تسعى المملكة العربية السعودية من خلال رؤية 2030 إلى تنويع مصادر الدخل غير النفطية وتعزيز الاستثمار في مختلف القطاعات بطرق تضع المملكة على خارطة التجارة والمنافسة العالمية، ومن بين هذه القطاعات يأتي الاعتماد على السياحة كرافد من روافد تعزيز الاقتصاد لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، حيث تتسارع خطوات القطاع السياحي الوطني نحو المستقبل من خلال مشاريع ومبادرات تهدف لإبراز وجهات سياحية متنوعة بالمملكة، تسلط الضوء على الموارد الطبيعية والكنوز الأثرية والأماكن التاريخية التي تلبي تطلعات السائحين.
وفي هذا الإطار، أطلقت الهيئة السعودية للسياحة الحملة الموسمية لصيف السعودية، تحت شعار «لا تروح بعيد.. روح السعودية» بتاريخ 18 مايو 2023، وتهدف الحملة إلى تقديم مجموعة واسعة من العروض والمنتجات السياحية المتميزة لإبراز تنوع الوجهات الصيفية في المملكة (الجبلية والبحرية)، وما تتضمنه من فعاليات وأنشطة نوعية لجذب الزوار من الداخل والخارج.
وارتباطًا بذلك، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز أمير منطقة عسير ورئيس هيئة تطويرها، إطلاق فعاليات «موسم صيف عسير 2023» الذي يُعد أكبر موسم سياحي وثقافي وترفيهي تحتضنه المنطقة، خلال الفترة من 30 يونيو وحتى 1 سبتمبر 2023م، تحت شعار “بارد ممطر صيفاً“ لتوفير بيئة سياحية ترفيهية هادفة تستحضر أصالة الماضي، وتواكب التطورات الحالية والمستقبلية، وإبراز المقومات السياحية المتميّزة، والمعالم التراثية العريقة، والصور الجمالية الساحرة لمنطقة عسير، وإضفاء المزيد من أجواء الترفيه والسياحة في المنطقة، وذلك بما يتوافق مع استراتيجية تطوير المنطقة ورؤية المملكة 2030، وتطلعات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بأن تكون منطقة عسير وجهة عالمية في خارطة السياحة طوال العام، مرتكزة على ثقافتها الأصيلة وطبيعتها المتنوعة.
وانطلاقًا من حرص مركز القرار للدراسات الإعلامية على رصد انطباعات الجمهور السعودي نحو مختلف القضايا والموضوعات والأحداث والفعاليات، سعى المركز إلى رصد وتحليل عينة عشوائية من تفاعلات المستخدمين على هاشتاق #موسم_صيف_عسير خلال الفترة من 30/ 6/2023 إلى 18/7/2023، وذلك من أجل التعرف على نشاط المستخدمين على الهاشتاق، وحجم تفاعلهم معه، وتحديد اتجاهاتهم نحوه، والكشف عن أهم الأطر التي اعتمدوا عليها، وإبراز الاستمالات المستخدمة في مضامين تفاعلاتهم، وتحديد الوسائط الرقمية التي تم توظيفها في التفاعل مع الهاشتاق.
وقد انتهت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، منها:
- اتسمت تفاعلات المستخدمين على هاشتاق #موسم_صيف_عسير بالطابع الإيجابي نحو الموسم وفعالياته، وقد ظهر ذلك في مضامين تغريداتهم التي أشادت بمنطقة عسير، وأثنت على الموسم وفعالياته سواء بشكل مباشر أو ضمني.
- على الرغم من تنوع الأطر التي اعتمد عليها المغردون السعوديون في تفاعلاتهم على الهاشتاق، فإنها اتفقت في طابعها الترويجي للموسم وفعالياته.
- عبّر المغردون المتفاعلون على الهاشتاق عن دعمهم لموسم صيف عسير، ولجؤوا إلى استخدام الاستمالات الإقناعية التي تُخاطب “العقل والعاطفة معًا” لتوضيح معطيات موقفهم الداعم للموسم.
- اعتمدت عينة الدراسة على توظيف الوسائط الرقمية (صور – فيديو) للترويج لموسم صيف عسر، سواء بإبراز المناطق السياحية والتاريخية والأثرية التي تزخر بها المنطقة، أو مشاركة الإعلان عن انطلاق الموسم، أو تسليط الضوء على الفعاليات التي يتضمنها.
- شكّلت الوسائط الرقمية أداة ترويج لموسم صيف عسير، بجانب توظيفها كدليل برهنة وإقناع بالأطروحات المتضمنة في تغريدات المتفاعلين على الهاشتاق.
- سعت بعض التفاعلات إلى تغيير الصورة النمطية عن مناخ المملكة إلى صورة ذهنية مستحدثة تُبرز التنوع المناخي خاصة في منطقة عسير التي تتميز بجمال طقسها ومناظرها الخلابة.
- جاءت تفاعلات المستخدمين المروجة لموسم صيف عسير بمثابة دعوة لتشجيع السعوديين للتوجه إلى السياحة الداخلية في المملكة، وذلك كمرحلة أولى تتوافق مع شعار الحملة الموسمية لصيف السعودية «لا تروح بعيد.. روح السعودية»، وتُمهد الطريق إلى أن تكون المملكة بيئة جاذبة للسياحة الدولية أيضًا.
كما قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات، تمثّلت فيما يلي:
- تسويق المملكة العربية السعودية كعلامة تجارية بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 من خلال عمل حملة ترويجية باللغة العربية للسياحة السعودية يتم عرضها عبر الفضائيات السعودية والعربية ونشرها عبر المنصات الرقمية المختلفة.
- تصميم حملة ترويجية أخرى باللغات الأجنبية وعرضها في الفواصل الإعلانية للقنوات الفضائية الأجنبية، مع توظيف الصفحات الناطقة بغير العربية على منصات التواصل الاجتماعي للإعلان عن المناطق السياحية والتراثية السعودية والمحفزات الجاذبة للسياح، سواء المتعلقة بالبنى التحتية أو تسهيلات الانتقال والإقامة أو عناصر الاستمتاع والترفيه المختلفة.
- توظيف سياق الأعمال الدرامية السعودية للمناطق التراثية والسياحية والأثرية بالمملكة، من خلال اعتماد المخرجين على التصوير الخارجي بتلك المناطق، والاهتمام بتسويقها لتعرض على الفضائيات العربية المختلفة.
- تصميم حملات توعوية لمستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بالمملكة لحثهم على توظيف منصاتهم في الترويج السياحي للمناطق السياحية والتراثية بالمملكة.
- توحيد هاشتاق #لا تروح_بعيد … روح السعودية كوسيلة ترويجية للسياحة السعودية؛ فالالتزام بنفس الهاشتاق الترويجي وعدم تغييره كل عام سيُساهم في تحقيق المرجو، وصناعة وبناء العلامة التجارية للدولة، لتظل عالقة في أذهان راغبي الرحلات السياحية بما يزيد من أعداد الزائرين للمملكة.
لمزيد من تفاصيل الدراسة على الرابط أدناه:
