ترجمات

تجنب المحتوى المزعج على وسائل التواصل الاجتماعي

يعتبر المحتوى السخيف والمزعج على الإنترنت ليس بالأمر الجديد، حيث ارتبطت بدايات ثقافة الإنترنت بما يُسمى بمواقع الصدمة وهي مواقع إلكترونية تحتوي على صور أو مقاطع فيديو صريحة لأفعال متطرفة متنوعة، فغالبًا ما تعرض محتوى عنيفًا أو تمييزيًا أو إباحيًا أو غريبًا أو مرعبًا.

وفي بدايات الإنترنت، كانت تتم مشاركة هذه المواقع كمقالب – روابط مضللة- تقود بشكل غير متوقع إلى هذا النوع من المحتوى. واليوم، يستخرج منشئو المحتوى هذه المواد من الأرشيف ويعيدون إحياءها على منصات التواصل الاجتماعي الحديثة مثل تيك توك. وهو ما يؤكد أن إرث ثقافة الإنترنت المبكرة حاضر حتى الآن.

وفي هذا الإطار، نشر موقع “ذا كونفرذيشن” الإخباري مقالًا بعنوان ” كيفية تجنب رؤية المحتوى المزعج على وسائل التواصل الاجتماعي والحفاظ على راحة بالك” من إعداد آني مارغريت أستاذ مساعد التكنولوجيا الإبداعية والتصميم بجامعة كولورادو بولدر، نستعرضه على النحو التالي:

  • تصميم منصات التواصل الاجتماعي

عندما تنتشر مقاطع الفيديو الصادمة على نطاق واسع، مثل حادثة إطلاق النار المميتة التي وقعت مؤخرًا للناشط الأمريكي المحافظ تشارلي كيرك، قد يبدو من المستحيل حماية نفسك من رؤية أشياء لم توافق على رؤيتها، ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها.

صُممت منصات التواصل الاجتماعي لزيادة التفاعل، لا لحماية راحة بالك. كما قللت المنصات الرئيسية من جهودها في ضبط المحتوى خلال العام الماضي تقريبًا، وهذا يعني أن المحتوى المزعج قد يصل إليك حتى لو لم تختر مشاهدته.

ومع ذلك، ليس عليك مشاهدة كل محتوى يظهر على شاشتك، فحماية حالتك النفسية ليست تجنبًا أو إنكارًا ولكنها طريقة لحماية النطاق الترددي الذي تحتاجه للبقاء متفاعلًا ورحيمًا وفعالًا.

  • خطورة التعرض المتكرر للمحتوى العنيف

تُظهر الأبحاث أن التعرّض المتكرر لوسائل الإعلام التي تبث محتوى عنيفا أو مزعجا يُمكن أن يزيد من التوتر والقلق، ويُسهم في الشعور بالعجز. وهذه الآثار ليست قصيرة المدى فحسب، بل إنها تُضعف مع مرور الوقت الموارد العاطفية التي تعتمد عليها لرعاية نفسك والآخرين. إن حماية انتباهك شكل من أشكال الرعاية. وتحرير انتباهك من المحتوى الضار ليس انسحابًا، بل استعادة لأقوى قواك الإبداعية وهي وعيك.

وكما هي الحال مع الطعام، ليس كل ما على المائدة صالحًا للأكل، فلن تأكل شيئًا فاسدًا أو سامًا لمجرد أنه قُدّم لك. وبالمثل، ليست كل مادة إعلامية تُعرض على صفحتك تستحق اهتمامك، فاختيار ما تستهلكه مسألة صحية. وبينما يمكنك اختيار ما تحفظه في مطبخك، غالبًا ما يكون تحكمك فيما يظهر في خلاصاتك على منصات التواصل الاجتماعي أقل. ولذلك، من المفيد اتخاذ خطوات مدروسة لتصفية المحتوى وحظره ووضع حدود له.

  • خطوات عملية لتقليل التعرض لمقاطع فيديو عنيفة أو مزعجة

لحسن الحظ، هناك طرق بسيطة لتقليل احتمالية مواجهة مقاطع فيديو عنيفة أو مزعجة، وإليك 4 منها:

  • أوقف التشغيل التلقائي أو حدّ من المحتوى الحساس: تجدر الإشارة إلى أن هذه الإعدادات قد تختلف باختلاف الجهاز ونظام التشغيل وإصدار التطبيق، وقد تتغير.
  • استخدم فلاتر الكلمات المفتاحية: تتيح لك معظم المنصات كتم أو حظر كلمات أو عبارات أو هاشتاقات محددة. وهذا يقلل من احتمالية ظهور محتوى عنيف أو فاضح في خلاصتك.
  • نظّم خلاصتك: لا تقم بمتابعة الحسابات التي تشارك صورًا مزعجة بانتظام. وتابع الحسابات التي تجلب لك المعرفة أو التواصل أو المتعة.
  • ضع حدودًا: خصص وقتًا خاليًا من الهاتف أثناء الوجبات أو قبل النوم، حيث تُظهر الأبحاث أن فترات الراحة المتعمدة تقلل التوتر وتُحسن الصحة النفسية.
  • استعادة الثقة والحفاظ على التركيز والانتباه

وسائل التواصل الاجتماعي ليست محايدة، فقد صُممت خوارزمياتها لجذب انتباهك، حتى لو كان ذلك يعني تضخيم محتوى ضار أو مثير، ولذلك المشاهدة السلبية لا تخدم إلا مصالح شركات التواصل الاجتماعي.

إن اختيار حماية انتباهك هو وسيلة لاستعادة ثقتك. قد تكون الرغبة في المتابعة الفورية قوية، خاصة في أوقات الأزمات، لكن اختيار عدم مشاهدة كل صورة مزعجة ليس إهمالًا، بل هو حماية للذات. فإبعاد النظر عن تلك المشاهد يحمي قدرتك على التصرف بوعي لأنه عندما يُختطف انتباهك، تتحول طاقتك إلى صدمة وغضب. ولكن عندما يكون انتباهك حاضرًا، يمكنك اختيار أين تستثمره.

كل حدود تضعها – سواءً كانت إيقاف التشغيل التلقائي، أو تصفية المحتوى، أو تنظيم موجز خلاصاتك الإخبارية – هي وسيلة للتحكم فيما يدور في ذهنك. إن هذه الإجراءات هي أساس قدرتك على التواصل مع الآخرين، ومساعدة الناس، والسعي من أجل تغيير هادف.

وختامًا، أوضحت مارغريت أنها كمديرة تنفيذية لمشروع ما بعد الإنترنت، وهي منظمة غير ربحية تُعنى بمساعدة الأشخاص على مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية للحياة على الإنترنت، صممت مع فريقها برنامج “PRISM” المُدعّم بالأدلة لمساعدة الأشخاص على إدارة استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي.

ويُركز هذا البرنامج البحثي على الفاعلية ومواءمة القيم كمفاتيح لتطوير أنماط استخدام أكثر صحة لاستهلاك وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم إعداد دورة بعنوان “استهلاك وسائل الإعلام المتوافق مع القيم” مُخصصة لأي شخص يبلغ من العمر 18 عامًا فأكثر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى