كان التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي في السابق وسيلة جديدة ومثيرة للشركات للترويج لمنتجاتها وخدماتها، ما دفع الشركات إلى إنشاء حسابات على تلك المنصات تستقطب المتابعين، من خلال نشر محتوى بانتظام.
وقبل أن تصبح هذه المنصات مشبعة بالعلامات التجارية، كان من السهل نسبيًا أن تبرز شركة ما بين الحشود، لكن اليوم مع وجود كل شركة تقريبًا على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح التسويق عبر هذه الوسائل أكثر تطورًا وتعقيدًا، حيث تظهر باستمرار أدوات وممارسات وتوجهات جديدة.
ومع تنافس العلامات التجارية على جذب انتباه المستهلكين الذي أصبح أكثر تشتتًا، تتغير سلوكيات وتفضيلات المستخدمين على منصات التواصل. وللنجاح في التسويق عبر هذه الوسائل اليوم، تحتاج الشركات إلى فهم واضح لأحدث الاتجاهات والتقنيات ومعرفة كيفية الاستفادة منها لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتحقيق المبيعات، وتحسين خدمة العملاء، وهو ما تناوله تقرير لموقع “business.com”، نستعرضه على النحو التالي:
- كيف تغيّر التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
اكتفت العلامات التجارية في بدايات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنشر محتوى عام عبر حسابات متعددة على منصات التواصل وانتظار النتائج، لكن الآن تغيّرت الأمور بشكل جذري، فلتحقيق النجاح في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يجب عليك اتباع نهج أكثر استراتيجية يجمع بين حملات مصممة خصيصًا لمنصات جمهورك المستهدف، ومحتوى إبداعي فريد لكل منصة.
- تفضيل المستخدمين لمقاطع الفيديو القصيرة عن المحتوى الطويل
وفقًا لتقرير صادر عن منصة “”Sprout Social، يرغب 42 % من المستهلكين في مشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو القصيرة (أقل من 15 ثانية) للعلامات التجارية على منصات التواصل الاجتماعي، بينما يرغب 39 % في مشاهدة مقاطع فيديو قصيرة تصل مدتها إلى 30 ثانية.
- تعزيز التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمبيعات داخل التطبيقات
تُسهّل العديد من منصات التواصل الاجتماعي الآن خيارات الشراء داخل التطبيقات، بحيث يُمكن للشركات بيع منتجاتها مباشرةً عبر فيسبوك وإنستغرام وتويتر وتيك توك وبنترست.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن””DataReportal، أفاد ما يقرب من 53% من مستخدمي الإنترنت بأن السبب الرئيسي لاستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي هو البحث عن منتجات للشراء أو استلهام أفكار للشراء.
- توافق التسويق عبر وسائل التواصل المؤثرة مع العلامة التجارية
في بدايات التسويق عبر المؤثرين كان تحقيق حجم كبير من الزيارات والمبيعات أمرًا سهلاً، إذ كان يكفي في السابق التعاون مع حساب مشهور على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجك أو خدمتك في منشور واحد.
أما الآن تنجح العلامات التجارية من خلال تحديد “المؤثرين الصغار” ذوي المتابعين المتفاعلين للغاية والذين يتوافقون تمامًا مع جمهورها المستهدف. فالأمر لا يتعلق بالشراكة مع المؤثر الذي لديه أكبر عدد من المتابعين؛ بل بالشراكة مع الشخص الأكثر احتمالية للوصول إلى عملائك.
ويتطلب استخدام هذه الاستراتيجية لتنمية أعمالك شراكات طويلة الأمد مع منشئي محتوى على منصات التواصل يُقدّرون علامتك التجارية.
- اختراق المحتوى الذي ينشئه المستخدمون لفوضى الإعلانات
يتعرض المستهلكون للعديد من الإعلانات يوميًا. وغالبًا ما تكون موجزات وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالإعلانات، وقد اعتاد العديد من المستخدمين عليها لدرجة أنهم يمرون عليها دون أن يلقوا نظرة خاطفة. ولذلك يُعد المحتوى الذي ينشئه المستخدمون أداة تسويق قيّمة على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم يمكنها تعزيز الوعي بالعلامة التجارية وسط فوضى الإعلانات.
- ترحيب وسائل التواصل الاجتماعي بالتجارب
تستخدم العلامات التجارية اليوم وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة تجريبية لاختبار الأفكار الإبداعية، حتى لو انحرفت قليلًا عن إرشادات العلامة التجارية. وفي عالم وسائل التواصل الاجتماعي الذي يشهد تنافسًا متزايدًا، حيث يتصفح المستخدمون صفحاتهم باستمرار بحثًا عن الترفيه، يمكن للمنشورات الجريئة أو غير التقليدية أن تساعد الشركات على التميز.
ونظرًا لسرعة انتشار محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، فإنها توفر بيئة منخفضة المخاطر نسبيًا للشركات لتجربة شيء جديد أو مرح أو حتى جريء مع جمهورها. ويمكن لهذه التجارب أن تجذب الانتباه، وتعزز التفاعل، وتجعل العلامة التجارية أكثر ارتباطًا وديناميكية.
- شمول التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي لخدمة العملاء
حسابات الشركات على منصات التواصل الاجتماعي ليست مجرد قنوات مبيعات ترويجية، بل هي أيضًا موارد لخدمة العملاء، فعندما يواجه العملاء مشاكل مع منتج أو خدمة، غالبًا ما يلجأون إلى المنصات للتواصل مع العلامات التجارية. كما يشاركون تجاربهم وشكواهم وإعجابهم بشكل خاص وعلني.
وتُعد منصات إنستغرام، وإكس، وفيسبوك، وتيك توك اليوم بمثابة منتديات لخدمة العملاء، حيث يمكنك الرد شخصيًا على أسئلة المستخدمين واحتياجاتهم.
- المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي على منصات التواصل
كان الذكاء الاصطناعي يُعتبر في السابق أداة تسويق تجريبية، ولكنه الآن سيبقى فسرعان ما أصبح لا غنى عنه على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها. ووفقًا لمسح “Hootsuite”، يستخدم المسوقون الذكاء الاصطناعي في منصات التواصل الاجتماعي بشكل أساسي لكتابة المنشورات وتحريرها. كما يمكن استخدامه أيضًا لإعادة استخدام المحتوى، وتطوير أفكار جديدة، وإنشاء الصور وتعديلها.
وتُعدّ الحاجة إلى إنشاء نصوص وصور لمنشورات متعددة عبر منصات متعددة في وقت واحد عاملًا مهمًا في الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في تسويق منصات التواصل الاجتماعي.
وتشير أبحاث “Hootsuite” إلى أن العدد المثالي للمنشورات يتراوح بين 48 و72 منشورًا أسبوعيًا، وهو عدد قد يصبح صعب الإدارة بالنسبة لفريق عمل صغير يقوم بكل شيء يدويًا.
- الاستماع عبر منصات التواصل لمعرفة نبض المتابعين والمجتمع ككل
كان المسوقون يجدون صعوبة في قياس مشاعر المستهلكين بكفاءة، ويتساءلون عن أفضل السبل للتواصل مع الجمهور وزيادة المبيعات. أما اليوم، فقد برز الاستماع عبر منصات التواصل الاجتماعي كطريقة فعّالة لمراقبة رضا العملاء، وتتبع التوجهات، وحماية سمعة العلامة التجارية. يمكن لأدوات الاستماع عبر منصات التواصل الاجتماعي، مثل Reputation”” و”Meltwater” وBrandwatch””، مساعدة المسوقين على مراقبة المناقشات عبر الإنترنت. وتتبع كلمات رئيسية محددة أو ذكر علامات تجارية، وحساب مشاركات الهاشتاقات، وفهم ما يقوله الناس عن شركتهم.
- تزداد أهمية البحث على وسائل التواصل الاجتماعي
يتزايد إحجام مستخدمي الإنترنت عن البحث العام عن المنتجات على جوجل، ويتجهون بدلًا من ذلك إلى البحث على وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى تقييمات المنتجات، وتعليقات المستخدمين ونصائحهم، وآراء المؤثرين.
وتُظهر الأبحاث أن المستهلكين الأصغر سنًا – الجيل Z وجيل الألفية – يميلون بشكل خاص إلى البحث عن معلومات المنتجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من محركات البحث.
- رقابة تنظيمية متزايدة تحكم التسويق عبر وسائل التواصل
بات هناك الآن رقابة تنظيمية متزايدة تحكم كيفية ترويج الشركات لمنتجاتها وخدماتها على منصات التواصل الاجتماعي، لذا يجب على العلامات التجارية أيضًا أن تكون على دراية بالجوانب القانونية المحيطة بإفصاحات المؤثرين والشراكات. باختصار، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تبدأ بالشفافية عند التسويق على وسائل التواصل الاجتماعي.
- ما مستقبل التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
على الرغم من أن التكنولوجيا تتطور بسرعة، فإن الاتجاهات الناشئة قد تعطينا فكرة عن مستقبل التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفيما يلي بعض الاتجاهات التي تستحق المتابعة:
- روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعي
نظرًا لأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت قناة شائعة لخدمة العملاء، فإن المزيد من العلامات التجارية تستخدم روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على منصاتها الاجتماعية للإجابة عن أسئلة العملاء الشائعة وتوجيه الاستفسارات الأكثر تعقيدًا إلى ممثلي خدمة العملاء. ويمكن لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تزويد العملاء بمعلومات أساسية عن المنتج، وتوجيههم إلى صفحات المنتج، والإجابة عن الأسئلة العامة، وهذه التقنية سهلة التنفيذ، وتقلل بشكل كبير من مكالمات ورسائل البريد الإلكتروني الواردة لخدمة العملاء.
- مناصرو العلامة التجارية من الموظفين
بدأت الشركات التي لا تملك الميزانية الكافية لتوظيف مؤثرين بارزين بالتوجه إلى موظفيها. فعندما يروج الموظفون لشركتهم على منصات التواصل الاجتماعي، يتمتعون بمصداقية هائلة. فمن الأقدر على فهم منتجات الشركة وخدماتها ومعرفة جودتها وفاعليتها أكثر من الأشخاص الذين يتعاملون معهم يوميًا؟ ويعزز ترويج فريقك لمنتجات وخدمات شركتك عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي من الشعور الإيجابي تجاه علامتك التجارية.
- المجموعات المغلقة
تتيح لك منصات فيسبوك ولينكدإن وإنستغرام إنشاء مجموعات مفتوحة وخاصة. وفي حين أن العديد من المجموعات تُركز على موضوع مُحدد وتسمح لأي شخص بالانضمام، يُمكنك التوجه نحو المجموعات المغلقة المُخصصة للمدعوين فقط.
تُعتبر المجموعات المغلقة اتجاهًا صاعدًا، وهنا فكّر فيها كمجتمع يُمثل مجموعة تركيز لعلامتك التجارية، فباستخدام هذه الاستراتيجية، يمكنك دعوة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يستوفون معايير مُحددة للانضمام إلى المجموعة وتقديم ملاحظاتهم الصادقة حول شركتك ومنتجاتها.
- فعاليات الفيديو المباشر
في حين أن مقاطع الفيديو الدائمة تُعد فعالة من حيث التكلفة، تُضفي مقاطع الفيديو المباشرة التشويق والتفاعل الفوري. وبالإضافة إلى إثارة الاهتمام بعروض المنتجات الجديدة، تُعزز هذه الفيديوهات مصداقية علامتك التجارية من خلال عرض فريقك مباشرةً وبدون تعديل.
يمكنك تنظيم فعاليات مباشرة على فيسبوك، ويوتيوب، ولينكدإن، وإكس، وإنستغرام، وتيك توك، حيث تُعزز فعاليات الفيديو المباشر تفاعلك على وسائل التواصل الاجتماعي وتُقدم رؤى قيّمة للعملاء.