كان التواضع من أبرز الصفات التي تَوَشَّحَ بها الأمير محمد بن سلمان منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها ولاية العهد، فالتواضع من مكارم الأخلاق، وملكة من ملكات النفوس العالية والمثالية.
يحمل وجدان الأمير محمد بن سلمان هذا التراث العريق لتلك السياسة المُشْرعة والمنفتحة بكلّ مودّة ورحمة لتشمل كل أطياف المجتمع السعودي
ويدرك الأمير الشاب، عن يقين، أن التواضع هو مفتاح القلوب الذي ورثه عن الآباء والأجداد من الملوك والأمراء، والذين أرسوا به ركائز سياسة الباب المفتوح، منذ تأسيس المملكة على يد الملك المؤسّس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
يحمل وجدان الأمير محمد بن سلمان هذا التراث العريق لتلك السياسة المُشْرعة والمنفتحة بكل مودّة ورحمة لتشمل كل أطياف المجتمع السعودي، والتي تعدّ إحدى دعائم الحكم بالمملكة، حيث تربّى وتعلّم في مدرسة والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي قال عندما كان أميراً لمنطقة الرياض خلال استقباله وفد جامعة هارفارد، إن “حكومة المملكة العربية السعودية تنتهج سياسة الباب المفتوح بين المسئول والمواطن، وهو أمر تكاد تتميّز به المملكة، بما يتيح التعرّف من قرب على آراء المواطنين وتطلعاتهم واحتياجاتهم”.
أطلَّ الأمير محمد بن سلمان بخُلق التواضع مبكراً على المملكة والعالم، خلال حفل مبايعته ولياً للعهد، في مساء يوم الأربعاء 26 رمضان 1438 هـ – 21 يونيو 2017، فقد لاحظ الجميع تواضعه الجمّ، حيث بدأ بالسلام على أعمامه أصحاب السموّ الملكي وأبناء عمومته الأكبر منه سناً، وقام بتقبيل أياديهم، ومضى يقبل رؤوس رجال وعلماء الدين بكل حفاوة ورضا، وهو الأمر نفسه الذي تكرّر مراتٍ عديدة، وفي مناسبات مختلفة، فتكرّر خروجه من القصر الحكومي واستقلاله سيارته الخاصة التي يقودها بنفسه، متجهاً لزيارة العلماء والشيوخ الطاعنين في السنّ، بما لها معانٍ ودلالات عميقة تعبّر عن طبيعة شخصيته الإنسانية العالية، وهو ما يؤكد أن سموّه يضع خُلق التواضع فوق كلّ الضوابط الرسمية وأعلى من كافة البروتوكولات والمراسم.
لم يكن تواضع سموّه إلا سلوكاً عفوياً خالصاً، انطلاقاً من قناعة تامة، واتساقاً مع مبادئه وقيمه القائمة على التسامح ونبذ العنف والتطرّف والتشدد والازدراء، فالمتواضع الحق لابد أن يكون متسامحاً، معتدلَ الفكر ووسطيَّ المنهج والسلوك، وهو ما يتضح تماماً من تبنّي سموّه لهذه المنظومة القيمية المرتبطة عضوياً وبنيوياً ببعضها البعض، حيث لا يفوّت سموّه فرصة أمام المحافل الوطنية أو الإقليمية أو الدولية، إلا ويؤكد أمامها أن المملكة دولة إسلامية كبرى، تنتهج الفكر المعتدل، وتتمسّك بمبدأ الوسطية، وتلفظ التشدّد والعنف، فضلاً عن أنها حاضنة لأفراد المذهبين السني والشيعي، الذين يعيشون على تراب هذه البلاد في تآخٍ وتراحم وودّ.
نَبَذَ الأمير محمد بن سلمان خُيلاءَ السلطة، وتخلّى عن كافة البروتوكولات الرسمية التي يتمسك بها قادة العالم، إذ يتعامل بتواضع عفوي مع جميع أبناء الشعب، كلّ حسب سنّه ومقامه، فهو ابنٌ يحترم ويبجّل الآباء، وأخ يتساوى مع الإخوة والقُرَناء، وأبٌ شفيق ورحيم على الصغار والأطفال، يحبّ الخير للناس بمختلف مشاربهم، يتواصل مع كل طبقات المجتمع، ويحدث كلاً بما يفهمه، يجالس الشباب والرجال وكبار السن والفقراء والأغنياء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة، دون النظر إلى ديانةٍ أو مذهبٍ أو جنسية أو عرق أو لون، فهو إنسان بكلّ ما ترسّخه هذه الكلمة من معانٍ تسمو وترقى.
وتواضع الأمير محمد بن سلمان مقرونٌ دائماً بالحنان والرحمة عند تعامله مع الأطفال، فنجده يلبي على الفور رغبة أحدهم بالحصول على سيارة مرسيدس، ويطبع قبلة حانية على جبين آخر، ويلتقط الصور مع الكثير من البنين والبنات، كلّ ذلك في مشاهدَ أبوية وعفوية، يبدو فيها الأمير منشرحاً بشوشاً مع أطفال الوطن ورجاله في المستقبل.
يتّسم تواضع الأمير محمد بن سلمان بالاندماج العفوي والبساطة عند تعامله مع شباب ورجال المملكة قرناء سموّه في العمر
ويَلبس تواضع الأمير محمد بن سلمان ثوبَ العطف والرحمة والتآزر في تعامله مع الجرحى والمرضى والضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة، فهو يحنو عليهم بقلب صادق، ويشدّ عزيمتهم ويدفعهم للصبر والتحمّل، ويتجلّى تواضع سموه، في أصدق صوره وأنبل معانيه، عند زيارته للمرضى والجرحى من أبناء القوات المسلحة الذين أصيبوا في حرب اليمن، فهو القائد بين جنوده، والأخ مع إخوانه، والصديق بين أصدقائه ومعارفه، نجد سموّه مشيداً بكل تواضع بالدور الذي يقدّمه مقاتلو الجيش السعودي، قائلاً: (أنا لي الشرف مع أحد أبطال الوطن، بطل عظيم، والدور الذي يقدّمه أكبر مليون مرة من الدور الذي أقدمه أنا).
ويتّسم تواضع الأمير محمد بن سلمان بالاندماج العفوي والبساطة عند تعامله مع شباب ورجال المملكة قرناءِ سُموّه في العُمر، فهاهي الصدفة تجمعه مع بعضهم خلال قيامه بجولة برّية، فيبادر للحديث معهم، ويتناول معهم الطعام دون أية تحفّظات أو تدابيرَ معينة، وفي مشهدٍ آخر، نجده يُبدي ردة فعل متواضعة عندما حاول أحدُ المواطنين تقبيلَ كتفه، فقام سموّه بكلِّ تواضع ومحبة بتقبيل كتف المواطن، في دلالة إنسانية راقية وعفوية، تعبّر عما يُكِنُّه القائد من تقدير واعتزاز بأبناء الوطن.
وفي بادرة أخرى، يظهر الأمير محمد بن سلمان في المطاعم العامة سواء داخل المملكة أو خارجها، حيث يلتفّ حولَه المواطنون الموجودون في المطعم، ويتبادلون الحديث مع سموه، ويلتقطون معه صور (سيلفي)، فيما يبدو سموّه سعيداً بتقارب شباب الوطن منه، وباندماجهم وتواصلهم معه.
يثبت لنا الأمير محمد بن سلمان أنه قائد الروح الإيجابية التي يشحن بها طاقات الأمة للنهضة والتقدّم، وأنه من الشعب وإلى الشعب
وعندما يتابع الأمير محمد بن سلمان مواقع العمل والإنتاج، تكتسي زيارته بتواضع يدفع إلى الإنجاز والجدّية في العمل، وجودة مردوده وتميزه، فنجده يتناول وجبة سريعة في زحمة برنامجه الحافل أثناء زيارته لأحد مواقع العمل، في تجسيدٍ لبساطة وتواضع سموه، ما يعكس مدى حرصه على العمل والإنجاز، بعيداً عن البروتوكولات الرسمية والتقارير المكتبية الصماء.
وهكذا يثبت لنا الأمير محمد بن سلمان، أنه قائد الروح الإيجابية التي يشحن بها طاقات الأمة للنهضة والتقدم، وأنه من الشعب وإلى الشعب، وأنه القائد صاحب التغيير الكبير والعميق في المملكة العربية السعودية، ذلك التغيير الذي يصل إلى آلية التفكير، ونمط التعاطي مع القضايا الفكرية، وتعزيز الانفتاح على الآخر، وتعميق الحوار والتعايش والتسامح بين كافة الشعوب، على مختلف أديانها ومعتقداتها ومذاهبها، مع التمسّك في الوقت نفسه بثوابت المجتمع السعودي المسلم والمحافظ، حيث جعل سموُّه من مجمل تلك القيم الإنسانية السامية، ركائزَ راسخةً لبناء وحماية السِّلم الاجتماعي في الوطن، وتحقيق التكافل والمودّة بين أبناء المجتمع الواحد، وزيادة التآلف والتآخي بينهم، وهو ما يخلق أمةً قوية قادرة على الصمود أمام كافة التحديات التي تواجهها سواءً داخل البلاد أو خارجها.