هاشتاق

هاشتاق #تحيا_مصر.. تفاعل سعودي يحتفي بالرضوخ الأردوغاني

شهدت العلاقات المصرية التركية تراجعًا ملحوظًا بعد ثورة 30 يونيو 2013م، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين، حيث تبنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسة عدائية تجاه النظام الحاكم في مصر وعلى رأسه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبدأت أنقرة خلال الفترة الأخيرة التودد إلى القاهرة لاستعادة دفء العلاقات مرة أخرى، إلا أن موقف مصر كان ثابتًا وواضحًا بأنه لا عودة للعلاقات إلا بعد إيقاف السلوك العدائي التركي نحو الدول العربية، وامتناع أنقرة عن التدخل في شؤونها الداخلية.
وأمام الإصرار المصري المُعزز بموقف سعودي قوي وداعم منذ ثورة 30 يونيو، طالبت تركيا قنوات جماعة الإخوان التي تبث من إسطنبول بالتوقف عن استهداف مصر والخليج، ووقف برامجها السياسية، كما أصدرت قرارات بوقف إنشاء أي أحزاب سياسية للجماعة داخل تركيا.
ونقلت قناة العربية عن مصادرها الخاصة الجمعة 19 مارس الجاري قيام أنقرة بمجموعة من الخطوات المتعلقة بمستقبل جماعة الإخوان المُقيمين في تركيا، مثل مراجعة كافة ملفات العناصر الإخوانية التي دخلت الأراضي التركية منذ عام 2013م، والطلب من بعضهم مغادرة البلاد، ومنع استقبال من تورطوا في عمليات إرهابية.
وفي سياق تلك التطورات، تفاعل المغردون العرب على هاشتاق #تحيا_مصر، وكالعادة جاء في مقدمتهم المغردون السعوديون، الذين عبروا عن تضامنهم مع الشقيقة مصر، انطلاقًا من وحدة الهدف والمصير التي تجمع البلدين.
تحليل التفاعلات
قام مركز القرار برصد عينة عشوائية قوامها (100) تغريدة من تفاعلات المغردين السعوديين على هاشتاق #تحيا_مصر، وبإخضاعها لعملية التحليل بشقيه الكمي والكيفي، أظهرت النتائج ما يلي:
الاتجاه:
جاءت جميع تفاعلات عينة البحث مؤيدة ومتضامنة مع الدولة المصرية قيادةً وشعبًا، ومؤكدة على ضرورة الوقوف مع مصر ودعم مواقفها في مواجهة التحديات التي تتعرض لها، خاصة في هذه المرحلة الصعبة من تاريخها.
وقد تضمنت تفاعلات المستخدمين مشاركة عدد من مشاهير المجتمع السعودي مثل عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ، ومنذر آل الشيخ مبارك.
الإطار:
1- احتل إطار “الشخصية” المرتبة الأولى في تفاعلات المستخدمين السعوديين على الهاشتاق، حيث ركزت هذه الفئة على تناول التودد التركي من زاوية تأثير الشخصيات، وذلك على النحو التالي:
– الرئيس السيسي بنسبة 36%، حيث أكد المغردون السعوديون على قوة رئيس مصر وثبات موقفه في مواجهة السياسات التركية وأذرعها الإخوانية، كما أشاروا إلى حرصه على إعادة بناء الدولة المصرية التي تشهد إنجازات ومشروعات ضخمة في عهده.
– الرئيس التركي أردوغان بنسبة 28%، فقد سعى المغردون السعوديون إلى كشف حقيقته الانتهازية، التي أدت به في نهاية المطاف إلى التخلي عن عناصر الإخوان الموجودين في بلاده من أجل مصالحه مع الدول العربية، ضاربًا بعرض الحائط الشعارات البراقة التي لطالما كان يُرددها، ومحاولاته المستمرة لخداع الناس بإضفاء الطابع الأخلاقي والإنساني والديني على سياساته التحريضية ضد الدول العربية.
2- جاء إطار “الصراع” في المرتبة الثانية بنسبة 28%فقامت هذه الفئة من المغردين السعوديين على تناول الصراع على عدة أصعدة، منها:
– الصراع بين تركيا ومصر، من منظور التصدي المصري لسياسات أردوغان القائمة على التدخل في شؤون مصر الداخلية والتحريض ضدها.
– الصراع بين الإخوان ومصر.
– الصراع بين تركيا والدول العربية عبر التركيز على مواجهة الدول العربية لسياسات أنقرة التوسعية في المنطقة.
3- في المرتبة الثالثة جاء إطار “المصير المشترك” بنسبة 5%، حيث ركزت هذه الفئة على التأكيد على المصير المشترك الذي يجمع المملكة ومصر من جانب، والدول العربية بشكل عام من جانب آخر.
4- أما إطار “قوة الدولة”، احتل المرتبة الرابعة بنسبة 3%، وفيه تم التركيز على قوة مصر وقدرتها على الصمود أمام أعدائها وانتصارها في النهاية.
الأطروحات المركزية:
تضمنت تفاعلات المستخدمين السعوديين العديد من الأطروحات المركزية، يمكن إجمالها فيما يلي:
أ‌- قوة الدولة المصرية: عزز المغرد السعودي هذا الطرح بمجموعة من الحُجج والبراهين، منها:
– المشاريع القومية التي تقوم بإنجازها الدولة المصرية في عهد السيسي.
– التراجع الواضح في الموقف التركي المتمثل في سياساته العدائية تجاه مصر.
– ثبات الموقف المصري في تعامله مع الملف التركي.
– التغلب على الصعوبات الجيوسياسية التي افتعلها أردوغان.
– الموقف المصري الصلب تجاه التدخل التركي في ليبيا.

ب‌- التأكيد على حب ودعم المملكة قيادةً وشعبًا لمصر: حرص المغردون السعوديون على إظهار حبهم للشقيقة مصر وشعبها، مستخدمين عدة أساليب للتعبير عن هذه المشاعر مثل الجمع بين علمي البلدين، واستخدام إيموجي القلب، فضلًا عن التعبير اللفظي كـ “مصر والسعودية إيد واحدة”.

ت‌- انتهازية الدولة التركية في عهد أردوغان: تناول المغردون السعوديون التراجع في الموقف التركي كدليل آخر على مدى الانتهازية التي تتسم بها تركيا الأردوغانية، مبرزين أن الرئيس التركي المنتمي أيديولوجيًّا إلى جماعة الإخوان المسلمين، والذي استغل عناصر الجماعة كرأس حربة للإساءة والتحريض ضد الدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر والإمارات، هو نفسه الذي يُضحي بعناصر الجماعة الآن؛ أملًا في استعادة دفء العلاقات مع هذه الدول.

وتضمنت العديد من تغريدات هذه الفئة هاشتاق (#اردوغان_باع_الاخوان).

ث‌- الكذب والتدليس هو ديدن جماعة الإخوان المسلمين:
حرصت فئة من المغردين السعوديين على إبراز الكذب والتدليس وقلب الحقائق التي يتبعها عناصر جماعة الإخوان المسلمين في تعليقهم على التراجع في الموقف التركي العدائي من مصر ودول الخليج، حيث بررت رغبة الأتراك في التقارب مع القاهرة على أنه جاء بعد إلحاح مصري.
وأكد المغردون أن التضليل والخداع هو ديدن الإخوان المسلمين التي تعمل طوال الوقت على خداع وتضليل الناس بأكاذيب وادعاءات ومزاعم لا أساس لها من الصحة.

ختامًا.. جاء هاشتاق #تحيا_مصر ليُقدم مثالًا آخر على قوة العلاقات التي تجمع بين الشعبين الشقيقين السعودي والمصري، والتي تُعد امتدادًا للعلاقات الرسمية الراسخة والمتينة التي تجمع بين البلدين.

زر الذهاب إلى الأعلى