في رد فعل سعودي سريع وقوي على قيام السلطات الفرنسية بتوقيف مواطن سعودي يُشتبه به في قضية المواطن جمال خاشقجي – رحمه الله – طالبت السفارة السعودية في جمهورية فرنسا بإخلاء سبيله فورًا، مؤكدة أن من تم توقيفه لا علاقة له في القضية المتناولة، وشددت على أن القضاء السعودي اتخذ أحكامًا حيال كل من ثبتت مشاركته في قضية خاشقجي، وهم حاليًا يقضون عقوباتهم المقررة.
وقد جاء الرد الفرنسي سريعًا أيضًا، إذ اعترفت السلطات الفرنسية بالخطأ، وأعلن مكتب الادعاء الفرنسي – الأربعاء 8 ديسمبر الجاري – إطلاق سراح المواطن السعودي، وقال بيان صادر عن مكتب الادعاء إن عملية التحقق من هوية المواطن السعودي خلصت إلى أن مذكرة التوقيف الدولية الصادرة عن السلطات القضائية التركية في الخامس من نوفمبر 2018م لا تنطبق عليه.
ولاقى التحرك السعودي الحاسم والحازم استحسانًا شعبيًّا كبيرًا انعكس صداه على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شهد موقع التدوينات القصيرة تويتر تفاعلات ضخمة من جانب المستخدمين السعوديين الذين غردوا بكثافة على هاشتاق (#المواطن_السعودي_خط_احمر) مما جعله يصعد لقائمة “الترند” للأعلى تداولًا في المملكة؛ حيث جاء النشاط عليه خلال ست ساعات على النحو التالي:
قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ (4055) تغريدة.
بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (15.280.562) مليون مرة.
بلغ عدد مرات الظهور (17.122.878) مليون مرة.
وبهدف التعرف على أنماط تفاعلات المستخدمين السعوديين على هاشتاق (#المواطن_السعودي_خط_احمر)، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة متفاعلة على الهاشتاق، وبإخضاعها لعملية التحليل بشقيه الكمي والكيفي، انتهت النتائج إلى ما يلي:
شخصية المغرد
عبر السعوديون بمختلف أطيافهم عن ثنائهم وإشادتهم بالخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية لإطلاق سراح المواطن السعودي الذي أوقفته السلطات الفرنسية، حيث أوضحت نتائج التحليل أن 80% من التفاعلات جاءت من جانب المواطنين، بينما 20% منها كانت من شخصيات عامة ضمت إعلاميين وصحافيين وكُتّابًا ومشاهير وغيرهم، ومن أمثلتهم:
عناد العتيبي
بندر عطيف
سلمان الدوسري
منذر آل الشيخ مبارك
سامي الشيباني
فيصل العبد الكريم
عـبد الله الخريّف
قس بن ساعدة
عبد الله البندر
ناصر البقمي
إبراهيم السليمان
فهد الجبيري
تأطير الحدث
جاء تناول المستخدمين السعوديين للحدث مختلفًا ومتنوعًا باختلاف الزوايا التي ركز عليها كل منهم، والتي يمكن بلورتها في ثلاثة محاور على النحو التالي:
توفير المملكة الحماية الكاملة لمواطنيها في أي مكان وتحت أي ظرف: وفيها تناول المغردون الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية والقيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – لحماية المواطنين السعوديين وتوفير كل سبل الراحة والأمان داخل المملكة وخارجها، مؤكدين أن السعودية دائمًا ما تقف بجانب أبنائها وتدافع عنهم ضد كل من يحاول الإضرار بهم. ومن الاستشهادات على ذلك:
القيادة السعودية تؤكد أن رعاياها خط أحمر قولًا وفعلًا.
المملكة تضرب أروع الأمثلة في الاهتمام بمواطنيها.
المواطن السعودي تحت قيادة المملكة محمي في بلاده وخارجها.
أمن السعودي واطمئنانه أولوية قصوى وقيمة أصيلة لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها.
في مثل هذه المواقف، تثبت السعودية أنها الدولة النموذج في خدمة وحماية مواطنيها خارجيًا على الصعيد السياسي والدبلوماسي والأمني والصحي.
التباهي بقوة الدبلوماسية السعودية: حيث أشاد السعوديون بنجاح وزارة الخارجية السعودية وسفارة المملكة بباريس في فرض إرادتها وتنفيذ مطالبها الفورية بإطلاق سراح المواطن السعودي، ومن الاستشهادات على ذلك:
إطلاق سراح المواطن السعودي بعد ساعات من مطالبة السفارة السعودية بالإفراج عنه.
تمكن السفارة السعودية في تنفيذ مطالبها في أقل من 24 ساعة فقط.
التعبير عن الفخر بقوة بيان سفارة المملكة في باريس، مرددين عبارة “فورًا يعني فورًا”.
إطلاق سراح المواطن السعودي يعكس كفاءة العمل الدبلوماسي في الخارج ومتابعته الدقيقة لأوضاع السعوديين والوقوف معهم في كل الظروف.
الفخر بالانتماء للمملكة: أثارت طريقة تعاطي وتعامل السلطات السعودية مع قضية المواطن السعودي مشاعر الفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، والإحساس بأن كلمة “سعودي” تعني القوة والحزم والحسم والأمان.
وقد تناولت تفاعلات المستخدمين السعوديين العديد من التغريدات الدالة على هذا الإحساس، ومنها:
من لا يملك جواز سفر سعوديًّا يحميه لا يملك شيئًا.
الفخر بقوة وهيبة القيادة السعودية في استرداد حقوق مواطنيها.
لدى المملكة قيادة قوية قادرة على حماية مواطنيها في كل مكان بحزم وقوة.
الاستمالات
اعتمد المستخدمون على الاستمالات العقلية في المقام الأول بنسبة 54%، تلاها في المرتبة الثانية الاستمالات العاطفية بنسبة 46%.
أولًا: الاستمالات العقلية
تنوعت الاستمالات العقلية التي استخدمها المغرد السعودي، ومن أهمها:
- البيانات الرسمية: تداول المستخدمون البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية السعودية بشكل واسع، ووصفوه بأنه شديد اللهجة ويعكس قوة الدبلوماسية السعودية والثقل السياسي للمملكة، خاصة وأن استجابة الجانب الفرنسي للبيان كانت سريعة جدًا.
- مواقف سابقة: فيها استعرض المغردون مواقف سابقة وربطوها بما حدث مع المواطن السعودي الذي أوقفته السلطات الفرنسية قبل أن تُطلق سراحه بناءً على الطلب الصريح والمباشر من المملكة.
ومن المواقف التي ذكرها المغرد السعودي، لقاءات مسجلة مع سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظه الله – أكد خلالها سموه على أن شغله الشاغل هو المواطن السعودي وأمنه وراحته، وقد استند المغرد السعودي إلى هذه اللقاءات ليُبرز مكانة المواطن لدى القيادة الرشيدة.
- الاستنتاجات المنطقية: إذ لجأ المغرد إلى التدليل على طرحه الخاص بقوة ردة الفعل السعودية من خلال إبراز النتائج التي ترتبت على التحرك السريع والحاسم والحازم من جانب الدولة، والذي يُثبت ويُؤكد حرص واهتمام المملكة وقيادتها الرشيدة على سلامة وأمن مواطنيها في الداخل والخارج.
ثانيًا: الاستمالات العاطفية
- حب القيادة: إذ تسابق المستخدمون السعوديون في إظهار الولاء والدعم والثقة المطلقة في القيادة السعودية متمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – أيدهما الله -، بسبب جهودهما الجبارة للحفاظ على أمن هذا البلد وكرامة أبنائه ومواطنيه أينما ذهبوا وحيثما كانوا.
- الدوافع الوطنية: انطلقت تفاعلات المستخدمين في هذا الإطار من واقع المسؤولية الوطنية وحب الوطن والفخر بالانتماء إليه والاحتفاء بقوة وسرعة رد الفعل السعودي إلى جانب الاعتزاز بامتلاك جواز سفر المملكة الذي إذا ما تعرض صاحبه لأي ضرر من أي نوع في أي دولة من دول العالم حركت من أجله المملكة كل شيء.
- التهكم على الآخر: اعتمد المغرد السعودي على هذا النمط من التفاعل لتصوير خيبة أمل المتربصين بالمملكة بعد التحرك الفوري القوي من جانب مؤسسات الدولة لحماية أحد أبنائها، واستجابة الجانب الفرنسي السريعة للمطالب السعودية التي كانت لغتها بمثابة أوامر لا يمكن الرجوع عنها.
ختامًا.. فقد قدمت هذه الحادثة دليلًا آخر على قوة ومكانة الدولة السعودية على الصعيد العالمي، والذي ظهر من خلال مجموعة من المعطيات، أهمها بيان وزارة الخارجية السعودية شديد اللهجة، وسرعة استجابة السلطات الفرنسية لمطالب المملكة دون مماطلة أو مراوغة.
كما كشفت هذه الحادثة المكانة التي يحظى بها المواطن السعودي لدى الدولة والقيادة الرشيدة – حفظها الله -، الأمر الذي جعل كل سعودي يفتخر بالانتماء إلى المملكة، ويشعر بالأمن والحماية في أي مكان وتحت أي ظرف.