لم تمض ساعات على الاختتام الناجح لفعاليات قمة مجموعة العشرين الافتراضية التي استضافتها المملكة العربية السعودية، حتى شنت ميليشيا الحوثي المدعومة من طهران هجومًا صاروخيًّا إرهابيًّا على المملكة في 23 نوفمبر 2020م أدى إلى نشوب حريق في خزان للوقود في محطة توزيع المنتجات البترولية بمدينة جدة، في اعتداء قوبل بموجة من الإدانات العربية والدولية المنددة بالعمل الإرهابي التخريبي، والتأكيد على التضامن مع المملكة.
ملابسات الهجوم الإرهابي
- الزمان: 23 نوفمبر 2020
- المكان: محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو بمدينة جدة
- الحدث: ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تستهدف المحطة بصاروخ، ممَّا أدى إلى نشوب حريق في خزان للوقود دون أن يوقع ضحايا أو يؤثِّر في إمدادات الشركة.
- التحقيقات: أكد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ثبوت تورط الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بهذا الاعتداء الإرهابي الجبان، من خلال استخدام أسلحة نوعية إيرانية من نوع كروز وطائرات بدون طيار مفخخة، متوعدًا بـمحاسبة العناصر الإرهابية المخططة والمنفذة لهذه العمليات العدائية والإرهابية.
دلالات الهجوم الإرهابي على محطة أرامكو في جدة
لم يكن الهجوم الذي شنته ميليشيا الحوثي المدعومة من طهران تجاه منشأة تتبع شركة أرامكو هو الأول من نوعه، إذ تنتهج تلك العناصر الإرهابية استراتيجية ثابتة تقوم على استهداف المنشآت الحيوية، ولعل أبرز الهجمات كان استهداف منشآت لأرامكو في شرق المملكة في 14 سبتمبر 2019 والذي أحدث اضطرابات في سوق النفط العالمي، لكن يمكن استخلاص عدد من الدلالات المتعلقة بالاعتداء الإرهابي في جدة ومنها:
ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تقاتل السلام والاستقرار ليس فقط في اليمن ولكن تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة والعالم، عبر استهدافها لمصادر إمدادات الطاقة، فهو إرهاب يُمارَس وَفْقًا لأجندة إيرانية، وهو ما يدحض الذرائع التي تحاول بعض الأصوات في الدوائر الغربية الاستناد إليها لإعاقة أي جهد يرمي نحو تصنيف تلك الميليشيات كجماعة إرهابية بالقول بأن خطوة كهذه قد تؤثر على مسار التسوية التفاوضية للأزمة اليمنية، فالواقع يشهد على أن تلك الميليشيات لم تتوقف قط عن استخدام العنف وشن الاعتداءات رغم ما تشهده الأزمة اليمنية من اختراقات، أبرزها إتمام أكبر عملية لتبادل الأسرى في ظل النزاع اليمني الشهر الماضي، وبلا شك فإن الهجوم الذي استهدف جدة يؤكد أن الحوثيين كانوا -وما زالوا- طرفًا معرقِلًا لكل جهد يبذل نحو تسوية الأزمة في اليمن.
ثبوت الأدلة القاطعة على الدعم الإيراني للحوثيين بالأسلحة، سواء الصواريخ التي يستخدمها في استهداف المملكة، أو الألغام البحرية الإيرانية الصنع من نوع “صدف” التي تنشرها الميليشيات الحوثية بشكل عشوائي في البحر الأحمر وهو ما يمثل تهديدًا خطيرًا لطرق الملاحة وحركة عبور التجارة العالمية.
ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي وقفة حازمة إزاء الحوثيين والنظام الإيراني، وهو ما أكدته المملكة في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن، طالبت فيها الدول الأعضاء لوقف تهديد ميليشيات الحوثي الإرهابية لأمن الطاقة العالمي والعملية السياسية في اليمن والأمن الإقليمي، مع تأكيدها أنها لن تدخر جهودًا لحماية أراضيها ومواطنيها، وهي رسالة تعكس نهج المملكة الحازم في الدفاع عن النفس وتحقيق التكامل بين كل الأدوات السياسية والقانونية والعسكرية.
أبرز المواقف الإقليمية والدولية تجاه الاعتداء الإرهابي الجبان
الأمم المتحدة: أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء الهجوم، الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه، مشددًا على أن الهجمات على المواقع المدنية ومنشآت البنية التحتية تعتبر انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.
بريطانيا: أدان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الهجوم الحوثي، مؤكدًا أنه يجب على الحوثيين وقف اعتداءاتهم والعمل مع الأمم المتحدة لتحقيق السلام، مشددًا على أن الهجوم على البنية التحتية المدنية يتناقض مع مزاعم الحوثيين بأنهم يريدون إنهاء الصراع.
فرنسا: اعتبرت أن هذا الاعتداء الذي استهدف البنية التحتية المدنية للمملكة انتهاكٌ للقانون الدولي، ومن شأنه تقويض جهود السلام الجارية، وزعزعة أمن المملكة العربية السعودية والضرر باستقرار المنطقة. كما جددت دعم بلادها الكامل للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل في اليمن.
باكستان: دعت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إلى الوقف الفوري لمثل هذه الهجمات التي تنتهك وحدة أراضي وسيادة المملكة، مؤكدة أن تلك الهجمات تهدد حياة المدنيين الأبرياء، معبرة عن تضامن باكستان مع المملكة ضد أي تهديد لأمنها وسلامة أراضيها.
اليمن: أدانت وزارة الخارجية اليمنية الاعتداء الإرهابي لمليشيا الحوثي، مؤكدة أن مثل هذه الهجمات الإرهابية التي تستهدف المنشآت المدنية في الأحياء السكنية تؤكد عدم جدية هذه المليشيا بالانخراط في عملية سلام حقيقة بقيادة الأمم المتحدة وتعكس مدى ارتباطها الوثيق بتنفيذ الأجندة الإيرانية المشبوهة في المنطقة.
الإمارات: نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالعمل الإرهابي والتخريبي، مؤكدة أنه دليل على محاولة الميليشيات الحوثية الإجرامية تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، وعبرت عن التضامن الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد لأمنها واستقرارها، وأعربت أبو ظبي عن دعم المملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
البحرين: أكدت أن هذا العمل الإرهابي الجبان يهدد سلامة إمدادات الطاقة للعالم، ويشكل خطرًا جسيمًا على الاقتصاد العالمي، معربة عن تضامنها الكامل مع السعودية، وتأييدها المطلق لكل ما تتخذه من إجراءات لضمان سلامة أراضيها وحماية أمنها واستقرارها، كما شددت على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لخطوات جادة وصارمة للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية التخريبية التي ترتكبها جماعة الحوثي، التي تستهدف المنشآت المدنية وتهدد سلامة وأمن المدنيين الأبرياء.
الكويت: اعتبرت أن استمرار هذه الأعمال الإجرامية الآثمة التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية وإمدادات الطاقة العالمية والاعتداء على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية والمنطقة يستوجب تحرك المجتمع الدولي، لا سيما مجلس الأمن لردع من يخطط ويقف وراءها صيانة للأمن والسلم الدوليين.
جامعة الدول العربية: أكدت في بيان أن هذا العمل الإرهابي مدان ومرفوض بكل المقاييس، معتبرة أن استمرار مثل تلك العمليات الإرهابية من جانب تلك الميليشيات يُعد أمرًا مستهجنًا، خاصة في ضوء المساعي السياسية التي يحاول المجتمع الدولي بمختلف أطرافه الفاعلة القيام بها، من أجل إنهاء الأزمة اليمنية على أسس تسمح باستعادة الاستقرار والسلام، سواء داخل اليمن أو بين اليمن وجيرانه.
مجلس التعاون الخليجي: أدان الأمين العام للمجلس نايف بن فلاح الحجرف، الاعتداء الإرهابي الجبان، مشددًا على أن هذه الاعتداءات المتكررة والمتعمدة لا تستهدف أمن السعودية فحسب، وإنما أمن منطقة الخليج واستقرارها، داعيًا المجتمع الدولي لتحمُّل مسؤولياته والوقوف بحزم في وجه ميليشيات الحوثي في محاولاتها المستمرة لزعزعة الأمن والسلم في المنطقة.
منظمة التعاون الإسلامي: أكدت وقوفها وتضامنها مع السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات للتصدي للأعمال التخريبية والإرهابية ضد المنشآت الحيوية النفطية، الأمر الذي يستهدف أمن واستقرار إمدادات الطاقة للعالم.
مصر: أكدت رفضها التام واستنكارها الشديد لمثل هذه الأعمال التخريبية الإرهابية التي تُرتكب ضد منشآت حيوية بالمملكة، وبما يستهدف أمن الشقيقة السعودية وكذا استقرار إمدادات الطاقة، وأعادت التأكيد على تضامنها، حكومةً وشعبًا، مع حكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة، ووقوفها بجانب السعودية فيما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أراضيها وصَوْن أمنها واستقرارها في مواجهة هذه الهجمات الجبانة الشائنة، وفي سبيل التصدي لكل أشكال الإرهاب وداعميه.
السودان: جددت وزارة الخارجية السودانية في بيان، شجبها للاعتداءات التي تقوم بها الجماعة، ولاستمرارها في اتباع نهج العنف، وناشدت المجتمع الدولي لتصعيد جهوده الرامية لتسوية النزاع في اليمن، وتجنيب المدنيين في المملكة العربية السعودية وفي المنطقة السقوط ضحية له.
الأردن: أعرب عن رفضه الاعتداء الإرهابي الجبان، مشددًا على التضامن إلى جانب المملكة العربية السعودية في كل ما يهدد أمنها وأمن شعبها، وأن أمن البلدين واحد لا يتجزأ، وأكد أن استمرار ميليشيا الحوثي في استهداف المناطق المدنية، يمثل انتهاكًا صارخًا وخرقًا فاضحًا للقوانين الدولية.
العراق: أدان الهجوم الذي استهدف محطة أرامكو النفطية بالمملكة العربية السعودية، مشددًا على الوقوف ضد أي اعتداء ورفض التصعيد في المنطقة، داعيًا إلى حل الأزمات بالطرق السلمية ومن خلال المفاوضات بين جميع الأطراف المعنية لإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة.