موضوع الهاشتاق
شهدت أزمة جائحة كورونا مؤخرًا العديد من التطورات السلبية والإيجابية سواء على الصعيد الدولي بظهور سلالات جديدة من الفيروس في عدد من الدول، أو المحلي داخل المملكة التي وفَّرت اللقاح المضاد للفيروس مجانًا للمواطنين والمقيمين.
وبالتزامن مع هذه التغيرات، تم تدشين هاشتاق يحمل اسم (#نطالب_بالدوام_حضوريا)، للمطالبة بعودة العمل والدراسة بنفس النمط الذي كانت تسير عليه قبل الجائحة.
تحليل الهاشتاق
حصل هاشتاق (#نطالب_بالدوام_حضوريا) عقب إطلاقه مباشرة على المرتبة الأولى
لـ”ترند” المملكة للأعلى تفاعلًا من جانب المستخدمين، فخلال الساعة الأولى من تدشينه جاءت التفاعلية عليه كما يلي:
• قام المستخدمون بالتغريد على الهاشتاق بـ(1848) تغريدة.
• بلغ عدد مرات الوصول إلى الهاشتاق (2,067,974) مليون مرة.
• بلغ عدد مرات الظهور (2,356,575) مليون مرة.
وتُظهر الأرقام السابقة التفاعل الضخم من جانب المستخدمين السعوديين على الهاشتاق، الأمر الذي دفع مركز القرار للدراسات الإعلامية إلى رصد وتحليل عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة من تفاعلات المستخدمين على هاشتاق (#نطالب_بالدوام_حضوريا) من أجل التعرف على اتجاه المواطنين حول عودة العمل والدراسة حضوريًّا.
وقد انتهت عملية التحليل بشقيه الكمي والكيفي إلى ما يلي:
1- جاء الاتجاه المُعارض للمداومة حضوريًّا فى المرتبة الأولى في تفاعلات عينة الدراسة بنسبة 81%.
ويمكن استخلاص أهم الحُجج التي ساقها الرافضون للفكرة فيما يلي:
فيروس كورونا ما زال موجودًا، والازدحام سيُساعد على سهولة العدوى.
الشعور بالراحة بسبب البقاء في المنزل.
التعليم الإلكتروني يُساعد على الفهم بشكل أكبر.
ترشيد الإنفاق بالتعليم عن بُعد.
عدم التزام الطلاب بالإجراءات الاحترازية.
البعض تبنَّى نظرية المؤامرة، واعتبر أن الهاشتاق يستهدف زيادة تفشِّي المرض في المملكة.
2- أمَّا الاتجاه المؤيد للفكرة فجاء في المرتبة الثانية بنسبة 19% فقط، وتمثّلت أهم الحُجج التي اعتمد عليها أنصاره فيما يلي:
سوء مخرجات التعليم عن بُعد.
توفُّر لقاح فيروس كورونا.
الإصابة بالملل نتيجة البقاء في المنزل لفترات طويلة.
التعليم وإجراء الاختبارات في المدارس والجامعات يحدُّ من الغش وإمكانية الاستعانة بمساعدة الآخرين.
ختامًا.. أظهرت نتائج التحليل أن هاشتاق (#نطالب_بالدوام_حضوريا) حظيَ بنِسَب تفاعلٍ كبيرةٍ فورَ تدشينه مباشرةً، وقد يرجع سبب ذلك إلى أن المطالبة بعودة المداومة حضوريًّا هي مسألة مُقلقة، خاصة في ظل الظروف الحالية والتي تتزامن مع الإعلان عن ظهور سلالات جديدة من الفيروس في بعض الدول حول العالم، ممَّا اضطر السلطات السعودية لاتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية المؤقتة ومنها تعليق حركة الطيران وإغلاق الحدود، وبناءً على ذلك تفاعل المستخدمون السعوديون بكثافة على الهاشتاق للتعبير عن رفضهم لمطلبه.
في المقابل، يمكن قراءة هذا الهاشتاق من منظور آخر، وهو أن توفير المملكة للقاح كورونا أسهم في إشاعة مناخ من الطمأنينة بين المواطنين، جعلهم يشعرون بأنهم أصبحوا في أمان، وأن الأزمة أصبحت على وشك الانتهاء. وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة التأكيد على أهمية الاستمرار في الإجراءات الاحترازية حتى مع تلقِّي لقاح كورونا، حتى نُساعد الدولة في مجهوداتها المبذولة من أجل السيطرة على هذا الوباء وتحجيم آثاره السلبية.