دراسات

دور المؤثرين في الترويج لأنشطة المؤسسات الخدمية بالسعودية

ارتبط استهلاك مئات الملايين من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، بظهور أنماط جديدة من المحتوى الرقمي الذي يقوم بتقديمه فئة من المستخدمين لديهم حجم كبير من المتابعين يعرفون باسم “المؤثرين”، وقد سمحت منصات التواصل الاجتماعي لهؤلاء الفاعلين الجدد بلعب أدوار مهمة تمس الكثير من القضايا نظرًا لقدرتهم على التأثير في المتابعين، لذلك كان من الطبيعي أن تبادر المؤسسات الخدمية إلى الاستعانة بهؤلاء المؤثرين في جهود الترويج لخدماتها بدءًا من خلق وعي بالخدمة وصولًا إلى صناعة الطلب عليها.

وفي هذا الإطار، نشرت المجلة المصرية لبحوث الاتصال الجماهيري في عددها الصادر في يناير 2024 دراسة بعنوان “دور المؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي في الترويج لأنشطة المؤسسات الخدمية بالمملكة العربية السعودية دراسة ميدانية” من إعداد الدكتور حسن نصار محاسنة، الأستاذ المساعد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة في المملكة العربية السعودية، نستعرضها على النحو التالي:

  • عينة الدراسة

استندت الدراسة إلى عينة عمدية مكونة من 300 مبحوث من الجمهور العام بالمملكة العربية السعودية الذين يتابعون صفحات المؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي ويتعاملون مع مؤسسة خدمية، حيث شكل الذكور 52.7% من عينة الدراسة مقابل 47.3% من الإناث.

وغلب على عينة الدراسة الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة، بنسبة (72%)، يليها الفئة (30 إلى 39 سنة) بنسبة (11.3%)، ثم الفئة (40 إلى 49 سنة) بنسبة (10.7%)، وأخيرًا الفئة العمرية من 50 سنة فأكثر بنسبة (6%).

أما من حيث المستوى التعليمي، شكّل المستوى التعليمي (ليسانس/ بكالوريوس) 64.7% من عينة الدراسة، يليه مستوى المؤهل فوق المتوسط بنسبة 15.3%، وجاء مستوى الدراسات العليا (ماجستير/ دكتوراه) في المركز الثالث بنسبة 12%، وأخيرًا المستوى التعليمي (متوسط) بنسبة 8%.

وبالنسبة للحالة الاجتماعية، غلبت على عينة الدراسة الحالة الاجتماعية (أعزب) حيث تجاوزت نصف عدد العينة بنسبة بلغت (68%)، ثم (متزوج) بنسبة (22.7%)، يليها مطلق بنسبة (6.9%)، يليها أرمل (2.4%).

  • نتائج الدراسة

تصدر “ثنيان خالد” قائمة المؤثرين الذين يتابعهم المبحوثون عينة الدراسة، بنسبة 10.4%، يليه “د. سمية الناصر”، و”بن قاسم”، و”مروج الرحيلي” بنسبة 6.2%، وفي المركز الثالث “ريم الصانع” في الترتيب 6%، ثم نايف حمدان 5.8%، يليه “زاهد فلبمان”، و”السديم المطيري”، و”محمد عبد الرحمن” بنسبة 5.7%.

وفي المرتبة السادسة “لطيفة الدليهان” 5.5%، ثم “أنس إسكندر” 5.2%، يليه كل من نايف السويلم و”فايز المالكي” بنسبة 5%. وجاء في الترتيب التاسع “أثير العنزي” بنسبة 4.5% ثم “أفنان الباتل” 4.4% وجاء “قعيد المكيري”، و”عبد الكريم الرحيلي” في الترتيب الحادي عشر بنسبة (4.2%)، وأخيرًا “حمدي الفريدي” بنسبة 3.9%.

وقد أظهرت نتائج الدراسة أن “الأسلوب الشيق الذي يقدمه المؤثرون في المضمون” في مقدمة أسباب متابعة المبحوثين لهم بوزن نسبي (84.33%)، يليه “للتسلية وشغل وقت الفراغ” (81.67%)، ثم “المضمون الهادف الذي يقدمه” (81.33%)، وفي المركز الرابع “قدرة المؤثرين على توصيل المعلومة بشكل مبسط وسهل” (80%)، ثم “الطريقة الكوميدية التي يتمتع بها المؤثرون في تقديم الموضوعات المختلفة” (76.33%)، يليها “مصداقية المؤثرين فيما يقدمونه” (76%)، وفي المركز السابع “ثقة المؤثرين في أنفسهم” (75%)، ثم “معرفة آراء المتابعين الآخرين حول ما يقدمه المؤثرون من موضوعات” (74%)، يليها “لقدرة المؤثرين على الإقناع في الموضوعات التي يقدمونها” (73.67%).

وفي المركز العاشر “يتفاعلُ المؤثرون مع المتابعين بشكل مباشر” (73%)، يليه “لأن المؤثرين متخصصون في المجال الذي يقدمونه” (70.33%)، ثم “شهرة المؤثرين بين المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي” (70%)، وفي الترتيب الثالث عشر “لتقليد المؤثرين في الأسلوب والرأي الذي يقدمونه” (66%).

وأظهرت نتائج الدراسة أن المبحوثين عينة الدراسة يثقون بدرجة كبيرة في المضمون الذي يقدمه المؤثرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جاءت العبارة “أثق به بدرجة كبيرة” في الترتيب الأول بنسبة 50%، يليها “أثق به بدرجة متوسطة” (28.7%)، وجاءت عبارة “لا أثق به نهائيا” في الترتيب الثالث والأخير بنسبة 21.3%.

وحول كيفية دعم المؤثرين لأنشطة المؤسسات الخدمية، جاءت العبارة “تعد قنوات المؤثرين سوقا مفتوحة لعرض الكثير من السلع والخدمات” في مقدمة عينة الدراسة بنسبة (28.7%)، يليها العبارة “أسهمت في معرفتي بعدد كبير من المؤسسات الخدمية” في الترتيب الثاني (28.3%)، وجاءت العبارة “أسهمت في انتشار أنشطة المؤسسات الخدمية” في الترتيب الثالث (23%)، وفي الترتيب الرابع والأخير جاءت العبارة “أسهمت في تزايد حجم اهتمامي بالأنشطة المؤسسات الخدمية” (20%).

  • توصيات الدراسة

في ضوء النتائج السابقة، قدمت الدراسة ثلاث توصيات تمثلت فيما يلي:

  • أن يلتزم المؤثرون بالأخلاقيات والضوابط والمعايير الاجتماعية للمملكة العربية السعودية.
  • التركيز على أن يكون المحتوى الرقمي الذي يقدمه المؤثرون عبر منصات التواصل الاجتماعي في عملية الترويج، مناسباً مع طبيعة الأنشطة التي تقدمها المؤسسات الخدمية.
  • إجراء المزيد من البحوث والدراسات المستقبلية حول المؤثرين وفاعليتهم في الترويج للمؤسسات الخدمية.

وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول بأن الاستعانة بالمؤثرين أضحت سمة رئيسية في جهود التسويق والترويج للمنتجات والخدمات، كما أن اعتماد هذا النهج التسويقي ليس قاصرًا على الشركات والعلامات التجارية، بل إن مؤسسات وهيئات حكومية تعتمده أيضًا من أجل نشر الوعي بخدماتها، لكن من الأهمية بمكان مراعاة الملاءمة بين المؤثر والخدمة من أجل تحقيق هدف الإقناع والتأثير في الجماهير.    

زر الذهاب إلى الأعلى