أصبح التسويق خلال السنوات الأخيرة جزءًا لا يتجزأ من الأنشطة التي يتم ممارستها عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ يكاد يكون من المستحيل التمرير عبر الشبكات الاجتماعية دون رؤية شكل من أشكال “التسويق المؤثر- Influencer Marketing”، من منشورات تقليدية وقصص انستغرام ومقاطع فيديو طويلة.
وفي هذا الإطار، أصدر موقع “Influencer Marketing Hub” المتخصّص في دراسات التسويق المتّصلة بحسابات المؤثرين تقريرًا حول قياس أداء “التسويق المؤثر” لهذا العام، يلقي نظرة متعمقة على صناعة التسويق المؤثر، ويلخص أفكار أكثر من 2000 وكالة تسويق وعلامة تجارية وغيرهم من المتخصصين ذوي الصلة، فيما يتعلق بالحالة الحالية للتسويق المؤثر، بجانب رصد بعض التوقعات حول تطور هذا المجال في المستقبل.
- استطلاع يشمل ألفي شخص من العاملين في التسويق ولدى العلامات التجارية
استند التقرير إلى استطلاع تم إجراؤه على عينة تزيد قليلا على 2000 شخص من مجموعة متنوعة من الخلفيات، جاء توزيعهم كالتالي 39% كممثلين لعلامات تجارية، و31% يعملون في وكالات التسويق (بما في ذلك تلك المتخصصة في التسويق المؤثر)، و3% يعملون في وكالات العلاقات العامة، و27% تحت بند وظائف أخرى الذي يشمل مجموعة واسعة من المهن والقطاعات.
وكانت أكثر القطاعات الممثلة شعبية هي الموضة والجمال (15% من المستطلعين)، يليها الصحة واللياقة البدنية في المرتبة الثانية بنسبة 13%. كما شكّل المشاركون في مجال السفر وأسلوب الحياة 12% ، يليهم المعنيون بقطاع الألعاب بنسبة 11%.
أما المسائل الخاصة بالأسرة والأبوة والأمومة والمنزل (6%) والرياضة (4%) وقطاعات أخرى تغطي ما نسبته 39% ونصيب تلك القطاعات ارتفع بنحو 10% عن استطلاع العام الماضي 2021 ، مما يشير إلى أن التسويق المؤثر لم يعد مناسبًا فقط لبعض المجالات الضيقة.
أما عن التوزيع الجغرافي للعينة، فجاء 57% من أفراد العينة من الولايات المتحدة، و13% من آسيا، و11% من أوروبا، و5% من إفريقيا ، و2% من أمريكا الجنوبية، ووصف 11% مواقعهم على أنها مواقع أخرى.
وجاء الجزء الأكبر من المشاركين في الاستطلاع من مؤسسات صغيرة نسبيًّا، حيث يمثل 44% شركات يقل عدد موظفيها عن عشرة موظفين. و26% كان لديها 10-50 موظفًا، و11% من الشركات لديها 50-100 موظف، و12% شركات يتراوح عدد موظفيها من 100 إلى 1000، و8% من شركات كبيرة تضم أكثر من 1000 موظف.
- توقعات بنمو صناعة التسويق عبر المؤثرين إلى 16.4 مليار دولار في 2022
أظهرت نتائج التقرير أنه من المتوقع نمو صناعة التسويق عبر المؤثرين إلى ما يقرب من 16.4 مليار دولار في العام الحالي 2022، أي بزيادة 19% عن العام الماضي 2021 الذي سجلت فيه تلك الصناعة نموًا بلغ 13.8 مليار دولار. وقد ربحت المنصات المتخصصة في التسويق عبر المؤثرين أكثر من 800 مليون دولار في عام 2021، وهو ما يعد مؤشرًا على النمو الكبير لهذه الصناعة.
كما نمت خدمات التسويق المؤثر والشركات العاملة فيها بنسبة 26% في عام 2021، لتصل إلى 18900 شركة أو خدمة في جميع أنحاء العالم. وكان النمو الأعلى في الولايات المتحدة، التي شهدت زيادة بنسبة 30% ومن أبرز تلك الشركات “Grin” التي حققت أرباحًا بـ126 مليون دولار، و”Mavrck” (120 مليون دولار)، و”CreatorIQ” (40 مليون دولار)، و”Tagger Media” (23.5 مليون دولار) و”LTK” (300 مليون دولار).
وأوضح التقرير أن استخدام أدوات حظر الإعلانات كان من بين العوامل التي أدت إلى نمو صناعة التسويق عبر المؤثرين، فيما تراجع تعرض المؤثرين للاحتيال على إنستجرام خلال السنوات القليلة الماضية، إذ تأثر 49% من حسابات المؤثرين بموقع إنستجرام على مستوى العالم بالاحتيال في عام 2021.
ويعتزم أكثر من 75% من مسوقي العلامات التجارية تخصيص ميزانية للتسويق عبر المؤثرين في عام 2022، كما أن 54% من الشركات التي تعمل مع المؤثرين تدير متاجر للتجارة الإلكترونية. وقد شهد عام 2021 زيادة ملحوظة في العلامات التجارية التي تدفع أموالًا للمؤثرين، ويوجد الآن انقسام متساوٍ بين أسلوب الدفع النقدي وتلقي منتجات مجانية. ويخطط 68% من جهات التسويق لزيادة إنفاقهم على التسويق عبر المؤثرين في عام 2022.
وتشير نتائج التقرير أيضًا إلى أن قيمة مبيعات التجارة الاجتماعية المتوقعة في عام 2022 تقدر بنحو 958 مليار دولار، ففي يوم واحد فقط في أكتوبر 2021، باع اثنان من كبار مقدمي خدمات البث المباشر في الصين، وهما “Li Jiaqi” و”Viya”، سلعًا بقيمة 3 مليارات دولار. وهذا ما يقرب من ثلاثة أضعاف متوسط مبيعات أمازون اليومية. هذا ويرجح التقرير أن تمثل التجارة الاجتماعية 17% من إجمالي إنفاق التجارة الإلكترونية بحلول عام 2025.
من جهة أخرى، أوضح التقرير أن إنستغرام هو الشبكة المفضلة لحملات التسويق المؤثر، فبعد انخفاض ملحوظ في استخدام إنستغرام بالتسويق إلى 68% في عام 2020، حسنت المنصة من شعبيتها على مدار عام 2021 واستخدمها 79% من المشاركين في حملات التسويق المؤثر.
وجاء تيك توك في المركز الثاني بنسبة 46%، يليه فيسبوك بنسبة 50% والذي يتمتع بشعبية خاصة مع الجماهير الأكبر سنًا، وفي المرتبة الرابعة يوتيوب بنسبة 44%.
وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول بأن التسويق عبر المؤثرين أصبح ركنًا أساسيًّا من أركان استراتيجيات التسويق لا سيما عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ تتصاعد معدلات الاعتماد على هؤلاء المؤثرين في خطط التسويق الخاصة بالشركات والعلامات التجارية، ما يكسبهم مزيدًا من العملاء ويرفع من مستوى المبيعات.