ترجمات

زيارة ترامب للسعودية بعيون الصحف الغربية

يستهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، أول جولة خارجية له منذ توليه منصبه في 20 يناير الماضي بزيارة إلى منطقة الشرق الأوسط يبدأها من السعودية ثم يتوجه إلى قطر في ثاني محطة ويختتم جولته بزيارة الإمارات. وقد سلطت الصحف الغربية الضوء على تلك الزيارة، حيث أفردت مساحات واسعة عبر مواقعها الإلكترونية لنشر تغطيات وتحليلات حول أبعاد تلك الجولة وجدول أعمالها ومستهدفاتها، وهو ما نستعرض جانباً منه على النحو التالي:

  • موقع آكسيوس الأمريكي

تعكس أول زيارة خارجية رسمية لترامب الأهمية المتزايدة التي توليها إدارته للتعاون الاقتصادي والاستثماري بين الولايات المتحدة ودول الخليج. وستكون الزيارة فرصة لترامب لعرض رؤيته لانخراط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتوضيح أهداف سياسته في المنطقة.

وبحسب مسؤولين أمريكيين وعرب، فإن زيارة ترامب إلى دول الخليج الثلاث ستركز على القضايا الثنائية، وخاصة الاستثمارات ومبيعات الأسلحة والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي.

وستكون قمة ترامب مع قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في السعودية الجزء الوحيد من زيارة الرئيس الأمريكي الذي يركز على المنطقة بشكل أوسع.

  • صحيفة جارديان البريطانية

يبدأ ترامب أولى رحلاته الخارجية في إدارته الثانية بجولة في الشرق الأوسط، سعيًا منه لتأمين صفقات استثمارية وتجارية وتكنولوجية وسط مفاوضات مضطربة حول العديد من الصراعات الإقليمية، بما في ذلك حرب إسرائيل على غزة.

ستركز مفاوضاته في السعودية وقطر والإمارات على عدد من الموضوعات، بما في ذلك النفط والتجارة، وصفقات الاستثمار، والصراعات الإقليمية في إسرائيل وغزة واليمن، والمفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني من بين قضايا أخرى. لكنّ المراقبين يقولون إنّ الهدف الرئيسي لترامب هو الخروج من المنطقة مُعلنًا أنه يضع أمريكا في المقام الأول.

  • هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”

زيارة ترامب إلى السعودية كانت ستُعد أول رحلة خارجية له خلال ولايته الثانية في البيت الأبيض قبل أن تُجبره وفاة بابا الفاتيكان فرانسيس على حضور مراسم الجنازة في روما أواخر الشهر الماضي. وكانت السعودية أيضًا أول دولة يزورها ترامب خلال ولايته الأولى، مُخالفًا بذلك التقليد المتبع لرؤساء الولايات المتحدة، بالبدء بزيارة المملكة المتحدة أو كندا أو المكسيك.

وتجذب الزيارة الرئاسية كبار قادة وول ستريت ووادي السيليكون إلى السعودية، حيث يُعقد منتدى استثماري سعودي أمريكي في الرياض، بمشاركة رؤساء تنفيذيين من شركات بلاك روك لإدارة الاستثمار، وبالانتير للتكنولوجيا وتحليل البيانات الضخمة، وسيتي جروب للخدمات المالية، وآي بي إم لتصنيع وتطوير الحواسيب والبرمجيات، وكوالكوم لنظم الاتصالات، وألفابت للتكنولوجيا والخدمات والمنتجات المتعلقة بالإنترنت، وفرانكلين تمبلتون لإدارة الاستثمار.

ويأتي هذا في ظل رياح اقتصادية معاكسة في الولايات المتحدة إذ أدت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب على الواردات إلى إرباك التجارة العالمية والثقة بالاقتصاد الأمريكي، وانخفض الناتج الاقتصادي الأمريكي في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وهو أول انخفاض له منذ ثلاث سنوات.

ولدى صندوق الاستثمارات العامة السعودي (تبلغ أصوله 925 مليار دولار)، بالفعل استثمارات عديدة في الولايات المتحدة تشمل شركة أوبر، وشركة الألعاب إلكترونيك “آرتس”، وشركة السيارات الكهربائية “لوسيد”.

  • صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية

لا تزال المملكة العربية السعودية أكبر مُصدّر للنفط في العالم، حيث تُدر إيرادات بمئات المليارات من الدولارات سنويًا. وتتمتع استثماراتها في الولايات المتحدة بنطاقٍ واسع، بما في ذلك أكثر من 100 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية، حيث استثمر صندوق الثروة السيادي السعودي 110 مليارات دولار في الولايات المتحدة منذ عام 2017، بالإضافة إلى 58 مليار دولار أخرى مشتريات.

  • صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية

أطلقت السعودية شركة جديدة للذكاء الاصطناعي “هيومين”، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتكون الأداة الرئيسية للرياض لقيادة استراتيجية المملكة واستثماراتها في سعيها لأن تصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي.

وكُشف النقاب عن الشركة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، قبل يوم واحد من وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض في أولى محطات جولته الخليجية. ومن المتوقع أيضًا أن يصل إيلون ماسك، مؤسس شركة تسلا، وسام ألتمان، مؤسس شركة أوبن إيه آي، ومارك زوكربيرج، مؤسس شركة ميتا إلى العاصمة السعودية لحضور منتدى استثماري سعودي أمريكي، حيث من المقرر الإعلان عن مجموعة من الصفقات بمليارات الدولارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والدفاع وقطاعات أخرى.

  • صحيفة واشنطن بوست الأمريكية

في الشرق الأوسط، يعتزم ترامب التركيز على الصفقات التجارية، لا على الشؤون الجيوسياسية، حيث من المتوقع أن تركز هذه الرحلة بشكل أساسي على ترسيخ العلاقات التجارية.

وتُعد هذه الجولة وهي أول رحلة دولية رئيسية لترامب في ولايته الرئاسية الثانية، مؤشرًا على أولويات الرئيس الأمريكي وعلامة أخرى على نيته في التقليل من أهمية حلفاء الولايات المتحدة التقليديين الذين عادةً ما يكونون الوجهات الخارجية الأولى للرؤساء الجدد.

وصرح مساعدو البيت الأبيض بأن القضايا الأمنية لن تكون محورية خلال الأيام الثلاثة والنصف التي سيقضيها ترامب في زيارته للمنطقة، مما يدل على رؤيته الأكثر تحفظًا لدور الولايات المتحدة في العالم وتركيزه الشديد على الصفقات التجارية والاستثمارات التي قد تعزز مكانته مع قاعدته الانتخابية في الداخل.

  • قراءة في زوايا التناول الإعلامي

تُظهر زوايا التناول الإعلامي من جانب تلك الصحف الغربية عددا من الأبعاد تتمثل في الآتي:

  • استعراض جدول الزيارة الرئاسية في المملكة الذي يعكس استراتيجية وعمق العلاقات السعودية الأمريكية.
  • حرص المملكة على تعزيز التعاون واللُحمة الخليجية والحديث بصوت واحد مع واشنطن.
  • إبراز الفرص الواعدة التي توفرها السعودية للشركات العالمية عبر شراكات كبرى.
  • الدور المؤثر والحيوي للسعودية في أسواق الطاقة العالمية لا سيما النفطية.
  • تسليط الضوء على صندوق الاستثمارات السعودي كإحدى أدوات القوة الناعمة للمملكة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى