تخيل أنك تبحث عن طاولة جديدة، ستلفت انتباهك ثلاثة خيارات الأول حاصل على ٥٠٠ تعليق إيجابي وتقييم ٤.٨ نجمة، والثاني حاصل على ١٤٠ تعليقا إيجابيا بمتوسط نجمتين، والخيار الثالث بدون أي تقييم، غالبًا ستختار الخيار الأول وهو ما يجسد “الإثبات الاجتماعي Social proof” ذلك المفهوم النفسي الذي يشرح كيف تؤثر آراء الآخرين على ما نشتريه ومن نثق به.
- ما الإثبات الاجتماعي؟
وبحسب موقع “Sprout Social” المتخصص في شؤون منصات التواصل الاجتماعي، فإن الإثبات الاجتماعي يقوم على فكرة أن الأشخاص يعتمدون على الآخرين عند اتخاذ قرارهم، فسواء كان ذلك مراجعة التقييمات قبل الشراء، أو متابعة حساب رائج، أو اختيار أكثر المطاعم ازدحاما في المدينة، فإننا نثق بالخيارات التي أثبت الآخرون صحتها.
وفي مجال التسويق، يعمل الإثبات الاجتماعي كإشارة ثقة تُرجح كفة الميزان لصالحك، حيث تُثبت التقييمات عبر الإنترنت، وشهادات وقصص العملاء، وتشجيع المؤثرين، وحتى حجم مجتمعك، أن الناس يثقون في علامتك التجارية بالفعل. وعندما يرى المشترون هذا الإثبات، يزداد احتمال اختيارهم لك على حساب منافسيك.
ويعتبر الإثبات الاجتماعي مهما لأن الناس يثقون بالآخرين أكثر من ثقتهم بالعلامات التجارية، فعندما يرى العملاء تقييمات إيجابية لمنتج أو توصيات بخدمة، فإنهم يشعرون بالاطمئنان بأنهم يتخذون القرار الصحيح. وهذه مسألة تؤكدها الأرقام؛ 97% من المستهلكين يقرأون التقييمات الإلكترونية عند البحث عن شركات محلية. كما أن 90% من مشتري البرامج يتأثرون بنوع من الإثبات الاجتماعي خلال مرحلة التفكير.
- 9 أفكار تسويقية للإثبات الاجتماعي
يُصنّف الجيل Z الآن وسائل التواصل الاجتماعي كمصدرهم الأول للمعلومات، مثل تقييمات المنتجات وتوصيات المطاعم. وهذا يجعل وسائل التواصل الاجتماعي من أفضل الأماكن لوضع الإثبات الاجتماعي في المقدمة، فهي المكان الذي يبحث فيه جمهورك بالفعل، وهي المكان الذي تُبنى فيه الثقة فورًا.
وفيما يلي تسع طرق تستخدم بها العلامات التجارية الإثبات الاجتماعي للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخارجها:
- دراسات الحالة
تعتبر كتابة دراسة حالة حول تجربة العملاء مع شركتك من الطرق الرائعة لإبراز رضاهم، حيث يُسلط ذلك الضوء على:
- المشكلة التي واجهها عميلك
- كيف ساعدته في حلها
- النتائج التي حققها
كما تساعد دراسات الحالة المشترين المحتملين على تصوّر أنفسهم في القصة، وبالتالي تبني الثقة أسرع من العرض التقديمي، لأنك تُقدم دليلًا على فاعلية منتجك أو خدمتك. ويمكنك مشاركة دراسات الحالة كملفات PDF، أو نشرها على مدونتك، أو إعادة استخدامها في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أو مقاطع فيديو قصيرة.
- الشهادات والمراجعات
قد تتلقى شركتك شهادات وتقييمات عبر الإنترنت، ولكن هل فكرت يومًا في مشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي؟ فهذه الشهادات والمراجعات هي خير مثال على الإثبات الاجتماعي، ومشاركتها تُمكن جمهورك من معرفة آراء الآخرين حول شركتك بكلماتهم الخاصة.
- المحتوى المُنشأ من قِبل المستخدم
هو أي محتوى يُنشئه عملاؤك حول علامتك التجارية، مثل صور ارتداء منتجك أو فيديوهات فتح علبته. ويُعد هذا المحتوى من أقوى وأكثر أشكال الإثبات الاجتماعي مصداقية، لأنه يأتي من أشخاص حقيقيين، وليس من علامتك التجارية.
ويعتبر إنستجرام هو المنصة المثالية لذلك، بفضل تنوع محتواه المرئي
- التسويق عبر المؤثرين
يشبه التسويق عبر المؤثرين، المحتوى الذي يُنشئه المستخدمون. ويتضمن هذا الأسلوب مكافأة المؤثرين مقابل عرض علامتك التجارية في صورهم.
ويتابع الناس المؤثرين لأنهم يحبون رؤية أنواع المنتجات التي يستخدمونها والخدمات التي يحبونها. ولهذا السبب، يُعد التسويق عبر المؤثرين مثالًا رائعًا على الإثبات الاجتماعي، ويمكن أن يساعد في عرض علامتك التجارية على جمهور أوسع.
- الجوائز والأوسمة
هل حازت شركتك على جوائز أو صُنفت ضمن أفضل الشركات في مجالها؟ استعرض إنجازاتك، فهذه طريقة رائعة لتعريف الناس بتميز شركتك. ويمكنك عرض الجوائز والشارات على موقعك الإلكتروني أو مشاركة إنجازاتك على منصات التواصل الاجتماعي.
- شعارات عملاء بارزين
إذا سبق لك العمل مع عملاء معروفين، فاعرض شعاراتهم على موقعك الإلكتروني، أو أدرجها في منشوراتك على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أضفها إلى عروضك التقديمية، لأن من أسهل الطرق لبناء الثقة أن تُظهر للعملاء المحتملين أن الأسماء الكبيرة تثق بعلامتك التجارية.
ويعد هذا نهجا ممتازا للعلامات التجارية التي تتعامل مع الشركات، وتسعى إلى جذب شركات أخرى في قطاعها، فهو يُحدد التوقعات ويعزز الثقة بجودة عملك.
- قاعدة العملاء والمتابعين
من أسهل طرق بناء الثقة إظهار عدد الأشخاص الذين يثقون بك بالفعل، ولذلك شارك عدد العملاء الذين خدمتهم، والمنتجات التي قمت ببيعها، وحتى المشكلات التي تمكنت من حلها فهذا يُثبت أن لديك خبرة ونتائج تدعمك.
ولا تنس الحفاظ على أن يكون لديك وجود على مواقع التواصل الاجتماعي. فالقاعدة العريضة من المتابعين المتفاعلين تُعد بحد ذاتها إثباتًا اجتماعيًا، فهي تُظهر رغبة الأشخاص في الانضمام إلى مجتمعك.
- الشراكات والتكامل
تُظهر العلامات التجارية التي تتعاون معها مصداقيتك بشكل كبير، فإذا أبدت علامة تجارية مرموقة استعدادها للتعاون معك، فسيفترض العملاء أنك جدير بالثقة أيضًا.
- الإشارات على مواقع التواصل الاجتماعي
من أبسط الطرق لإبراز الإثبات الاجتماعي تسليط الضوء على ذكر علامتك التجارية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تُظهر الإشادة أو الهاشتاق أو حتى الإشارة العابرة أن العملاء يتحدثون عن علامتك التجارية على الإنترنت. ولاستغلال هذه اللحظات، انتبه للهاشتاقات واستخدم أدوات الاستماع الاجتماعي لتتبع الإشارات إلى علامتك التجارية وكلماتها الرئيسية.
- كيفية قياس الإثبات الاجتماعي
لا يُجدي الإثبات الاجتماعي نفعًا إلا إذا كنت على دراية بتأثيره. وهذا يعني أنك بحاجة إلى تتبع الإشارات التي تُظهر مدى ثقة الناس بعلامتك التجارية ومدى تصديقهم لها. فعندما تقيس الإثبات الاجتماعي، فإنك تُحوله إلى أداة للنمو حيث يمكنك زيادة التفاعل من خلال الاحتفال بالإنجازات، والتأثير على قرارات الشراء، ومعرفة كيفية اتخاذ جمهورك للقرارات في المقام الأول.
وفيما يلي بعض مقاييس الإثبات الاجتماعي الرئيسية التي يجب تعقبها:
- نمو المتابعين ومعدلات التفاعل: تتبع المتابعين الجدد، والإعجابات، والمشاركات، والتعليقات، فهذه هذه الأرقام تُظهر كيف ينظر مجتمعك إلى علامتك التجارية ويتفاعل معها.
- عدد المراجعات والتقييمات: انتبه لعدد المراجعات التي تجمعها ومتوسط تقييم النجوم عبر المنصات، فالمزيد من المراجعات تعني مصداقية أقوى.
- الشهادات والإشارات: احسب عدد مرات ذكر علامتك التجارية أو الإشارة إليها أو الاقتباس منها على وسائل التواصل الاجتماعي، فكل إشارة هي إشارة ثقة.
- المحتوى الذي يُنشئه المستخدمون: تتبع مقدار المحتوى الذي يُنشئه عملاؤك حول علامتك التجارية، بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو والمنشورات التي تُعزز وصولك.
- حركة الإحالة: استخدم التحليلات لمعرفة مقدار الزيارات الواردة عن طريق مواقع المراجعات، أو منشورات المؤثرين، أو الإشارات من جهات خارجية.
ولقياس كل هذه الجوانب، ستحتاج إلى الأدوات المناسبة، فمثلا يساعدك “Google Analytics” على معرفة كيف يتم تحفيز الزيارات والتحويلات من خلال المراجعات أو محتوى المؤثرين. كما تُزودك تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي الأصلية ومنصات الإعلانات ببيانات التفاعل التي تُظهر كيفية استجابة الجمهور للحملات التسويقية.
ولنظرة أعمق، تجمع أدوات مثل Sprout Social كل شيء معًا، حيث تراقب الإشارات إلى العلامة التجارية، وتتبع المشاعر، وكيفية تشكيل الإثبات الاجتماعي للمحادثات عبر المنصات.
- كيفية العمل مع المدافعين عن العلامة التجارية والمبدعين لتضخيم الإثبات الاجتماعي
العملاء الذين يشيدون بك، والمؤيدون الذين يشجعونك باستمرار، والمبدعون الذين يشاركونك تأثيرهم جميعهم يضفون على علامتك التجارية مصداقية لا تضاهى بأي إعلان، ويكمن التحدي في العثور على هذه الأصوات، ومشاركة محتواها، وإدارته بطريقة قابلة للتطوير.
وفيما يلي نستعرض كيفية العثور على الإثبات الاجتماعي وتعزيزه مع “”Sprout Social:
- اكتشاف محتوى العملاء ومشاركته
يُعد المحتوى الذي يُنشئه المستخدمون من أكثر الإثباتات مصداقية قد تكون صورة العميل، أو تهنئة في تعليق، أو حتى إشارة عابرة تُظهر منتجك أثناء استخدامه. وتكمن المشكلة في أن هذا المحتوى مُشتت عبر الشبكات، ومن السهل إغفاله، لذلك يُقدم تطبيق “Sprout Smart Inbox” حلًا لهذه المشكلة، فهو يجمع كل علامة، ورسالة مباشرة، وتعليق، وذكر في موجز واحد، لتتمكن دائمًا من رؤية متى يتحدث الناس عنك.
- تحديد داعمي علامتك التجارية
لكل علامة تجارية داعمون تلقائيون وهم الأشخاص الذين يوصون بك دون أن يُطلب منهم ذلك، ويكمن السر هنا في العثور عليهم وتوطيد العلاقة معهم. وتساعدك أدوات الاستماع من “”Sprout على تتبّع الإشارات إلى علامتك التجارية، أو موضوعات القطاع الذي تعمل فيه أو حتى أسماء منافسيك، لمعرفة من يُشكل الحوار بالفعل.
- إطلاق حملات تسويق مؤثرة
قد تحتاج أحيانًا إلى بناء شراكات منظمة مع المبدعين للحفاظ على قدرتك التنافسية، فالعمل مع المؤثرين يُعزز نطاق تأثيرك الاجتماعي. ومع منصة “Sprout” للتسويق المؤثر يمكنك اكتشاف المبدعين الذين يتوافقون مع علامتك التجارية، وتقييم مدى ملاءمتهم لجمهورك، وإدارة حملات كاملة في مكان واحد.
وختامًا، يمكن اختصار فوائد الإثبات الاجتماعي بالنسبة للعلامة التجارية في أنه يبني الثقة، ويزيد التفاعل، ويساعد العملاء على اختيارك دون منافسيك.