في تطور جديد تشهده منصة إكس (تويتر سابقًا)، أعلن مالك المنصة الملياردير إيلون ماسك الانتقال قريبًا إلى نظام توصيات “جروك- Grok”، المدعوم بالكامل بالذكاء الاصطناعي، والذي سيمثل نقلة نوعية في كيفية توزيع المحتوى على المنصة، فضلًا عن أن جروك خلافًا للخوارزميات التقليدية، سيتعلم من تفاعل المستخدمين الفوري لتقديم توصيات مخصصة.
ومن الواضح أن هذا التطور يهدف إلى حل المشكلات التي يواجهها صغار منشئي المحتوى، حيث يضمن ظهور منشوراتهم عالية الجودة، كما سيُقيم “جروك” المنشورات بشكل شامل، بدلًا من الالتزام الصارم بقواعد محددة مسبقًا، بحسب شبكة “tickernews” المتخصصة في التكنولوجيا.
كما سيتمتع المستخدمون بتحكم مُحسن في تغذية منشوراتهم من خلال أوامر اللغة الطبيعية، وبحسب ما أفاد ماسك يُمكن للمستخدمين طلب تعديلات شاملة، مثل “عرض المزيد من أخبار التكنولوجيا” أو “القليل من السياسة”، مما يُبسط عملية التخصيص.
وفي هذا الإطار، نشر موقع “social media today” المتخصص في مواقع التواصل الاجتماعي مقالًا تحليليًا حول تلك الخطوة نستعرضه على النحو التالي:
- إعلان إيلون ماسك
سيتم قريبًا تشغيل خوارزمية منصة إكس بالكامل بواسطة نظام “جروك- Grok” الذي طورته شركة إيلون ماسك “xAI”، مما يُحسّن جودة المنشورات المعروضة على المستخدمين، فخلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن إيلون ماسك أن نظام توصيات إكس يتطور بسرعة كبيرة، حيث نهدف إلى حذف جميع الاستدلالات خلال فترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع. وأشار إلى أن جروك سيقرأ كل منشور ويشاهد كل فيديو (أكثر من 100 مليون فيديو يوميًا) ليطابق المستخدمين مع المحتوى الذي يُرجح أن يثير اهتمامهم.
ولتوضيح نقطة الحجم، تجدر الإشارة إلى أن إكس أفادت في عام 2023 بأنها ترى 100 مليون منشور أصلي يوميًا، إلى جانب 100 مليون رد على المنشورات، و300 مليون منشور اقتباس وإعادة نشر.
وبناءً على ما نشره إيلون ماسك، يُفترض أن هذا الرقم لم يرتفع خلال العامين الماضيين، وهي ملاحظة مثيرة للاهتمام حول نمو إكس الأوسع. لكن بالعودة إلى الموضوع الرئيسي المتعلق بالخوارزمية، يشير ماسك إلى أن خوارزمية إكس المطورة من شأنها أن تُساعد في معالجة مشكلة المستخدمين الجدد والحسابات الصغيرة في إكس، التي تنشر أشياء رائعة، ولكن لا أحد يراها.
- تساؤلات حول التأثير على تفاعل مستخدمي المنصة
كما ستضيف أيضًا إمكانية تعديل الخلاصة الإخبارية مؤقتًا أو دائمًا بمجرد طلب ذلك من جروك.
لقد كان ماسك يتحدث عن هذه التغييرات المرتقبة منذ فترة، لذا لا يوجد أي جديد هنا. ولكن من الناحية النظرية على الأقل، قد تتحسن توصيات إكس بشكل كبير، استنادًا إلى فهم الذكاء الاصطناعي. ويبقي السؤال هل سينجح ذلك ويساعد في تعزيز تفاعل المستخدمين والوقت الذي يقضونه في التطبيق؟
أحد الاعتبارات المهمة في هذه الحالة هو أنه في منصة إكس، يمكنك تحديد خلاصة “المتابعات” كخلاصة افتراضية، وتجاوز خوارزمية خلاصة “من أجلك- for you” تمامًا. وهذا أمر جيد لاختيار المستخدم، حيث يمنحه تحكمًا أكبر في تجربته داخل التطبيق. ولكن بالنسبة لـمنصة إكس نفسها، فهذا يعني أن جميع جهودها لتحسين توصياتها تضيع على المستخدمين الذين لا ينتقلون أبدًا إلى الخلاصة الخوارزمية، فمنصة إكس تحاول حثّك على الانتقال إلى علامة تبويب “من أجلك- for you” من خلال فتحها بين الحين والآخر، حتى لو حددت “المتابعات” كإعداد افتراضي.
ومن الجدير بالذكر هنا أن فهم تأثير أي خوارزمية لإكس وتحديثات التوصيات، يتطلب توافر بيانات حول عدد المستخدمين الذين يتصفحون خلاصة “من أجلك”.
في المقابل، فإن أي تعديلات خوارزمية على تطبيقات مثل إنستغرام أو تيك توك تُحدث تأثيرًا واسعًا، لأنهما لا يسمحان لك بتحديد تبويب “المتابعة” كإعداد افتراضي. وعلى هذا النحو، قد يكون الأمر أقل تأثيرًا على إكس، ولكن كما يقول ماسك، من المفترض، نظريًا على الأقل، أن يُساعد صغار مُنشئ المحتوى على زيادة انتشارهم، وأن يُساعد على عرض المنشورات أمام جمهور أكثر صلة واهتمامًا، طالما أن هؤلاء الأشخاص يستخدمون خلاصة “من أجلك”.
باختصار، ليس هناك أي فكرة عن كيفية تأثير هذا التحديث على أداء إكس، لعدم توافر البيانات اللازمة لتحديد عدد مستخدمي إكس النشطين شهريًا -تقول المنصة إنهم 600 مليون-، الذين يستخدمون خلاصة “من أجلك”.
لكن التغيير المهم المُحتمل في هذا الصدد أن منصة إكس ستُجبر الناس في النهاية على استخدام خلاصة “من أجلك” كإعداد افتراضي، وهو ما قد يحدث إذا كانت المنصة واثقة حقًا من توصياتها المُدعمة بالذكاء الاصطناعي.
وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول إن التغييرات المرتقبة على خوارزمية منصة إكس تتماشى مع رؤية ماسك لدمج الذكاء الاصطناعي في مشاريعه، بما في ذلك شركة “تسلا” للسيارات الكهربائية وشركة “سبيس إكس” لتقنيات استكشاف الفضاء. فقد بدأ تطبيق جروك، وهو أحد منتجات ماسك من شركة “xAI” للذكاء الاصطناعي كمساعد محادثة، ولديه الآن 64 مليون مستخدم شهريًا.
وإلى جانب هذه الاستراتيجية المُرتكزة على الذكاء الاصطناعي، أقرّ ماسك بوجود أوجه قصور في نظام الدفع لمُنشئي المحتوى في إكس، معترفًا بأنه فشل في تعويض مُنشئي المحتوى بشكل كافٍ مُقارنةً بمنصات مثل يوتيوب، لذلك تعكس تلك التطورات الجهود المُستمرة لتحسين استدامة مُنشئي المحتوى مع تطور التكنولوجيا على المنصة.



