دراسات

تفاعلات السعوديين على هاشتاق #التخبيب

فرض انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واقعًا جديدًا أثّر بشكل أو بآخر على الأسرة ليس في المملكة العربية السعودية فحسب، بل في العالم أجمع، حيث أسهمت هذه الوسائل في شيوع سلوكيات مستحدثة، وأتاحت نوافذ إعلامية ساعدت على انتشار مضامين اتصالية بعضها إيجابي والآخر سلبي، ومن أمثلة الأخيرة ما يمكن أن نُطلق عليه مجازًا مصطلح “التخبيب الإلكتروني”.

فالتخبيب في حد ذاته ظاهرة قديمة حذرنا منها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وتعني التحريض لإفساد العلاقة بين الزوجين، إلا أنها اتخذت شكلًا آخر في ظل البيئة الاتصالية عبر المنصات الاجتماعية، بسبب لجوء البعض إلى عرض مشاكلهم الزوجية على الفضاء الإلكتروني بهدف تلقي النصيحة والمشورة. كما انتشرت صفحات لبعض مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي تستهدف المتابعين من خلال نشر محتويات خبيثة وتحريضية تُؤثر على استقرار الأسرة والعلاقات بين أفرادها.

وانطلاقًا من خطورة ظاهرة التخبيب على الاستقرار الأسري والمجتمعي، سعى مركز القرار للدراسات الإعلامية إلى تحليل تفاعلات السعوديين على هاشتاق (#التخبيب) خلال الفترة الزمنية الممتدة من 19/6/2022 وحتى 18/6/2023م، وذلك من أجل استكشاف طبيعة تفاعلاتهم على الهاشتاق ومدى إدراكهم لمخاطر الظاهرة.

وقد انتهت الدراسة إلى العديد من النتائج، منها:

  • حظيت المملكة العربية السعودية بأعلى نسبة تفاعل على هاشتاق (#التخبيب) بواقع (81.3%) من إجمالي تفاعلات المستخدمين العرب على الهاشتاق.
  • جاءت أغلب التغريدات المتفاعلة على الهاشتاق من جانب الذكور بنسبة 55%، مقابل 19% للإناث، فيما حلّت 26% من تفاعلات المستخدمين غير محددة للجنس.
  • اعتمد الذكور في المقام الأول على الأطر “التحذيرية الأسرية” خلال تفاعلاتهم على الهاشتاق، مما يعكس حرص المغردين على تماسك الأسرة السعودية عبر تقديم مضامين تحذيرية للأسر؛ خوفا عليها من الانسياق وراء المُخببين.
  • فيما اعتمدت المغردات على أطر “النصح والإرشاد” في المرتبة الأولى، حيث اهتممن بتقديم الجانب الأكبر من رسائلهن الاتصالية لتنبيه المتابعين من مخاطر الأوتار الشيطانية لسعاة هدم العلاقات بين الزوجين.
  • ظهر الاختلاف بين المغردين والمغردات فيما يتعلق بمسارات البرهنة التي تم الاعتماد عليها عند مناقشة ظاهرة التخبيب، حيث اعتمد الذكور في المقام الأول على مسار (الأحاديث النبوية)، في حين اعتمدت المغردات السعوديات على مسار (شيطنة المخبب).

وبناءً على هذه النتائج، قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات، مثل:

  • إطلاق مبادرة لإعلاء القيم الأخلاقية ونشر الوعي الأسري والمجتمعي بالمملكة العربية السعودية.
  • تصميم حملات إعلامية توعوية حول مخاطر التخبيب على الأسرة والمجتمع، يتم نشرها في مختلف وسائل الإعلام (التقليدي، والحديث).
  • الاهتمام بصناعة الأعمال الدرامية وإنتاج الأشكال البرامجية الهادفة التي تُناقش القضايا والظواهر الاجتماعية وتعالجها، بما يتماشى مع رؤية المملكة
  • الربط الدائم بين وسائل الإعلام التقليدي ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بالمملكة، من خلال إنتاج برامج دورية لمناقشة مضامين المستخدمين السعوديين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وإلقاء الضوء على أهم القضايا والموضوعات التي يتناولونها، بجانب التعرض للهاشتاقات الأكثر تداولًا في المملكة.

لمزيد من تفاصيل الدراسة على الرابط أدناه:

التخبيب

زر الذهاب إلى الأعلى