاء المحتملون بالبحث على المنصات الاجتماعية بأنفسهم فحسب، بل يعثرون أيضًا على صفحات اجتماعية على محركات البحث مثل جوجل، لذلك لا بد من تضمين كلمات رئيسية مناسبة للبحث وهاشتاقات في المحتوى المنشور الخاص بالشركة، مع ضرورة تجنب الحشو في الكلمات الرئيسية فالتحلي بالتركيز والاختصار غير المخل مهارة لا بد من توافرها.
تبسيط الاستراتيجية على مواقع التواصل
أخيرًا وليس آخرًا، قم بتبسيط استراتيجية الشركة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع وضع جدول نشر منتظم ومتسق، يتضمن توقيت النشر وعدد مرات النشر، وبمجرد العثور على جدول زمني للنشر سيكون حافزًا لزيادة المشاركة والتفاعل.
وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول إن تحسين محركات البحث مسألة ليست سهلة لكن التعرف على أساسياتها يضع الشركة أو العلامة التجارية على طريق الانطلاق، لذا لا بد من جمع أكبر قدر ممكن من البيانات وإجراء بحث شامل عن سلوك الجمهور، وكتابة محتوى موجه له مع التأكد أنه أفضل من المنافسين، فضلًا عن إنشاء حملات منفصلة لتحسين محركات البحث. ولا بد أيضًا من التأكد من أن تحميل موقع الشركة يتم بسرعة على كل من سطح المكتب والجوال، فضلًا عن جذب الروابط الخلفية قدر الإمكان.