هاشتاق

صفعة بريطانية تؤلم أبواق الإخوان وحماس

في خطوة لافتة ضد واحدة من أبرز أذرع جماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط، أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل سعي لندن إلى تصنيف حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على قطاع غزة “منظمة إرهابية”، بعدما كان هذا التصنيف قاصرًا فقط على “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري للحركة، علمًا بأن الحركة مدرجة على القائمة السوداء للمنظمات “الإرهابية” في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي خرجت منه بريطانيا العام الماضي.
وقوبل ذلك الإعلان بحالة من الغضب في أوساط قادة وأتباع الإخوان وحماس والأبواق الإعلامية والأقلام التي تعمل في خدمة هذا التنظيم الدولي، لا سيما وأن تلك الطعنة تأتي من جانب بريطانيا التي نشأت الجماعة الأم جماعة “الإخوان المسلمين” على يديها في مصر في عشرينيات القرن الماضي.
ومن بين الأصوات التي خرجت مندفعة للتعبير عن هذا الغضب، الكاتب الفلسطيني الحاصل على الجنسية البريطانية عبد الباري عطوان، وهو أحد الأقلام التي دافعت على مدى السنوات القليلة الماضية عن تيار الإسلام السياسي وإن ظل لسنوات طويلة مرتديًا رداء القومية العربية، لكن منذ اندلاع ما يسمى بأحداث “الربيع العربي” عام 2011، سقط عنه قناع الكاتب والمفكر العروبي وظهرت بجلاء تحيزاته لتيار الإسلام الحركي.
اعتراض عطوان على التوجه البريطاني تجاه حماس ظهر في تغريدتين باللغة العربية والإنجليزية على حسابه بموقع التدوينات القصيرة “تويتر” بذات المضمون، حيث هاجم فيها السلطات البريطانية وأخذ يكيل الاتهامات لها بالمكارثية التي تعني وفقًا لهذا الطرح أن لندن تقدم اتهامات للحركة دون أدلة، وسعى لارتداء ثوب البطولة الزائفة بحديثه عن جاهزيته للسجن!
وكان من أبرز تناقضات عطوان في تلك التغريدة مخاطبته لبريطانيا بأهل بلفور في إشارة إلى وعد بلفور الذي كان اللبنة الأولى لإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، رغم أنه يحمل جنسية “أهل بلفور” على حد توصيفه لبريطانيا في تغريدته.
إن حجم هذا الغضب ناتج عن التداعيات الكارثية التي ستترتب على القرار البريطاني -عند اتخاذه رسميًا – إذ سيشكل صفعة قوية لحركة حماس تؤثر على قدراتها سياسيًا وماليًا، نظرًا لأن القانون البريطاني يعتبر الانتماء لمنظمة محظورة أو حشد التأييد لها أو ارتداء ملابس تُعبّر عن الدعم لها جريمة جنائية، وتصل عقوبة هذه الجريمة إلى السجن 10 سنوات كحد أقصى ودفع غرامة مالية أو إحدى العقوبتين. وسيؤدي ذلك إلى إعاقة جهود جمع التبرعات والأموال لصالح الحركة وتنظيم فعاليات تضامنية معها، ويعيق تواصلها مع الرأي العام في بريطانيا، ويقيد حركتها في عاصمة غربية فاعلة على صعيد القرار الدولي، وحاضنة لجماعة الإخوان.
وعلى الصعيد الشعبي.. فقد أثارت تغريدات عبد الباري عطوان ردود فعل واسعة من جانب المستخدمين على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، خاصة وأن التصريحات كانت تحمل تهديدًا صريحًا وتوعدًا بدعمه للإرهاب في بريطانيا، فضلًا عن استعداده وترحيبه بدخول السجن؛ الأمر الذي دفعهم لتدشين هاشتاق يحمل اسم (#عبدالباري_عطوان_يتوعد_بريطانيا_بالإرهاب).
ومن أجل التعرف على طبيعة تفاعلات المغردين السعوديين تجاه هذه التصريحات، قام مركز القرار للدراسات الإعلامية برصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة متفاعلة على الهاشتاق، وبإخضاعها للتحليل بشقيه الكمي والكيفي أظهرت النتائج ما يلي:
أولاً: الاتجاه:
هاجمت جميع تفاعلات المستخدمين عينة الدراسة عبد الباري عطوان، واستنكر المغردون ما تضمنه حديثه من تهديدات صريحة وترحيب بتنفيذ العمليات الإرهابية.
واتسمت لغة خطاب تغريداتهم بالغضب الشديد من النهج الإرهابي العنيف الذي تبناه عطوان بشكل صريح لا لبس فيه، مؤكدين أن الشعوب العربية لفظت جماعة الإخوان المسلمين لأن سياساتها وسلوكياتها دمرت بعض الدول العربية، وكادت أن تدمر البعض الآخر لولا وقوف دول كبرى في وجه هذا المشروع التخريبي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات.
ثانياً: الأطروحات المركزية
تعددت وتنوعت الزوايا التي ركزت عليها تفاعلات المستخدمين على هاشتاق (#عبدالباري_عطوان_يتوعد_بريطانيا_بالإرهاب)، والتي انعكست في مجموعة من الأطروحات المركزية تمحورت حول ما يلي:
1- التحذير من خطورة الإخوان المسلمين: حيث أكدت هذه الفئة على ضرورة الحذر الدائم من جماعة الإخوان المسلمين ومن يناصرها، موجهين بعض النصائح، أهمها:
● التأكيد على أن الإخوان المسلمين لا عهد لهم.
● تصريحات عطوان هي ترجمة للنهج الراسخ للإخوان.
● مطالبة الحكومة البريطانية والدول الغربية عامة برفع غطائها السياسي عن عطوان وعناصر الإخوان، وذلك من خلال:
– سحب الجنسية عنهم.
– اعتقال عبد الباري عطوان فورًا لتكون بمثابة رسالة حازمة للإخوان.
– ضرورة قيام الدول الغربية وخاصة بريطانيا بمساعدة الدول العربية وعلى رأسها المملكة في مكافحتها للإرهاب وتجفيف منابعه.
2- في المرتبة الثانية ركّز المغردون على توصيف شخصية عبد الباري عطوان، وذلك على النحو التالي:
● حزام ناسف في بريطانيا لا أحد يعلم متى ينفجر.
● داعم أساسي للفكر الإرهابي.
● مجرد مرتزق لمن يدفع له أكثر.
● متناقض كجماعة الإخوان المسلمين، فهو يدعم الإخوان وفي الوقت ذاته بوق لإيران الطائفية.
3- في المرتبة الثالثة رأى المتفاعلون أن تصريحات عطوان هي “نتيجة طبيعية لسياسة بريطانيا” التي كان لها دور رئيسي في نشأة جماعة الإخوان المسلمين، وما زالت حتى الآن تُوفر الملاذ الآمن للإخوان والعناصر المتطرفة والمطلوبة قضائيًا في بلادها، وتعتبرهم معارضين سياسيين.
4- أما أصحاب المرتبة الرابعة فجاء طرحهم المركزي متمثلًا في أن تصريحات عطوان هي دعوة صريحة للإرهاب، وكشفت الوجه الحقيقي لفئة من أنصار الجماعة الذين عملوا طوال الوقت على خداع الرأي العام.

ختامًا… تظهر ردود فعل المغردين السعوديين تجاه تصريحات عطوان وعي الشعب السعودي بخبايا السياسة الدولية وكشفه للطابور الخامس – من أمثال عبد الباري عطوان- الداعم لجماعة الإخوان وأذرعها كحركة حماس، كما تدق تلك التصريحات أيضًا ناقوس خطر يجب أن تتنبه إليه بريطانيا وباقي الدول الغربية التي تأوي ما تصفهم بـ”المعارضين” وتوظفهم في أداء أدوار تستهدف ضرب استقرار بعض الدول والتأليب على حكوماتها، متجاهلة حقيقة أن هذا السحر سينقلب عليها، لتكون أول من يكتوي بنار الدعوات المسمومة من جانب تلك الأصوات الحاقدة التي لا تتحدث إلا بالكذب والتحريض والكراهية.

زر الذهاب إلى الأعلى