تقارير

التغريدات والهاشتاقات الأكثر تداولًا على تويتر في 2020

منذ أكثر من عقد، اعتاد موقع التدوينات القصيرة “تويتر” إصدار تقرير يلخص الاتجاهات واللحظات والميمات التي هيمنت على المنصة على مدار العام، ولكن 2020 يبقى عامًا مختلفًا غير تقليدي، إذ شهد خسارة مفجعة في الأرواح بفعل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” وكذلك تداعيات اقتصادية سلبية هائلة على مختلف القطاعات، ولكن في ظل تلك المحنة العالمية كانت مواقع التواصل الاجتماعي مُتَنَفَّسًا شبه أوحد لملايين الأشخاص حول العالم في ظل قرارات الإغلاق التي اتخذتها الحكومات ضمن تدابير مكافحة انتشار الفيروس.
ويبلغ إجمالي عدد مستخدمي تويتر 340 مليون شخص من بينهم 186 مليون مستخدم نشط يوميًّا، لجؤوا إلى تويتر من أجل تشارك رسائل التضامن والبحث عن الترفيه، ومن هذا المنطلق يكتسب تقرير اتجاهات تويتر في 2020 أهمية أكبر مقارنة بغيره من الأعوام، إذ يقدم رؤية شاملة توضح القضايا التي شغلت العالم وكيف تفاعل معها من خلال التغريدات عبر المنصة.
التغريدات الأكثر إعادة للتغريد والأكثر إعجابًا
تلخص التغريدات الأكثر إعادة للتغريد والأكثر إعجابًا على مدار العام النطاق الكامل للحياة في عام 2020، الخسارة، التأمل، التشتت، الترفيه، الدعابة.
فقد حصلت التغريدة المأساوية التي تم بثُّها على الحساب الرسمي للممثل الأمريكي تشادويك بوزمان، للإعلان عن وفاته، بأكثر عدد من إعادة التغريد “ريتويت-Retweet” بواقع 3,1 مليون إعادة تغريد.
وجاء في المركز الثاني تغريدات عن أغنية كورية جنوبية حققت 1,6 مليون إعادة تغريد. وفي المرتبة الثالثة تغريدة تعرض لقطة من برنامج بشبكة “سي.إن.إن” الإخبارية الأمريكية لعنوان على شريط الأخبار، جاء نَصُّه: “فيروسان مميتان يقتلان الأمريكيين كوفيد-19 والعنصرية”، حيث حصدت أكثر من 837,6 ألف إعادة تغريد.
أمَّا عن التغريدات الأكثر إعجابًا، فقد احتلت تغريدة إعلان وفاة الممثل الأمريكي تشادويك بوزمان أيضًا المركز الأول بواقع 7,5 مليون إعجاب، تلتها تغريدة للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ينعي فيها وفاة أسطورة كرة السلة الأمريكية كوبي برايت وابنته، حيث حصل على 4 ملايين إعجاب، ثم تغريدة ساخرة للفنان الأمريكي الكوميدي أندرو مايكل ميلوناكيس يهنئ فيها رواد الفضاء الذين غادروا الأرض، معتبرًا أنه اختيار جيد، ونالت التغريدة 3,7 مليون إعجاب.
وفي المركز الثالث جاءت تغريدة كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بعنوان “فعلناها يا جو”، التي تضمنت مقطع فيديو لها وهي تهاتف “بايدن” في أول اتصال بعد إعلان فوزهما في الانتخابات، فحصدت 3,4 مليون إعجاب.
أمَّا المرتبة الرابعة فقد احتلتها تغريدة ماكولي كولكن، بطل سلسلة أفلام “Home Alone” عن بلوغه سن الأربعين، قائلًا “مرحبًا يا شباب، هل تريدون أن تشعروا بالشيخوخة؟.. اليوم بلغت الـ40 من عمري.. عفوًا”، حيث حققت 3,3 مليون إعجاب.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن تقرير تويتر استبعد من ذلك التصنيف، التغريدات التي تقدم مكافأة مقابل المتابعين أو تحقيق تفاعل.
الهاشتاقات الأكثر استخدامًا في 2020
ووفقًا لتقرير تويتر، لن يكون مفاجئًا أن الهاشتاق الأكثر استخدامًا من جانب معظم الأشخاص هذا العام هو “#COVID19″، فهذا الهاشتاق وأشكاله الأخرى تم استخدامها ما يقرب من 400 مليون مرة، كما كان هاشتاق “StayHome#” ثالث أكبر هاشتاق لهذا العام.
ويشير التقرير إلى أن الظروف التي ترتبت على انتشار الوباء غيَّرت طرق تغريد المستخدمين بالنسبة للعديد من الموضوعات، حيث تم تسجيل أكثر من 7 آلاف تغريدة في الدقيقة حول التليفزيون والأفلام هذا العام.
فعلى سبيل المثال احتلت النسخة البرازيلية من برامج الواقع “الأخ الأكبر- Big Brother” المرتبة الأولى كأكثر برنامج أثار مناقشات عبر التغريدات.
ووفقًا لتقرير تويتر، ليس من المستغرب ارتفاع استخدام إيموجي الأريكة والمصباح الذي يرمز إلى غرفة المعيشة بنسبة 40%.
كما تضاعفت التغريدات حول الطهي ثلاث مرات تقريبًا هذا العام.
ملتقى لجمهور الرياضة في ظل التباعد الاجتماعي
من جهة أخرى، وعلى الرغم من أن العديد من الرياضات توقفت مؤقتًا وبدت مختلفة بعض الشيء عند عودتها، إلا أنه لا يزال هناك مليَارَا تغريدة حول الرياضة.
ففي ظل خلوِّ مقاعد الجماهير في الملاعب، لجأ الأشخاص إلى التجمعات الرياضية على تويتر لمشاركة لحظات مثيرة يعبرون فيها عن مشاعرهم، سواء الفرحة بالنصر أو خيبة الأمل.
ووفقًا لتقرير تويتر، فإن فريق لوس أنجلوس ليكرز الأمريكي لكرة السلة، نال أكثر عدد من التغريدات بين الفرق الرياضية، بينما سيطرت كرة القدم على النقاشات الرياضية على المنصة، حيث احتلت فرق كرة القدم ثمانية من المراكز العشرة الأولى من النقاشات حول الرياضة العالمية، وهم مانشستر يونايتد وبرشلونة وريال مدريد وليفربول وفلامنجو وأرسنال وتشيلسي وباريس سان جيرمان.

وفي ذات الإطار، استعرض حساب تويتر للشرق الأوسط وشمال إفريقيا عددًا من الإحصاءات المرتبطة بتفاعل مستخدمي تويتر مع نشاط كرة القدم في المملكة العربية السعودية، حيث أشار إلى أن الهاشتاق الخاص بنادي الهلال السعودي (#الهلال) تصدر للعام الرابع على التوالي هاشتاقات أندية كرة القدم الأكثر استخدامًا في المملكة خلال عام 2020، وفي المركز الثاني جاء هاشتاق نادي النصر (#النصر) ثم في المركز الثالث هاشتاق نادي الاتحاد (#الاتحاد) وأخيرًا هاشتاق نادي الشباب (#الشباب) في المركز الرابع.

وكانت أكثر هاشتاقات المباريات استخدامًا #النصر_التعاون، ثم #الهلال_النصر، وفي المركز الثالث #الهلال_الاتفاق، ثم #الاتحاد_الهلال، وأخيرًا # النصر _الفتح.
أمَّا نجوم كرة القدم الأكثر ذِكْرًا على تويتر في المملكة فجاء ترتيبهم كالتالي: عبد الرزاق حمد الله، لاعب نادى النصر، ثم بافيتيمبي غوميز، مهاجم نادي الهلال، يليه لاعب الهلال السابق سامي الجابر، ثم محمد الشلهوب.
الهاشتاقات والتغريدات السياسية
كان الهاشتاق الأكثر تداولًا هذا العام بعد COVID19#، هاشتاق “حياة السود مهمة BlackLivesMatter#” الذي حشد العالم نحو الحاجة إلى المساواة والعدالة الاجتماعية بعد وفاة المواطن الأمريكي المنحدر من أصل إفريقي جورج فلويد، مختنقًا تحت ركبة شرطي أبيض جَثَمَ على رقبته في ولاية مينيسوتا.
ولجأ الأشخاص إلى منصة تويتر من أجل الدعوة علنًا للتغيير السياسي والمطالبة بالمساءلة من قادة العالم هذا العام، وتم نشر أكثر من 700 مليون تغريدة في عام 2020 حول الانتخابات في جميع أنحاء العالم.
واحتل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب المركز الأول في قائمة أكثر الشخصيات العالمية التي يغرد حولها المستخدمون، وفي المركز الثاني الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، يليه جورج فلويد، وفي المرتبة الرابعة أسطورة كرة السلة الأمريكية الراحل كوبي برايت، وفي المركز الخامس الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
ومن بين الظواهر اللافتة أيضًا زيادة التغريدات التي تعبِّر عن الشكر والامتنان والدعم المجتمعي بنسبة 20% على مستوى العالم، حيث ارتفع معدل النمو في التغريدات المتعلقة بتقدير جهود الأطباء بنسبة 135% والمعلمين بنسبة 30%، وتم التغريد باستخدام عبارة العاملين في الخطوط الأمامية أكثر من 17 مليون مرة هذا العام.
كما استعرض التقرير الرموز التعبيرية الأكثر تغريدًا على Twitter حول العالم خلال عام 2020 وجاءت على النحو التالي:


وتأسيسًا على ما سبق، يمكن القول بأن “تويتر” وفَّر مساحة للتفاعل بين ملايين الأفراد وأسهم في تعزيز التواصل بينهم، ممَّا كان له بالغ الأثر في التغلب على التداعيات النفسية المترتبة على حالة العزلة التي فرضتها ظروف انتشار وباء كورونا.
ويعكس بروز المحتوى الترفيهي والنقاشات الرياضية على المنصة رغبة المستخدمين في تلك الظروف العصيبة في الانخراط في أنشطة تخفف من ثقل الضغط النفسي الناتج عن أزمة كورونا.
كما كان في الوقت ذاته قناة مهمة للتعبير عن تفضيلات واهتمامات الأفراد، وهو ما تعكسه الإحصاءات ذات الصلة بحجم التغريدات حول مختلف القضايا والموضوعات والشخصيات، والهاشتاقات التي احتلت الصدارة، وهي بيانات جديرة بالاهتمام من جانب المؤسسات والشخصيات العامة، حيث يمكن من خلالها قياس حجم الشعبية وطبيعة توجهات الجمهور نحوهم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، مما يمنحهم القدرة على تعزيز الإيجابيات والرد على الانتقادات.
وتشكِّل تلك البيانات أيضًا أهمية كبرى لدى منتجي المحتوى والمعلنين، فهي تساعد في التعرف على الشواغل التي يهتم بها مستخدمو المنصة، وبالتالي التفكير في إنتاج محتوى يلامس تلك القضايا بما يضمن تحقيق قدر أكبر من التفاعل.

زر الذهاب إلى الأعلى