في مثل هذا التوقيت من العام، يبدأ الخبراء والمحللون المتخصصون في شؤون منصات التواصل الاجتماعي ضخ توقعاتهم حول ما يجب مراقبته في العام الجديد، عبر طرح تساؤلات حول كيفية تغير أساليب العمل خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة. ويتضمن هذا العام الكثير من التوقعات المبالغ فيها حول دور الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي هذا الإطار، استعرض تقرير لموقع “Social Media Today” توقعات بشأن التسويق عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي الرئيسية في العام الجديد.
- فيسبوك
لا يزال فيسبوك هو التطبيق الرائد لشركة ميتا، وهو أكبر منصة اجتماعية في العالم، حيث يستضيف المستخدمين الأكثر نشاطًا، ويظل رابطًا مهمًا للعديد من المجتمعات.
ومن المتوقع اتجاه التطبيق للمزيد من توظيف الذكاء الاصطناعي، لا سيما وأن ميتا أنفقت مليارات الدولارات على البنية الأساسية لدعم الذكاء الاصطناعي، لكن المشكلة الوحيدة، في هذه المرحلة على الأقل، أن معظم أدوات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركة لا تخدم أي غرض في التطبيقات الاجتماعية، التي تم بناؤها حول الاتصال البشري الحقيقي.
ومن الواضح أن شركة ميتا تتطلع إلى تشجيع استخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي للمشاركة داخل تطبيقاتها، ومساعدة المبدعين في إنشاء نسخ رقمية من أنفسهم بالذكاء الاصطناعي.
وقد قامت الشركة مؤخرًا بمعاينة للنموذج الأولي الفعلي لنظارات الواقع المعزز، لذا من المتوقع رؤية المزيد من تجارب الواقع المعزز المرتبطة بمنشورات ميتا، بما في ذلك تجربة المنتجات، وخيارات وضع الأثاث. كما ستسعى ميتا إلى تعزيز ضجة الواقع المعزز بأي طريقة ممكنة، بهدف تشجيع استخدام نظارات الواقع المعزز.
وعلى المنوال نفسه، ستبحث “ميتا” عن المزيد من الطرق لتسليط الضوء على تجارب الواقع الافتراضي. وهي تعمل بالفعل على تطوير طرق لتمكين عملاء الشركة من التفاعل مع تجارب الواقع الافتراضي في تطبيقاتها، مثل الألعاب المدمجة للواقع الافتراضي في منصات بعيدة عن الواقع الافتراضي.
وعلى الأرجح سيكون هناك توجه نحو المزيد من مقاطع الفيديو، لقد جاءت كل مكاسب المشاركة على فيسبوك مؤخرًا من منشورات الفيديو، وهذا هو السبب في رؤية المزيد من مقاطع الفيديو الموصى بها من قبل الذكاء الاصطناعي تغمر خلاصات حسابك كمستخدم. وعلى هذا النحو، يمكن توقع أن تستمر ميتا في التركيز بشكل أكبر على محتوى الفيديو في عام 2025.
وثمة جانب آخر يتوقع الاهتمام به وهو تطوير الإعلانات باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ تواصل ميتا دفع المعلنين نحو خيارات “Advantage+” الآلية، والتي تقدم في المتوسط نتائج أفضل من الإعلانات المستهدفة يدويًا. ومن المتوقع أن تستمر أنظمة “ميتا” في التحسن على هذه الجبهة، حيث تساعد بيانات الأداء داخل التطبيق في توجيه أنظمتها فيما يتعلق بالمستخدمين الأكثر احتمالية للنقر، مما يؤدي إلى نتائج أفضل.
- إنستغرام
أصبح إنستغرام بمثابة الوسيط بين منصات التواصل الاجتماعي، حيث يقوم بكل شيء تقريبًا، ولكن ليس لديه تركيز محدد خاص به. ففي البداية كان تطبيقا لمشاركة الصور، ولكن هذا تغير مع إضافة الفيديو، ثم القصص والآن أصبحت “الريلز- Reels ” هي المحرك الرئيسي للمشاركة.
- تطوير فلاتر “Gen AI“: تحرص شركة ميتا المالكة للتطبيق على جعل الأشخاص يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بها، لذا من المتوقع أن يكون التطور القادم عبارة عن فلاتر معززة بالذكاء الاصطناعي لصور إنستغرام الخاصة بالمستخدم بحيث لا يقوم بإنشاء صور جديدة تمامًا خلال البث، ولكن يقوم بتعديل صور ومقاطع فيديو فعلية خاصة به. وتعمل ميتا بالفعل على أداة “Movie Gen” التي ستتمكن من تعديل الفيديو الملتقط باستخدام عناصر الذكاء الاصطناعي.
- التكامل مع نظارات ريبان: مع سعي ميتا إلى الاعتماد على أجهزة الواقع المعزز القابلة للارتداء، من المتوقع أن يضيف إنستغرام أيضًا تكاملات مع الأجهزة القابلة للارتداء، من أجل المساعدة في تمهيد الطريق نحو المرحلة التالية من الاتصال. وأن يوفر التطبيق المزيد من الطرق للأشخاص لنشر المحتوى من نظارات ريبان الخاصة بهم، بما في ذلك البث المباشر المدمج، والذي أصبح ممكنًا بالفعل.
- الواقع المعزز: من المتوقع التركيز على إنشاء تجارب الواقع المعزز التي سيتم تحسينها في النهاية بواسطة نظارات الواقع المعزز من ميتا.
وسيتضمن ذلك إعلانات تفاعلية وتجارب الواقع المعزز الغامرة التي ستدعو المستخدمين إلى هذه العوالم الرقمية. وستكون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية من ميتا مفيدة هنا، لأنها ستمكن المزيد من الأشخاص من تقديم عروض ثلاثية الأبعاد بسهولة أكبر، وتسهيل المزيد من الخيارات داخل تجارب الواقع المعزز والافتراضي.
- ثريدز
من المرجح أن تخفف شركة ميتا من القيود المفروضة على المحتوى السياسي في تطبيق ثريدز لأن تلك القيود في التطبيق الذي يركز على كونه موجزًا في الوقت الفعلي لأحدث المحادثات والمناقشات الموضوعية، تعتبر استراتيجية غير مجدية لتحسين النمو مع الأخذ في الاعتبار أن العديد من مستخدمي ثريدز أعربوا عن انتقاداتهم للمنصة خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث واجهوا صعوبة في مواكبة أحدث الأخبار.
ويبدو أن ما حدث سلط الضوء على الخلل في هذا النهج، لذلك ستجعل المزيد من المناقشات الموضوعية، التي تظهر في الوقت الفعلي، من ثريدز تجربة أكثر جاذبية بشكل عام، وإذا كان التطبيق يريد أن يكون منافسًا حقيقيًا لمنصة إكس، فيجب أن يأخذ هذا في الاعتبار.
- سناب شات
لا يزال سناب شات في موقف صعب، حيث يتمتع بشعبية كبيرة بين الجماهير الأصغر سنًا، وليس للبالغين، ويبقى رائدًا في تطوير الواقع المعزز، ولكنه يواجه تحديات من قبل منافسين أكبر حجمًا وأكثر موارد.
ومن المتوقع في مرحلة ما من العام الجديد، أن يضطر سناب إلى التخلي عن خططه لنظارات الواقع المعزز، بسبب تحديات التطوير المتزايدة، وعدم قدرته على مواكبة ابتكارات ميتا على هذه الجبهة. وبالتالي فالمسار الوحيد الآخر هو التعاون مع جهة أخرى، مثل شركة أبل من أجل تطوير منتج قابل للارتداء بتقنية الواقع المعزز أكثر قابلية للتطبيق.
كما على الأرجح ستتسبب الإعلانات في سناب بردود فعل سلبية، ومن المستبعد أن تسير على ما يرام خطة سناب لدمج الإعلانات في البريد الوارد للأشخاص، فالبريد الوارد في سناب هو المكان الذي يشعر فيه الأشخاص بالأمان في إجراء محادثاتهم الخاصة، حيث توفر رسائل التطبيق المختفية إحساسًا إضافيًا بالطمأنينة بأن أي شيء يشاركونه عبر الرسائل المباشرة لن يتم الاحتفاظ به ضدهم إلى الأبد.
- لينكد إن
على الرغم من أن تطبيق “لينكد إن” يركز بشكل أكثر تحديدًا على التواصل المهني، لكنه لا يزال تطبيقًا اجتماعيًا، ويتبع على الأقل بعض الاتجاهات نفسها التي تتبعها التطبيقات الأخرى.
ومن المتوقع التخفيف من أدوات الذكاء الاصطناعي عبر التطبيق، فإضافة المزيد من الأدوات جعل الأشياء التي يشاركها الأشخاص في التطبيق أقل إنسانية بشكل متزايد، وأقل دلالة على الناتج الفعلي لكل شخص وقدراته. وعلى هذا النحو، من المرجح أن يقلص التطبيق بالفعل من استخدام الذكاء الاصطناعي وقد يزيل بعض عناصر الذكاء الاصطناعي الموجودة.
في المقابل، سيتم تطوير مسارات مهنية جديدة للذكاء الاصطناعي مثل مساعدة الأشخاص في العثور على أفضل مسار وظيفي لهم، بناءً على تجاربهم التعليمية والمهنية المدرجة في التطبيق.
- تيك توك
يواجه تيك توك تحديًا يتعلق بحظره المرتقب في الولايات المتحدة، ورغم ذلك سيظل أحد أكبر تطبيقات التواصل الاجتماعي في العالم، مع أكثر من 800 مليون مستخدم خارج أمريكا، ويبقى مهمًا للعديد من المسوقين.
وعلى أية حال من المتوقع استمرار الدفع نحو التسوق عبر التطبيق، وهو ما قد يجلب في النهاية مليارات الدولارات من الإيرادات، ويوفر المزيد من الفرص للمبدعين في التطبيق.
- إكس
أحد العناصر الأساسية لرؤية مالك المنصة الملياردير إيلون ماسك أن يكون “كل شيء” مدفوع، بجانب تسهيل المعاملات من خلال التطبيق بما فيها المعاملات المصرفية، قبل التوسع في النهاية إلى عمليات الشراء داخل التطبيق. ومن المتوقع أن يقوم إكس في النهاية بتنفيذ المرحلة الأولى من خطة المدفوعات الخاصة به في النصف الثاني من عام 2025.
كما يبدو أن إكس لا يزال يحاول جعل الفيديو أولوية، وخاصة المحتوى الأصلي، فقد وقع التطبيق صفقات محتوى مع اتحاد المصارعة “WWE”، والعديد من المعلقين السياسيين اليمينيين، ولكن باستثناء عرض المذيع الشهير تاكر كارلسون، لا يبدو أن أيًا من ذلك المحتوى يجذب جمهورًا كبيرًا إلى التطبيق.
ونظرًا لأن الفيديو يحرك أكبر قدر من التفاعل في التطبيق، وهو بالفعل جزء من 80% من جلسات المستخدمين، فمن المنطقي أن يستمر تطبيق إكس في العمل على هذا العنصر، بهدف تعزيز تفاعل المستخدم. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يركز بشكل أكبر على الفيديو بحلول عام 2025، من خلال علامة تبويب مخصصة للفيديو، والتي ستسلط الضوء على مقاطع الفيديو الرائجة ذات الصلة.
وختامًا، إن مشهد وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2025، لن يسجل تطورات كبرى يسيطر فيها الذكاء الاصطناعي على كل شيء، ولكنها ستكون تطورات متأنية تستهدف السعي إلى الاستفادة من مختلف الاتجاهات والأفكار لتحفيز المشاركة.