في محاولة بائسة ومساعٍ شيطانية لتشويه صورة المملكة العربية السعودية تتزايد وتيرتها مع كل إنجاز تحققه المملكة، تم تدشين حملة إعلامية ممنهجة لمقاطعة القمة “الافتراضية” لمجموعة العشرين التي استضافتها الرياض على مدى يومي 21 و22 نوفمبر الجاري.
فعشيَّة انطلاق تلك القمة التاريخية، الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، امتلأت العديد من الصحف الغربية الصادرة في 20 نوفمبر الجاري بإعلانات متزامنة تدعو إلى مقاطعة قمة العشرين، حيث ظهر الإعلان الذي يحمل تلك الدعوة المسمومة في صحف “واشنطن بوست” و”لوس أنجلوس تايمز” الأمريكيتين، و”ذا جارديان” البريطانية، و”زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، و”ذا ستار” الكندية.
ومن خلال رصد مركز القرار للدراسات الإعلامية لتلك الحملة المشبوهة ضد المملكة، يمكن تسجيل الملاحظات التالية:
الجهة التي تقف وراء الحملة
تقف وراء تلك الحملة المسمومة، وفقًا لما هو موضح في الإعلان، كيان يحمل اسم “المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا” يديره قيادي إخواني يُدعى محمد جميل، وقد أعلنت المنظمة الأم في مصر “المنظمة العربية لحقوق الإنسان” مرارًا وتكرارًا في بيانات رسمية أن “الفرع اللندني” لم يعد له وجود منذ عام 2008، مؤكدة أن أفرادًا لا يمتُّون بصلة للمنظمة أو فرعها السابق في بريطانيا يستخدمون هذا الاسم منذ عام 2009 بهدف خدمة أغراض سياسية معينة دعمًا لجماعة الإخوان وقطر، ممَّا أضر برسالة حقوق الإنسان.
وتخوض المنظمة الأم معركة قانونية ضد هذا الكيان الوهمي، إذ تقدمت بمذكرة رسمية للسلطات البريطانية عبر السفارة البريطانية في القاهرة، بشأن الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، سواء عبر استخدام اسم فرعها السابق في بريطانيا بما يخالف القانون، أو من خلال استخدام شعار المنظمة وكذلك الاسم المختصر لها (AOHR).
والمتابع لبيانات وتعليقات ذلك الكيان يجد أنه يتبنَّى الخطاب الإخواني بكل ما يتضمنه من مزاعم وأكاذيب ضد دول الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب (السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، كما أن مدير هذا الكيان المدعو محمد جميل يطل بشكل مكثف عبر “قناة الجزيرة القطرية”، نافذة دعم الإرهاب في المنطقة.
وفي مؤشر واضح على الرابطة القوية التي تجمع الدوحة بهذا الكيان المشبوه، أقدم جميل على مهاجمة رئيس بيت العائلة المصري في لندن، مصطفى رجب في يونيو 2018 خلال مشاركة الأخير في مظاهرات منددة بزيارة أمير قطر، تميم بن حمد إلى لندن، آنذاك.
المحتوى المنشور
اعتمد المحتوى المنشور في تلك الحملة على التضليل وتعمّد الإساءة للسياسة السعودية ومؤسسات الدولة وتشويه جهودها، وعكست صياغة المحتوى نفس العبارات التي تتبناها الأبواق الإعلامية القطرية والمنصات الإعلامية التي ترعاها الدوحة ماليًّا، إذ تتشارك جميعها نفس الأهداف الخبيثة، وهي التدخل في الشؤون الداخلية، فضلًا عن دعم قُوى الإرهاب في المنطقة والترويج لمزاعمها، وذلك في محاولة لطمس الحقائق بأكاذيب وادعاءات مجحفة ومغلوطة.
التكلفة المادية الباهظة
ثمة تساؤل رئيسي يفرض نفسه هنا حول الإمكانية المادية الهائلة التي تتوفر لمنظمة حقوقية، تزعم أنها تتمتع بالاستقلالية، لكي تقوم بنشر إعلان على مساحة صفحة كاملة في كبريات الصحف الغربية ممَّا يتطلَّب أموالًا طائلة وميزانية ضخمة، الأمر الذي يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، وجود طرف خفي يتمتع بقدرة مالية يحرك تلك المسألة من وراء الستار.
السهام المسمومة ترتد إلى صدور الحاقدين
ورغم ما أنفقته قُوى الشر من أموال على تلك الحملات الإعلامية، فإن تلك السهام المسمومة التي أرادت النَّيل من المملكة ارتدت إلى الصدور الحاقدة التي أطلقتها، إذ فشلت فشلًا ذريعًا في بلوغ أهدافها الخبيثة، حيث نجحت القمة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنظيمية، فجاءت المشاركة الفاعلة من جانب قادة دول المجموعة في القمة، وكلماتهم التي حملت عرفانًا وتقديرًا لجهود المملكة في رئاسة المجموعة خلال عام استثنائي، شهد أزمة صحية غير مسبوقة.
وخرجت المجموعة، تحت رئاسة المملكة ببيان ختامي قوي يعكس قدرة المملكة على صنع التوافق وتهيئة الأجواء لتعاون دولي مثمر، حيث أكدت دول المجموعة التزامها بقيادة العالم نحو التعافي بعد جائحة كورونا، وأقرت مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدَّين حتى يونيو 2021، والتي سيستفيد منها أكثر من مليار إنسان في الدول المدينة.
وتعهد قادة مجموعة العشرين ببذل كل الجهود لضمان وصول لقاحات فيروس كورونا المستجد إلى الجميع بطريقة عادلة وبتكلفة ميسورة، فضلًا عن تلبية الاحتياجات التمويلية المتبقية بشأن هذه اللقاحات.
وقد توّج هذا البيان مسيرة ناجحة قادتها المملكة على مدى عام رئاستها للمجموعة، اعتمدت فيها على توظيف كل ما تملكه من إمكانات، وتوظيف ثقلها الإقليمي والدولي لخدمة الإنسانية جمعاء.