قراءات

فيروس كورونا.. العالم أمام خَطَرٍ مُتنامٍ وآفاق اقتصادية قاتمة

فيروس كورونا.. غموض وتحوّر لسلالة أشدّ فتكاً

يُعتبر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أشدَّ فتكاً بنحو 5 إلى 10 أضعاف من الإنفلونزا الموسمية، وترتبط وفيات كورونا بالشريحة العمرية للمريض، فالمصابون بالفيروس فوق الثمانين من العمر، أو الذين يُعانون من حالات مرضية مستعصية، هم الأكثر عرضة للوفاة عن نظرائهم تحت سنّ الخمسين.

وفي ظل الصعوبات التي تواجه السيطرة على الفيروس بشكله الراهن، أفادت دراسة صينية نُشرت في مجلة “ناشيونال ساينس ريفيو” بأن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تحوّر إلى نوعين رئيسيين أحدهما شديد العدوانية، لافتةً إلى أن نحو 70% من الأشخاص مصابون بالسلالة الأكثر عدوانية من الفيروس، ولا شك أن ذلك يُضفي مزيداً من التعقيد على عملية تعقّب الفيروس والتوصّل إلى علاج فعّال له.

ثمة جانب آخر يزيد من خطورة ذلك الفيروس الغامض، وهو عودة الفيروس لعدد من المتعافين، وهو ما سَجّلته الصين واليابان، وتراوحت التفسيرات العلمية لتكرار الإصابة ما بين عدم تمكّن المريض من إنتاج أجسام مضادة تكون كافيةً لتجنّب إصابته بالفيروس مجدداً، أو أن يكون الفيروس في وضع ساكنٍ داخل جسم المريض، ما يجعله عرضةً للإصابة به مجدداً.

جهود دولية متسارعة لاحتواء كورونا

وعلى قدر تلك الخطورة، جاء تفاعل الحكومات حول العالم مع الفيروس الذي أصاب مسئولين وقادة عسكريين ووزراء وبرلمانيين، من بينهم وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر، ورئيس أركان الجيش الإيطالي سالفاتوري فارينا، و23 نائباً بالبرلمان الإيراني، واتُّخذت العديد من إجراءات الوقاية والخطوات الاحترازية لمنع تفشي الفيروس، ومنها تقييد حركة السفر وتعليق الرحلات الجوية والبحرية مع الدول الموبوءة.

كما خصّصت الحكومات والمؤسسات الدولية مليارات الدولارات لمكافحة كورونا، وفي هذا الشأن رصدت الولايات المتحدة الأمريكية 8.3 مليارات دولار، والصين نحو 170 مليار دولار، وتعهّد صندوق النقد الدولي بمبلغ 50 مليار دولار، ووجّه البنك الدولي حزمةَ مساعداتٍ بقيمة 12 مليار دولار لتوفير تمويل سريع لمساعدة الدول على مكافحة انتشار الفيروس، فيما رصد الاتحاد الأوروبي 230 مليون يورو.

ومواكبةً لتلك الجهود، تتسارع الخُطا نحو إيجاد لقاح يقضي على كورونا، إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 20 لقاحاً قيد التطوير حالياً لمواجهة (كوفيد-19)، وأفادت الحكومة الصينية بأن لقاحاً محتملاً سيتمّ إخضاعُه للتجربة بعد شهرين على الإنسان.

وتتنافس كبريات شركات الأدوية في العالم لإيجاد عقار سريع وفعّال يمكنه الوقوف في وجه الفيروس القاتل، كما يحاول علماء في بريطانيا والولايات المتحدة والصين تطوير اللقاح بطرق وآليات وتركيبات مختلفة.

وقد دخلت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أيضاً على خط الأزمة، عبر وضع مجموعة واسعة من السيناريوهات للتعامل مع كورونا، وفقاً لتصريحات الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الذي أشار إلى أن المختبرات العسكرية تعمل على تطوير لقاح ضد الفيروس.

كورونا يُربِكُ أجندةَ العالم..

تأجيلات.. إلغاءات.. وتواصل عبر الإنترنت

تَسبّبت المخاوف من زيادة تفشي فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-19)، والذي انتشر في 115 دولة وإقليم حول العالم، وأصاب أكثر من 114 ألف شخص، وأودى بحياة أكثر من 4000 آخرين، بتأثيرات كبيرة على أجندة المنظمات الدولية، وتأجيل أو إلغاء مؤتمرات وأنشطة سياسية واقتصادية وثقافية ورياضية دولية، في ظلّ القيود التي فرضتها الدول على حركة السفر، ضمن إجراءات احترازية متعددة لوقف انتشار الفيروس التنفّسي المميت.

وتباينت تأثيراتُ انتشار فيروس كورونا على أجندة الأنشطة والمؤتمرات الدولية، ما بين الإلغاء التامّ، أو التأجيل للنصف الثاني من العام، أملاً في تجاوز أزمة كورونا، أو الإرجاء لأجل غير مسمى، وأخيراً الاعتماد على تقنيات التكنولوجيا الحديثة في التواصل عن بُعد لعقد تلك المؤتمرات.

تأجيل عشرات المؤتمرات الاقتصادية والمعارض والمنتديات الدولية

فعلى صعيد أنشطة المنظمات الدولية واجتماعاتها الدورية، قررت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” تأجيل اجتماعها الإقليمي السنوي المقرّر عقده في الفترة 2 – 4 مارس في سلطنة عُمان، دون تحديد موعد آخر.

بينما ألغى صندوق النقد والبنك الدوليان مؤتمرَهما السنوي الذي كان مقرّراً عقده الشهر الجاري في الولايات المتحدة، على أن يتم عقده عبر شبكة الإنترنت.

وعلى المستوى العربي، قررت منظمة العمل العربية تأجيل أعمال مؤتمر العمل العربي في العاصمة العمانية مسقط.

أوروبياً.. باتت ألمانيا المتضرّر الأكبر، حيث أجلت معرض هانوفر الدولي الصناعي، أكبر المعارض في هذا المجال، من منتصف أبريل إلى 13 يوليو المقبل، وتمّ إلغاء بورصة برلين السياحية لهذا العام، وتأجيل معرض في “دوسلدورف” عن صناعة النبيذ، وآخر عن الأسلاك، وثالث عن المواسير، فضلاً عن تأجيل معرض اللياقة البدنية “فيبو” ومعرض البضائع الحديدية في كولونيا.

وفي فرنسا تأجّل معرض “ميبم” العقاري بمدينة “كان” إلى يونيو المقبل، أما في إيطاليا البلد الأكثر تأثراً بالفيروس في القارة العجوز، والتي فرضت حجراً صحياً على نحو رُبع سكان البلاد، بعدما وصل عدد الوفيات إلى 463 حالة، لتحتلّ المرتبة الثانية بعد الصين، فقد قرّرت تأجيل مؤتمر حول الاقتصادي العالمي إلى نوفمبر المقبل، بعدما كان مقرراً عقدُه أواخر الشهر الجاري بمشاركة بابا الفاتيكان.

في سياق متصل، قرّرت الهيئة الاقتصادية لقناة السويس بمصر، تأجيل المؤتمر الاقتصادي الدولي “المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. محور الاستثمار”، والذي كان مقرراً عقده في الفترة من 21 – 22 مارس الجاري.

ومن جانبها، قررت الإمارات تأجيل معرض دبي الدولي للقوارب 2020، المقرّر الشهر الجاري إلى موعد لاحق من هذا العام.

وكانت الأنشطة المرتبطة بقطاع النفط والطاقة والتعدين، من بين القطاعات الأكثر تأثراً أيضاً بموجة الإلغاء والتأجيل بسبب كورونا، حيث أجلت سلطنة عُمان مؤتمر ومعرض عُمان للنفط والطاقة، والذي كان مقرراً انطلاقهما في الفترتين 9 – 11 مارس الجاري، و 14 – 16 سبتمبر المقبل.

كما أرجأت البحرين مؤتمرين للنفط والغاز من الشهر الجاري إلى النصف الثاني من العام، بسبب قيود السفر والمخاوف الصحية، وأعلنت الجزائر أيضاً تأجيل أكبر معرض للنفط والغاز في شمال أفريقيا (ناباك 2020)، من منتصف الشهر الجاري إلى سبتمبر المقبل.

وفي أمريكا الجنوبية، ألغت تشيلي مؤتمر النحاس العالمي، وهو أحد أكبر التجمّعات السنوية لشركات تعدين النحاس ومصاهر النحاس في العالم، إذ كان من المتوقع أن يُشارك فيه أكثرُ من 500 ممثل لشركات إقليمية ودولية.

وبالنسبة لقطاع السيارات، فقد شهد تأجيل وإلغاء 3 معارض سنوية كبرى، وهي المعرض السنوي للسيارات 2020 في ماليزيا، إذ تم تأجيله إلى يوليو القادم، ومعرض بكين للسيارات، والذي تقرّر تأجيله إلى أجل غير مسمى، بينما كان الإلغاء مصير معرض جينيف للسيارات 2020، ما تسبب بخسائر تصل إلى 250 مليون دولار على الأقل، وَفقاً للمدير التنفيذي للمعرض، وفي محاولة لتقليص الخسائر قرّر المنظِّمون عرض السيارات الجديدة من خلال بثٍّ مباشر على شبكة الإنترنت.

قيود على بيئة الأعمال الدولية

أفضت المخاوف من فيروس كورونا إلى اضطراباتٍ كبيرة في بيئة عمل الشركات الدولية، والتي قيّدت أو منعت الموظفين من السفر إلى الخارج، وفرضت على العائدين من المناطق المتأثرة بالفيروس تجنّبَ المجيء إلى مقرّاتها لعدة أسابيع، أو طلبت من موظفيها العملَ عن بُعد كإجراء وقائي.

واتخذت نحو 31 شركة من كبريات الشركات العالمية ذلك المنحى، وفي مقدّمتها شركة “تويتر”، وشركة “أمازون” عملاق التجارة الإلكترونية.

كما تأثرت أيضاً المؤتمرات والفاعليات التي تُنظّمها تلك الشركات، وكان أول المعارض التكنولوجية المتضرّرة من انتشار كورونا هو معرض برشلونة الدولي للأجهزة المحمولة، والذي كان مقرراً بين 24 – 27 فبراير الماضي، وتمّ إلغاؤه بعد انسحاب شركات عالمية كبرى من المشاركة فيه.

وفي الولايات المتحدة تمّ إلغاء عدد من المؤتمرات، أبرزها مؤتمر جوجل للمطوّرين “I/O”، خلال الفترة 12 – 14 مايو المقبل في كاليفورنيا، ومؤتمر المطوّرين “F8” التابع لشركة فيسبوك، وكان مقرراً في مايو أيضاً.

وأدى انسحاب شركتي مايكروسوفت وسوني من مؤتمر مطوّري الألعاب الإلكترونية في سان فرانسيسكو إلى إلغائه، كما قررت شركة أدوبي الأمريكية إلغاءَ قِمّتها لتطوير برامج الرسومات البيانية والتحريك.

إضافة لما سبق، تقرّر إلغاء الدورة الجديدة من مهرجان “SXSW” الأمريكي للتكنولوجيا والألعاب الإلكترونية والموسيقى والسينما، الذي كان انطلاقه مقرراً في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري في تكساس.

تأجيل قمم إقليمية ودولية وتعليق أعمال برلمانات ومؤتمرات انتخابية

لم تكن الساحة السياسية الإقليمية والدولية بمعزل عن التطورات التي فرضها انتشار فيروس كورونا، إذ تأثرت بها عبر أشكال متعدّدة، تراوحت ما بين تأجيل قمم إقليمية ودولية، وإلغاء جولات خارجية لعدد من القادة والزعماء، بجانب تعليق دول منكوبة لأعمال برلماناتها.

فعلى صعيد القمم الدولية، قرّرت الولايات المتحدة تأجيل قمة “أمريكا-آسيان” التي كان مقرراً عقدها في 14 مارس الجاري بلاس فيجاس، بمشاركة قادة دول رابطة جنوب شرقي آسيا “آسيان” العشر، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب المخاوف من فيروس كورونا.

كما أعلنت جامعة الدول العربية تأجيل القمة العربية التي كانت مقرّرة الشهرَ الجاري بالجزائر، بسبب انتشار فيروس كورونا، على أن يتم عقدها في يونيو المقبل، بحسب تصريحات للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وألغت الأمم المتحدة اجتماعاتٍ مهمة قبل قمة المناخ بسبب كورونا.

وعلى وقع تأزم الوضع في فرنسا مع بلوغ الإصابات بالفيروس فيها إلى أكثر من 1200 حالة، من بينهم نواب برلمانيون، وموظفون في الجمعية الوطنية الفرنسية، وتسجيل أكثر من 20 حالة وفاة.

قرّر رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي، عقد جلسات البرلمان الموسّعة التي تستغرق أسبوعاً في العاصمة البلجيكية بروكسل، وليس بمقرّه في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، في إطار التدابير الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

وسبقت تلك الخطوة إجراءات متعدّدة اتخذها البرلمان الأوروبي، من بينها إلغاء 130 فعالية مقررة بمقرّ البرلمان خلال المرحلة المقبلة، كان من المتوقع أن یحضرھا ما بین 6 – 7 آلاف شخص، فضلاً عن إلغاء زيارات البرلمان الذي يستقبل عادةً نحو 700 ألف زائر سنویاً.

وعقب تأجيل قمة الهند والاتحاد الأوروبي، ألغى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارته للعاصمة البلجيكية بروكسل، بناءً على توصية من السلطات الصحية في الهند وبلجيكا.

كما ألغى رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، جولة خارجية تشمل الإمارات ومصر وتركيا، مقرّرة منتصف الشهر الجاري، بسبب تفشي فيروس كورونا في بلاده، التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد الصين، من حيث عدد الإصابات التي قاربت 7500 حالة.

كما قرّر رئيس بولندا أندريه دودا إلغاء التجمّعات الجماهيرية في إطار حملته الانتخابية الرئاسية، في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا، في ظلّ تسجيل عدد من الإصابات في البلاد.

وألغى المرشد الإيراني علي خامنئي خطاباً كان يعتزم إلقاءه في 20 مارس الحالي بمدينة مشهد، بمناسبة رأس السنة الفارسية، وسط مواصلة فيروس كورونا انتشاره في إيران، التي سجلت وفقاً لإحصاءات حكومية رسمية 237 حالة وفاة، من بينها وفيات مسئولين حكوميين بارزين ونواب في مجلس الشورى (البرلمان)، فيما بلغ حجم الإصابات 7161 حالة تتفاقم يومياً.

وتأثرت الأجندة التشريعية في عدد من الدول المنكوبة بكورونا، إذ قرّرت السلطات الصينية تأجيل الاجتماع السنوي للبرلمان، والذي كان مقرّراً في 5 مارس الجاري، وذلك للمرة الأولى منذ عقود.

وقرّرت إيران أيضاً تعليق اجتماعات مجلس الشورى (البرلمان) حتى إشعار آخر، في وقتٍ أعلنت فيه السلطات الإيرانية إصابة 23 نائباً في البرلمان بفيروس كورونا، توفي منهم نائبان.

تأثيرات واسعة على الأصعدة الدينية والثقافية والترفيهية والرياضية

ضربت موجة كورونا أيضاً العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية، لعلّ في مقدّمتها إلغاء معارض الكتاب السنوية في عدد من المدن، مثل: الرياض، أبوظبي، غزة، لندن، باريس، وغيرها من المدن العالمية، بينما تقرّر تأجيل معرض بغداد الدولي للكتاب.

وقرّرت المملكة العربية السعودية إيقاف جميع حملات العمرة الداخلية والخارجية بشكل مؤقت، كإجراء احترازي للحدّ من انتشار فيروس كورونا، في خطوةٍ جاءت بعد أيام من إيقاف تأشيرات الحجّ والعمرة لجميع الدول، وتعليق دخول السائحين إلى أراضيها.

وأغلقت السلطات السعودية المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة لعدة ساعات، (من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل صلاة الفجر) لتعقيمهما، فضلاً عن إغلاق صحن المطاف حول الكعبة المشرفة، والمسعى بين الصفا والمروة طوال فترة تعليق العمرة، لتكون الصلاة داخل المسجد فقط.

كما اتخذت وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة عدداً من الإجراءات الوقائية المؤقتة المتعلقة بالصلوات، والتي سيتم العمل عليها للوقاية من تفشي كورونا، من بينها تقليل المدّة بين الأذان والإقامة إلى 10 دقائق، وألا تتجاوز خطبة الجمعة مع الصلاة 15 دقيقة، وإيقاف إجراءات تفطير الصائمين، ومنع الاعتكاف، وإزالة الأطعمة والتمور، وإزالة أكواب المياه المستعملة.

كما قرّرت هيئة الترفيه في المملكة إغلاق منطقتي بوليفارد الرياض وونتر لاند، كإجراء احترازي ضد فيروس كورونا، كما تقرّر في المملكة أيضاً تعليق الدراسة في المدارس والجامعات والدروس العلمية والبرامج الدعوية والمحاضرات وحِلَق تحفيظ القرآن في جميع مساجد المملكة، حتى إشعار آخر.

وفي الفاتيكان، ألقى البابا فرانسيس بابا الفاتيكان عِظَتَه من خلال البثّ المباشر على الإنترنت، وليس من نافذة قصر الفاتيكان، وتمّ أيضاً إغلاق كاتدرائية القديس بطرس، وفقاً للتدابير الاحترازية المتعلّقة بفيروس كورونا المتفشّي في إيطاليا، ولتفادي التجمعات الجماهيرية.

رياضياً.. اتفق الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مع الاتحاد الآسيوي، على تأجيل تصفيات كأس العالم 2022 في آسيا، المقرّرة في شهري مارس ويونيو، بسبب انتشار فيروس كورونا.

كما تقرّر تأجيل إعادة انطلاق دوري كرة القدم الياباني، وإلغاء جميع الأحداث الرياضية في إيطاليا حتى 3 أبريل المقبل، وتأجيل مباريات الدوري السويسري حتى 23 مارس على الأقل، فضلاً عن إقامة مباريات في دوري أبطال أوروبا، ومباريات الدوريات الفرنسي والبلغاري والروماني بدون جمهور، وإلغاء المصافحة بين اللاعبين قبل بدء مباريات الدوري الإنجليزي.

كما تقرّر تنظيم حفل إضاءة شعلة أولمبياد طوكيو عام 2020 بدون حضور جماهيري، وتأجيل ماراثون باريس وبرشلونة، فضلاً عن تأجيل بطولة العالم لألعاب القُوى للملاعب الداخلية في نانجينغ بالصين، المقرّر عقدها في 13 مارس إلى العام المقبل، وإلغاء بطولة آسيا لرفع الأثقال في أوزبكستان.

وأعلن الاتحاد الدولي تأجيل بطولة اليابان المفتوحة لتنس الطاولة المقرّرة في مدينة كيتاكيوشو اليابانية خلال الفترة 21 – 26 أبريل المقبل، وذلك عقب قرار تأجيل بطولة العالم لتنس الطاولة في كوريا الجنوبية، والتي كانت مقرّرة الشهر الجاري بمدينة بوسان.

وأخيراً.. ألغى الاتحاد الدولي للجودو كلّ التصفيات المؤهلة للأولمبياد في روسيا وجورجيا وتركيا، حتى نهاية أبريل، لحماية اللاعبين من مخاطر السفر في ظلّ تفشي كورونا.

سيناريوهات قاتمة لمؤشرات الاقتصاد العالمي في 2020

رسمت مجموعة من المنظمات الاقتصادية والمؤسسات المالية سيناريوهاتٍ قاتمةً للاقتصاد العالمي في عام 2020، في ظلّ انتشار فيروس كورونا وتأثيره على حركة الإنتاج والتجارة الدولية، كما أن تراجع أسعار النفط بأكثر من 30%، مسجلةً أكبر خسائر لهذا القطاع منذ اندلاع حرب الخليج عام 1991، يزيد من شدة الضغوط التي يتعرّض لها الاقتصاد العالمي.

وتشير تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إلى أن النموّ الاقتصادي قد ينخفض إلى النصف في حال استمرار انتشار فيروس كورونا على نطاق أوسع، في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.

ورجّحت المنظمة أن يبلغ نموّ إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة 1.5% فقط خلال عام 2020، إذا انتشر فيروس كورونا، أي ما يَقرب من حوالي نصف معدّل النموّ المتوقع لعام 2020 والبالغ 2.9%، وهو ما قد يؤدّي إلى حالة ركود اقتصادي باليابان وأوروبا.

كما توقّعت أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.4% فقط (سجّل حوالي 3% في 2019)، ما يعني أنه سَيُسَجّل أضعف مستويات نموّه منذ الأزمة المالية العالمية عام 2009.

وخفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني توقعاتِها للناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد العالمي من 2.4% إلى 2.1%، مستندةً في ذلك التقدير إلى تقييم آثار الفيروس بشكل أساسي على الطلب الكلي في الصين، والسفر العالمي، وحجم الإنتاج الصناعي الناتج عن الاضطرابات في سلاسل الإمداد عبر شرق آسيا.

وفي ظلّ الإجراءات الخاصة بتقييد السفر حول العالم، توقّعت منظمة السياحة العالمية انخفاضاً في أعداد السياح في العالم ما بين 1 – 3% عام 2020، وتسجيل خسائر تتراوح ما بين 30 – 50 مليار دولار.

ورجّحت المنظمة أن تكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي المنطقة الأكثر تضرّراً بانخفاض أعداد السائحين بنسبة 9 – 12% عام 2020، مقارنةً بنموٍّ كان متوقعاً بنسبة 5 – 6% في أوائل يناير الماضي.

سيناريوهان مستقبليان لكورونا

ثمة سيناريوهان حالياً فيما يتعلق بتداعيات فيروس كورونا..

يتضمن أولهما:

– تحقيق استجابة عالمية منسّقة لاحتواء تفشّي الفيروس.

– التوصّل إلى لقاح ضد ذلك الفيروس التنفّسي المميت.

– اتجاه الحكومات نحو دعم نظام الرعاية الصحية.

– وتوفير حزم مساعدات للأسر والشركات الأكثر تضرّراً، لتحجيم الأضرار الاقتصادية والخسائر البشرية الناجمة عن كورونا.

أما السيناريو الثاني – وهو سيناريو كارثي – فيقوم على فرضية استمرار الأزمة وتفاقمها عبر تزايد وتيرة انتشار الفيروس في دول وأقاليم جديدة، إذ رجّحت دراسة جديدة أجرتها الجامعة الوطنية الأسترالية، أن يقتل فيروس كورونا 15 مليون شخص على الأقل في جميع أنحاء العالم خلال عامه الأول، ويُخلّف خسائر اقتصادية تقدّر بنحو 2.3 تريليون دولار.

لتحليلات أكثر يمكنكم الضغط على هذه الصورة

زر الذهاب إلى الأعلى