دراسات الصورة الذهنية

سموّ وليّ العهد كاريزما القائد..تفاؤل بالمستقبل..وثقة في القدرات

تُعرَّف الكاريزما بأنها قوة الجاذبية الشخصية التي يَمتلكها بعض الأفراد، وتجعلهم قادرين على التأثير في الآخرين.

ويُعدّ سموّ الأمير محمد بن سلمان الذي تحلّ الذكرى الثالثة لمبايعته ولياً للعهد في 27 رمضان، من الشخصيات التي أثبتت الأيام أنه قائد كاريزمي. حيث إن القيادة الكاريزمية تَتطلّب مجموعة من العناصر لا تتم إلا بوجودها مجتمعة، وهي:

1- السِّمات الشخصية:

تمتلك الشخصية الكاريزمية صفة أو أكثر من مجموعة سِمات مثل الحضور القوي، التأثير في الآخرين، مَلَكة القيادة، القدرة العالية على التواصل، وجميعها صفاتٌ متجلية في سموّ وليّ العهد.

2- البيئة:

وفقاً لـ “ماكس فيبر”، فالقائد السياسي الكاريزمي يَظهر ويَتعاظم دورُه وتأثيره بشكل خاص في الفترات التي تشهد بعض الأزمات والمخاطر، ولذلك تأتي أهمية توقيت مبايعة سموّ وليّ العهد، ليكون رجل المرحلة التي تزامنت مع العديد من التهديدات التي كانت تتعرّض لها المملكة العربية السعودية داخلياً وخارجياً، وفي ظلّ بيئة إقليمية متوتّرة وغير مستقرّة.

3- الجماهير:

تُعتبر الجماهير عنصراً حاسماً في القيادة الكاريزمية، فالقائد يَستمدّ قوته منهم وعن طريقهم، وقد ساعد سموّ وليّ العهد في هذا العنصر تحديداً، أنه شابّ بكل ما تحمله هذه الصفة من مقوّمات، مثل النشاط والهمّة والعزم والحماس، فضلاً عن أنه يُمثّل الفئةَ الأكثر تكويناً للمجتمع السعودي، ولذلك كان من السهل عليه تَفهُّم مطالبهم، وإدراك تطلّعاتهم وآمالهم، والتواصل الفعّال معهم.

4- السياق الثقافي:

يَلعب السياق الثقافي دوراً محورياً في بروز القائد الكاريزمي، حيث تلاقت مبادئ ومعتقدات وأفكار سموّ وليّ العهد، مع ما تَتمنّاه أغلبية المجتمع السعودي.

ولذلك فإنّ هذه العناصر ساعدت سموّ الأمير محمد بن سلمان ليكون قائداً كاريزمياً يَمتلك رؤية واضحة وحالمة للسعودية بلداً وشعباً، واستطاع عبر سِماته الشخصية والعلمية نَقْلَها إلى المواطنين، لتُصبح القيادةُ والشعبُ يداً واحدة وراء هدف مشترك، يَتمثّل في النهوض بالمملكة، ووضعها في مكانةٍ أخرى أكثر تقدماً وازدهاراً تليق بها.

سِمات خطاب سموّ وليّ العهد

يَقول الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -: “الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام”، وقديماً قال سُقراط “تكلّم حتى أراك”، فالكلام هو جواز المرور الأول إلى عقول الآخرين، والعنوان الذي يرسم الصورة الذهنية المبدئية.

من هذا المنطلق، وبمناسبة ذكرى المبايعة التي تُمثّل احتفاليةً خاصة للشعب السعودي، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية، برصد مجموعةٍ من أشهر مقولات سموّ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، بهدف تحليلها كيفياً، واستخلاص أهمّ مدلولاتها.

وقد أظهرت نتيجةُ التحليل مجموعةً من النتائج، أهمّها:

سيطرة لغة “التفاؤل” على خطاب سموّ وليّ العهد، وهو – أي التفاؤل – ليس سمة وجدانية فحسب، وإنما استند إلى معطيات عقلية، تمثّلت أهمّها فيما يلي:

أ‌- الثقة في المواطن السعودي والرِّهان عليه، خاصة وأن غالبية الشعب من فئة الشباب، مما يجعل المملكة دولةً فتيّة. ومن مقولات سموّه الدالة على ذلك:

“أعيش بين شعب جبّار وعظيم”.

“همّة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر”.

“ثروتنا الأولى التي لا تُعادلها ثروة مهما بلغت، شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله”.

“بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروفٍ بالغة الصعوبة، عندما وَحّدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيّب الله ثراه -، وبسواعد أبنائه سيُفاجِئُ هذا الوطنُ العالمَ من جديد”.

“تمكين المرأة والشباب محورين أساسيين لتحقيق النموّ المستدام”.

ب‌-  الإدراك بقدرات ومقدّرات الدولة

بجانب ثقة سموّ الأمير محمد بن سلمان بالمواطن السعودي، عكست بعضُ مقولاته إدراكه الكامل بقدرات المملكة، فمن العوامل التي ساعدت على تأكيد الخطاب التفاؤلي لسموّ وليّ العهد، أنه لم يجعل تحقيق رؤاه وأحلامه مرهونةً بعوامل أو معطيات خارجية، بل إن كلّ مُقوّماتها متوفرة داخلياً، وقوامها الأساسي مقدّرات المملكة وقدرات المواطن، فضلاً عن الإرادة وحُسن استغلال الموارد. وقد عبّر عن ذلك في أكثر من مقولة، مثل:

“بلادنا تمتلك قدراتٍ استثماريةً ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون مُحرّكاً لاقتصادنا ومورداً إضافياً لبلادنا”.

“لسنا قلقين على مستقبل المملكة، بل نتطلّع إلى مستقبلٍ أكثرَ إشراقاً، قادرون على أن نصنعه – بعون الله – بثرواتها البشرية والطبيعية والمكتسبة التي أنعم الله بها عليها”.

“إن مستقبل المملكة مُبشّر وواعد، وتستحق بلادُنا الغالية أكثرَ مما تحقق، لدينا قدرات سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل”.

“دائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة”.

التشاركية

أظهرت مقولاتُ سموّ وليّ العهد كثرةَ استخدامه لضمير الجمع “نحن”، وهو ما يَعكس بجانبِ تَواضعه، إيمانَه وقناعته بأن النهوض بالمملكة وتحقيق الرؤى والآمال، لا يعتمد على الشخص الواحد، وإنما بمشاركة الجميع، ولذلك تَكرّرت بعضُ الكلمات الدالة على ذلك، مثل “طموحنا، منجزنا، مستمرّون”.

ومن المقولات الدالة على ذلك:

“إن كان طموحنا عنان السماء، فمنجزنا حتماً سيكون فوق هام السحب”.

“المملكة تتقدّم بِخُطاً ثابتةٍ في برنامج ضخم يهدف إلى التطوّر والتغيير.. وطموحنا لا حدود له”.

مستمرّون في تطوير بلادنا ولن يُوقفنا أحد”.

طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معاً لن نقبل إلا أن نجعله في مقدّمة دول العالم”.

رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتّسع للجميع، دستورها الإسلام، ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر”.

التطلّع إلى المستقبل

اتسم خطابُ سموّ وليّ العهد بكثرة استخدام فعل المضارع الذي يُعبّر عن الاستمرارية، وهو ما يتوافق مع نظرة سموّه التفاؤلية وتطلّعه الدائم إلى المستقبل، وعدم الالتفات إلى الماضي إلا في أضيق الحدود، ليس تحسّراً على ما قد فات، وإنما للاستفادة من التجارب. ومن أمثلة ذلك، قوله:

“لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجّه دوماً إلى الأمام”.

“إن ما تعيشه بلادنا من أمن واستقرار، وما تشهده من تطوّر وازدهار، وما تزخر به من ثروات وإمكانات وموارد بشرية مؤهّلة، وما تتمتّع به من موقع استراتيجي، يُؤهّلها لأن تكون في مَصافّ الأمم، وإن ذلك كله يستوجب منا شكر المولى – عزّ وجلّ – على كريم فضله ومَنّه، ويدعونا إلى المحافظة على مكتسباتنا، ومواصلة العمل لتحقيق المزيد من النجاح والإنجازات، وتأتي رؤية المملكة العربية السعودية (2030) التي أقرّها سيدي خادم الحرمين الشريفين – أيّده الله – إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من التطوير والعمل الجادّ لاستشراف المستقبل، ومواصلة السير في ركاب الدول المتقدّمة، وتحقيق النموّ المنشود، مع التمسّك بثوابت ديننا الحنيف وقيمنا السامية”.

“أخشى أن يأتي اليوم الذي سأموت فيه دون أن أُنجِزَ ما في ذهني لوطني.. الحياة قصيرة جداً، وهناك الكثير من الأشياء بإمكاننا صُنعها للوطن، وأنا حريص أن أراها تتحقق بأمّ عيني، وهذا هو السبب في أنني في عجلة من أمري”.

“الشرق الأوسط هو أوروبا الجديدة”.

“حربي القادمة أن تكون المملكة في مصافّ الدول المتقدّمة”.

“لا مكان في نيوم إلا للحالمين”.

 تصدير الأمل

استطاع سموّ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان أن يَنقل تفاؤله إلى الشعب السعودي، وساعده في ذلك شخصيته الكاريزمية المؤثرة، فضلاً عن مصداقيته التي عزّزتها ترجمة الأحلام إلى واقع ملموس، وربط الأقوال بالأفعال، من خلال تحقيق الكثير من التطلّعات والآمال على أرض الواقع، والتي عَبّرت عنها رؤية المملكة 2030، فشهد المواطن بنفسه تنفيذَ العديد من المشروعات التنموية الكبرى، مثل (القدية، البحر الأحمر، ونيوم)، والخطوات الجادة للمملكة في سبيل تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، عبر زيادة الإيرادات غير النفطية، ودعم الخصخصة، كما رأى قدرة المملكة على التحوّل لتُصبِحَ وِجهةً جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، وهو ما أكدته مواسمُ السعودية بفاعلياتها الثقافية والفنية والرياضية والترفيهية، فضلاً عن الإجراءات التي اتّخذتها المملكة في مجال تمكين المرأة، ومواجهة الفكر المتطرّف.. وغيرها.

فأصبح المواطنُ السعودي حالماً، ولديه طاقة إيجابية كبيرة، مقرونة بالثقة والقدرة على تنفيذ ما يصبو إليه مهما كان كبيراً.

ويُمكن تَلمُّس هذا التفاؤل والثقة الذي انتقل إلى المواطن السعودي، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قام المغرّدون بتدشين العديد من الهاشتاقات الدالة على هذا الشعور، مثل #السعودية_العظمى، #السعودية_الجديدة، #محمد_بن_سلمان_إذا_قال_فعل، #همة_حتى_القمة، #الوطن_يستاهل.

ختاماً.. لقد اتسمت لغة سموّ الأمير محمد بن سلمان بالتفاؤل المصاحب لقوة العزيمة وصلابة الإرادة، والتي صدّرها سموُّهُ إلى المواطن السعودي، ولذلك فإن ذكرى مبايعته ولياً للعهد، هي ذكرى تُجدّد الأمل والتفاؤل، وتبشّر بغدٍ أجمل.

للإطلاع على تحليلات وأكثر يمكنكم النقر على الصورة أدناه

زر الذهاب إلى الأعلى