أصبحت منصة “إكس” إحدى أبرز الأدوات الاتصالية العصرية لاتسامها بخصائص فريدة في مقدمتها تمكين مستخدميها من الحوار المباشر والتفاعل الفوري مع الجماهير، لذلك باتت منبرًا مفضلًا ليس للعامة فقط بل لكثير من الساسة وكبار المسؤولين بما في ذلك الملوك ورؤساء الدول والحكومات وغيرهم من المسؤولين الذين أصبحوا يمتلكون حسابات خاصة بهم في هذه المنصة ويتواصلون ويتفاعلون مع الجماهير من خلالها مما جعلها منبرًا يتم عبره بناء وتشكيل العلاقات العامة الشخصية للمسؤول.
وفي هذا الإطار، نشرت المجلة العلمية لبحوث الإعلام وتكنولوجيا الاتصال في عددها الصادر في يوليو -ديسمبر 2024 دراسة بعنوان ” توظيف شبكات التواصل الاجتماعي في بناء العلاقات العامة الشخصية دراسة تحليلية لعينة من حسابات الوزراء السعوديين في شبكة X” ، من إعداد الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله العبد القادر، أستاذ الإعلام المتعاون بجامعة الإمام محمد بن سعود والجامعة السعودية الإلكترونية، حيث تم اختيار عينة عمدية مكونة من حسابات 17 وزيرًا سعوديًا على منصة “إكس”، وهم وزراء يقودون وزارات تتسم أعمالها بالطابع الخدمي، وتغطي الدراسة الفترة من 1/5/2024 إلى 31/5/2024، ونستعرضها على النحو التالي:
- نتائج الدراسة
كشفت الدراسة أن التغريدات الأصلية في حسابات الوزراء السعوديين (عينة الدراسة) بمنصة “إكس” تفوقت على إعادة التغريد، حيث بلغ عدد التغريدات الأصلية ((206 تغريدات، في حين بلغ عدد التغريدات المعادة (11) تغريدة، وكان إجمالي عدد التغريدات في شهر مايو ((217 تغريدة، أما إجمالي عدد التغريدات الكلية في حسابات الوزراء عينة الدراسة فبلغ (80265) تغريدة.
كما تبين النتائج أن قالب الخبر هو النمط الاتصالي المفضل للوزراء السعوديين (عينة الدراسة) عند التغريد في حساباتهم على منصة “إكس”، حيث عمدوا إلى توظيفه بواقع (58) تغريدة من إجمالي الأنماط الاتصالية المنشورة في حساباتهم البالغة (207) تغريدات، فيما حل البيان الصحفي في المرتبة الثانية بواقع (52) تغريدة، في حين جاء التقرير ثالثًا وحصد (49) تغريدة، أما الرأي فقد حل رابعًا بواقع (21) تغريدة، وتم توظيف الحملات في (14) تغريدة لتحتل المرتبة الخامسة، وبلغ عدد التغريدات المتضمنة للإحصائيات (10) تغريدات في المرتبة السادسة، وأخيرا التحقيقات ونالت (3) تغريدات فقط.
كما توصلت الدراسة إلى أن الوزراء السعوديين (عينة الدراسة) يسعون إلى توظيف الأساليب الاتصالية في بناء العلاقات العامة الشخصية ويتضح ذلك عبر توظيف أساليب التواصل الفعال بواقع (222) تغريدة على منصة “إكس”، وكشفت الدراسة عن أن وضوح التواصل الكتابي حل أولًا واستخدم في (151) تغريدة، وجاء التواصل الشفهي ثانيًا بواقع (59) تغريدة، في حين بلغ إجمالي المفردات المعبرة عن لغة الجسد (11) مفردة.
أما بالنسبة لأساليب بناء الثقة والاحترام المتبادل فقد تم توظيفها في (214) تغريدة وتصدر هذه الأساليب إظهار الصدق والنزاهة بواقع (144) تغريدة، يليه احترام حدود وخصوصية الآخرين في المرتبة الثانية بتغريدات بلغت (52)، ثم في المرتبة الثالثة جاء الوفاء بالوعود والالتزامات بتغريدات بلغت (11) تغريدة.
وفيما يخص أساليب التعاطف والتفاهم فقد وظفها الوزراء السعوديون بواقع (212) تغريدة، وتصدر هذه الأساليب أسلوب الحرص على دعم المبادرات المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية بواقع (110) تغريدات، وجاء أسلوب إظهار الاهتمام الحقيقي بمخاوف الآخرين واحتياجاتهم ثانيًا بتغريدات بلغت (52) تغريدة، ونال تقديم الدعم والمساندة بطرق مناسبة المرتبة الثالثة بواقع (50) تغريدة.
ولم يغفل الوزراء السعوديون (عينة الدراسة) أساليب المرونة والقدرة على التكيف فقد وظفوها بواقع (200) تغريدة، وتصدرت المبادرة بإجراء التحسينات اللازمة تلك الأساليب بواقع (97) تغريدة، ثم القدرة على التكيف مع الضغوط المختلفة بـ (55) تغريدة، في حين حل أسلوب المرونة مع المواقف المتغيرة ثالثًا بواقع (50) تغريدة.
كما بينت نتائج الدراسة أن الوزراء السعوديين (عينة الدراسة) لم يغفلوا استخدام الأساليب الإقناعية في تغريداتهم على منصة “إكس” حيث تم توظيفها في 112)) تغريدة. وتصدر أسلوب عرض القصص والإنجازات تلك الأساليب بواقع (86) تغريدة، فيما حل تقديم الإحصائيات ثانيًا بـ(11) تغريدة، وتم توظيف عرض الأخبار في تغريدتين فقط.
كما كشفت الدراسة أن الوزراء السعوديين (عينة الدراسة) قد عمدوا في تغريداتهم على منصة “إكس” إلى توظيف أهداف المضمون الاتصالي بإجمالي تغريدات بلغت (197) تغريدة، تتصدرها الأهداف المعرفية التي حصدت (170) تغريدة، فيما حلت الأهداف الوجدانية في المرتبة الثانية بواقع (23) تغريدة، أما الأهداف السلوكية فكان نصيبها (4) تغريدات.
- توصيات الدراسة
قدمت الدراسة سلسلة من التوصيات تمثلت فيما يلي:
- العناية بصياغة محتوى التغريدات من قبل الوزراء ولا بأس من الاستعانة بالمتخصصين من الإعلاميين المتمرسين لتظهر تلك التغريدات بأسلوب وصياغة تليق بالمكانة الوظيفية والاجتماعية للوزراء.
- عقد دورات تدريبية وورش عمل للوزراء خصوصًا وقيادات المنظمات بوجه عام يقدمها متخصصون في التحرير الإعلامي ومثلها في العلاقات العامة الشخصية، وكذلك في تقنيات الاتصال الحديثة والذكاء الاصطناعي لزيادة المخزون الثقافي والعلمي لتلك القيادات.
- تكثيف الحضور الإعلامي لتلك القيادات من خلال تنويع المحتوى المنشور في حساباتهم على منصة “إكس” وتوظيف الوسائط المتعددة لخدمة الأهداف الاتصالية بالإضافة إلى إيلاء عناية خاصة لمفهوم العلاقات العامة الشخصية وتوظيف مخرجاتها لبناء علاقات متميزة بين الوزير وجماهير وزارته.
- أهمية تفاعل الوزراء مع جماهير منظماتهم بحيث يتولى فريق متخصص مهم متابعة حساب الوزير وتلقي التعليقات وعرض المهم منها على الوزير، ليتحقق التفاعل مع الجماهير.
- مواكبة التطورات التقنية ومخرجات الذكاء الاصطناعي لتوظيف كل ذلك لخدمة العلاقات العامة الشخصية لتلك الشخصيات وفي المقابل سن تشريعات وأنظمة تحوكم عمليات النشر ما قد يحدث من تجاوزات من قبل المتابعين.