تحل في الخامس والعشرين من شهر أبريل الذكرى الخامسة لإطلاق المملكة العربية السعودية لرؤيتها التنموية لعام 2030 التي تُمثل خارطة طريق طموحة للمملكة تستهدف تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في كافة المجالات.
وتعكس الرؤية حرص وإصرار القيادة الرشيدة للمملكة على الارتقاء بالوطن والمواطن إلى آفاق لا حدود لها، وهو ما جسدته عبارة خالدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، يقول فيها: “هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك”، وكذلك تأكيد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، أن “رؤية 2030 هي خطة جريئة قابلة للتحقيق لأمة طموحة”، كما وصفها بأنها “تُعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا، وهي ترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر”.
ومما لا شك فيه يُمثل المواطن حجر الزاوية في هذه الرؤية كونه هو الهدف والرافد، كما قال الملك سلمان – حفظه الله – ولذلك فإن مدى إدراك وإيمان المواطن برؤية 2030 يُعد بمثابة عامل محوري وحاسم في إنجاحها وتحقيق أهدافها.
من هذا المنطلق، تم رصد عينة عشوائية قوامها (300) تغريدة من تفاعلات المستخدمين السعوديين على منصة تويتر تتعلق برؤية 2030، وذلك من خلال استخدام مجموعة من الكلمات المفتاحية والهاشتاقات، مثل:
– رؤية المملكة ٢٠٣٠
– رؤية السعودية ٢٠٣٠
– رؤية ٢٠٣٠
– السعودية العظمى ٢٠٣٠
– Saudi Vision 2030
• #رؤية_المملكة_2030
• #رؤية_السعودية_2030
• Saudi_vision_2030#
وبإخضاع هذه التفاعلات لعملية التحليل بشقيه الكمي والكيفي، انتهت النتائج إلى ما يلي:
استحوذت رؤية المملكة 2030 على اهتمام كبير في نقاشات وتفاعلات المستخدمين السعوديين على منصة تويتر، وقد ظهر التأييد الشعبي الواضح للرؤية في محتوى تغريداتهم، ليس هذا فحسب، بل والتفاؤل بما ستُحققه من نتائج باهرة لكل من الوطن والمواطن.
نوع التناول:
جاءت فئة “وصف الرؤية” في المرتبة الأولى بنسبة 78%، حيث حرصت غالبية التفاعلات على استعراض تفاصيلها ومستهدفاتها وما تحقق منها على أرض الواقع حتى الآن، وهو ما عكس وعي المواطن السعودي بالرؤية وإدراكه لأهميتها سواء على المستوى العام بالنسبة للوطن أو الخاص بالنسبة المواطن.
واحتلت فئة “نتائج الرؤية” المرتبة الثانية بنسبة 22%، وأظهرت تفاعلات هذه الفئة شيوع لغة تفاؤلية على التغريدات، حيث تم التركيز على النتائج المتوقعة لرؤية 2030، ومنها:
• تنويع مصادر دخل المملكة، ورفع نسبة الإيرادات غير النفطية في الاقتصاد السعودي.
• زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي.
• توفير بيئة جاذبة للاستثمارات الخاصة المحلية والأجنبية.
• توفير ملايين فرص العمل لشابات وشباب الوطن.
• رؤية المملكة 2030 ستضع السعودية بمكانها الطبيعي في مصاف الدول الكبرى المتقدمة.
• تعمل الرؤية على تحسين جودة الحياة في المملكة.
مجال التناول:
تعددت وتنوعت المجالات التي ظهرت في تفاعلات المستخدمين السعوديين المتعلقة برؤية المملكة 2030، حيث جاءت على النحو التالي:
– استحوذ المجال الاقتصادي على 45% من هذه التفاعلات محتلاً بذلك المرتبة الأولى في نسبة الظهور في التغريدات التي ركزت على البرامج الاقتصادية التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بهدف دعم وتعزيز الاقتصاد السعودية، ومن ضمن هذه البرامج “شريك” و”صنع في السعودية”، مؤكدين أن إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن برنامج (شريك) يعزز الشراكة مع القطاع الخاص، ويحقق مستهدفات “رؤية المملكة ٢٠٣٠” في دعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق الأهداف الاستثمارية، وتوفير مئات الآلاف من الوظائف، وأضافوا أن مبادرة “صنع في السعودية” ستعزز من مكانة المنتجات السعودية، وترفع قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والعالمية بما يحقق مستهدفات “رؤية المملكة 2030”.
– في المرتبة الثانية جاء المجال “الاجتماعي” بنسبة ظهور بلغت 27%، وقد ركز المغردون على الأهداف الاجتماعية للرؤية، مستشهدين بأن “رؤية المملكة 2030” لها ثلاثة محاور هي: مجتمع حيوي، وطن طموح، واقتصاد مزدهر، وهو ما يعكس قناعات القيادة الرشيدة بأن تحقيق التنمية الشاملة لن يتحقق دون تحسين جودة الحياة للمواطنين، ومشاركة الجميع في عملية التنمية، ولذلك أولت القيادة أهمية خاصة بتمكين المرأة السعودية في مختلف المجالات.
كما تناولت تغرايدت المستخدمين حرص القيادة الرشيدة – أيدها الله – على تطوير منظومة التعليم والعمل على تحويلها إلى منظومة تعليمية رقمية وفق مستهدفات “رؤية 2030”.
– احتلت فئة “عام” المرتبة الثالثة بنسبة ظهور 26% حيث تناول المستخدمون مستهدفات الرؤية بشكل عام، وذلك على النحو التالي:
إنجازات المملكة يقف خلفها سمو ولي العهد – حفظه الله – برؤيته الطموحة 2030.
مبادرات واستراتيجيات رؤية 2030 تهدف لصنع مستقبل أفضل.
تعمل رؤية 2030 على تنويع مصادر الدخل وتعزيز جودة الحياة، وإرساء المنظومات الرقمية المتكاملة؛ لننطلق بها جميعاً إلى آفاق التنمية المستدامة.
تثبت رؤية المملكة 2030 يوماً بعد آخر أنها الرقم الصعب بمبادراتها الرائدة وإنجازاتها المتسارعة، التي ستجعل المملكة الأولى في كافة المجالات بالمنطقة، وفي مقدمة دول العالم المتقدم في القريب العاجل.
– حصل المجال “البيئي” على المرتبة الرابعة بنسبة ظهور 5%، حيث ركزت هذه الفئة على تأكيد سمو ولي العهد في يوم الأرض على حرص السعودية على النظام البيئي في المملكة والشرق الأوسط؛ لتحسين جودة الحياة كجزء مهم من رؤية المملكة 2030، واستشهدوا بمبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر.
– إضافة إلى ما سبق، تضمنت تفاعلات المستخدمين السعوديين الخاصة برؤية السعودية 2030 ظهور العديد من المجالات الأخرى التي تسعى الرؤية إلى تعزيزها بما يخدم الوطن والمواطن في آن واحد، مثل النهوض بالمجالات الرياضية والصحية والثقافية لتصل إلى أعلى مستوى من الأداء على الصعيد العالمي.
الأطر المستخدمة:
أظهرت نتيجة التحليل حصول إطار “الاستراتيجية” على المرتبة الأولى في تفاعلات المستخدمين السعوديين بنسبة 43.5%، فجاءت نظرة هذه الفئة إلى الرؤية من منطلق كونها خارطة طريق تتضمن السياسات العامة للدولة السعودية، والنهج الذي تتبعه من أجل تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في كافة المجالات.
أما إطار “الشخصية” فقد جاء فى المرتبة الثانية بنسبة 23.5%، وتمثّلت في سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث أرجع المستخدمون الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى الرؤى الثاقبة لسمو ولي العهد وسياساته الطموحة للنهوض بالمملكة؛ لتحتل مكانتها الطبيعية في مصاف الدول العظمى.
وفي المرتبة الثالثة جاء إطار “الثقة والدعم” بنسبة 17.5% وفيه أظهر المستخدمون ثقتهم في رؤية 2030 ودعمهم للسياسات المتخذة من جانب القيادة الرشيدة، وتفاؤلهم بالمستقبل القريب الذي بدؤوا يتلمسون بشائره على أرض الواقع.
أما إطار “التحول” فقد جاء في المرتبة الرابعة بنسبة 15.5%، واتبع المستخدمون فيه منهج المقارنة بين الماضي والحاضر والمستقبل المنظور، من خلال رصد ما حققته الرؤية حتى الآن من منجزات في مختلف المجالات، فضلاً عن المشاريع والمبادرات التي بدأ العمل فيها وتوقعاتهم الإيجابية جداً بشأن نتائجها المنتظرة.
القوى الفاعلة:
تضمنت تفاعلات المستخدمين السعوديين العديد من القوى الفاعلة الرئيسية في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة للمملكة، جاءت الرؤية في المقدمة بنسبة 37.7%، حيث رأى المغردون أن رؤية 2030 ستنقل المملكة نوعيّاً وكميّاً إلى مصاف الدول المتقدمة.
أما القيادة فاحتلت المرتبة الثانية كقوة فاعلة رئيسية بنسبة 35.7%، إذ اعتبرت هذه الفئة أن نهج وسياسات القيادة الرشيدة – حفظها الله – هي المحرك الرئيسي لنهضة الدولة السعودية.
وفي المرتبة الثالثة جاءت الدولة كقوة فاعلة رئيسية بنسبة 22%، حيث ركزت هذه الفئة على الجهود التي تقوم بها مؤسسات الدولة مع المسؤولين لتنفيذ توجيهات القيادة المتعلقة برؤية السعودية 2030.
واحتل الشعب المرتبة الرابعة كقوة فاعلة رئيسية بنسبة 4.6%، حيث ركزت هذه الفئة على أهمية الدور الموكل إلى المواطنين في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، كونهم القاطرة البشرية التي ستقود عملية التنمية والتي تُترجم الآمال والطموحات على أرض الواقع.
الوسائط المستخدمة:
تتعلق الوسائط المستخدمة بالكيفية التي عبر بها المستخدمون السعوديون عن اتجاهاتهم نحو رؤية المملكة 2030، وعلى الرغم من أن 43% من المغردين اكتفوا بالمحتوى النصي فقط، فإن 57% منهم استخدموا وسيطاً أو أكثر في تغريداتهم، وذلك على النحو التالي:
جاء ظهور الصور في المرتبة الأولى بنسبة (25 %)، وخُصص أغلبها لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، وقد اقترنت بإيموجي القلب كدلالة على حب وتقدير وتأييد الشعب لسموه، كما اقترنت بعلم المملكة تعبيراً عن علاقة التوحد بين الأمير محمد بن سلمان والدولة السعودية من وجهة النظر الشعبية.
كما حرص بعض المستخدمين على استخدام الصور المقارنة قبل وبعد إطلاق رؤية السعودية 2030 بهدف إبراز حجم التغيير الذي تشهده المملكة، والقفزات النوعية التي حققتها في شتى المجالات.
وفي المرتبة الثانية ظهرت “الرموز التعبيرية” بنسبة (22 %)، وكان أبرزها “علم السعودية” و”القلب” و”يد التشجيع والتصفيق” والتي عكست الدعم الشعبي لخطط القيادة السعودية في ترجمة رؤية المملكة 2030 وتحويلها إلى واقع ملموس في شتى المجالات.
إضافة إلى ما سبق، ظهر الفيديو بنسبة (8 %) وكانت أغلب المقاطع مُخصصة لسمو ولي العهد، كما ظهر “الإنفوجرافيك” بنسبة (6 %)، حيث ركز على تقديم الاستشهادات الرقمية على المنجزات التي حققتها المملكة في مختلف المجالات.
ختاماً.. أظهرت تفاعلات المستخدمين السعوديين الخاصة برؤية السعودية 2030 وجود وعي واضح لدى المواطنين بأهمية الرؤية، وذلك إيماناً بدورها في تحويل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، وقد انعكس ذلك على تدشين مغردين عاديين هاشتاقات باللغتين العربية والإنجليزية بهدف تعريف المجتمع العربي والدولي برؤية المملكة 2030 والمنجزات التي تحققت منها.
وقد عززت الرؤية لغة التفاؤل الشعبية في مقدرات وقدرات المملكة الطبيعية والبشرية، وأشاعت مناخ الثقة والتفاؤل بين المواطنين، كما عكست التفاعلات مدى التأييد الشعبي الذي تحظى به القيادة الرشيدة – أيدها الله -، فضلاً عن الثقة الكبيرة في حكمتها ورؤيتها الثاقبة.