ملخص تنفيذي
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي مرآة تعكس اهتمامات الشعوب وأولوياتهم، وتُظهر طريقة تفكيرهم وما الذي يشغلهم في حياتهم اليومية.
وانطلاقًا من التغيرات السريعة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في مختلف جوانب الحياة، تنفيذًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 التي صاغها وأرسى دعائمها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – فقد سجّل المواطن السعودي حضورًا بارزًا على المنصات الاجتماعية، إذ حرص السعوديون على التعاطي والتفاعل مع تلك التغيرات الملموسة.
وبناءً على ذلك، سعى مركز القرار للدراسات الإعلامية للاقتراب أكثر من اهتمامات المستخدمين السعوديين على منصة “إكس” خلال النصف الأول من عام 2025، بهدف استكشاف القضايا والموضوعات التي اهتموا بها وكيفية تفاعلهم معها، وذلك من خلال تحليل عينة عشوائية بلغ قوامها 300 منشور خلال الفترة المذكورة.
وقد انتهت الدراسة إلى وجود عدد من السمات العامة لمنشورات المستخدمين السعوديين، أبرزها ما يلي:
- تصدر الخطاب الوطني بشكل لافت الذي ارتكز على:
- تأكيد الولاء للقيادة.
- الفخر بالانتماء للوطن.
- إبراز الإنجازات الوطنية.
- تسليط الضوء على الريادة السعودية دوليًا.
- مواجهة الخطابات المعادية للوطن.
- تعدد مجالات التناول لتُغطي مختلف أوجه التميز السعودي.
- الاعتزاز بالإرث الحضاري والثقافي والديني.
- الاعتماد على الأسلوب الجاد في تناول القضايا والموضوعات.
- غلبة طابع الإشادة، الذي يعكس الثقة والتقدير لجهود القيادة الرشيدة – حفظها الله -.
- الوعي بمنجزات المملكة الداخلية والخارجية.
- تفضيل المحتوى المرئي المعتمد على الصور ومقاطع الفيديو.
- تنوع أدوات التعبير عن الفخر الوطني، حيث شملت الأفكار النصية والوسائط الرقمية والرموز التعبيرية والهاشتاقات.
مقدمة
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي جزءًا أساسيًا من حياة الأفراد، ويُنظر إليها كبوابة تُساعد الجمهور على التواصل ومتابعة الأخبار، كما أنها باتت مرآة تعكس اهتمامات الشعوب وأولوياتهم وتُظهر طريقة تفكيرهم وما الذي يشغلهم في حياتهم اليومية.
وانطلاقًا من التغيرات السريعة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في مختلف جوانب الحياة، تنفيذًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 التي صاغها وأرسى دعائمها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -، فقد سجّل المواطن السعودي حضورًا بارزًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ حرص السعوديون على التعاطي والتفاعل مع تلك التغيرات الملموسة.
وبناءً على ذلك، سعى مركز القرار للدراسات الإعلامية للاقتراب أكثر من اهتمامات المستخدمين السعوديين على منصة “إكس” خلال النصف الأول من عام 2025، بهدف استكشاف القضايا والموضوعات التي اهتموا بها وكيفية تفاعلهم معها، وذلك من خلال تحليل عينة عشوائية بلغ قوامها 300 منشور خلال الفترة المذكورة.
نتائج الدراسة
- جنس المستخدمين
جاءت الغالبية العظمى من منشورات المستخدمين للذكور الذين مثّلوا 80% من إجمالي عينة الدراسة، في حين بلغت نسبة الإناث 20%.
- مجال التناول
أظهرت نتائج الدراسة أن هناك مجالات عدة اهتم بها الجمهور السعودي خلال النصف الأول من عام 2025، فتصدرها المجال “الوطني” بنسبة 45.2%، الأمر الذي يُثبت حرص الجمهور السعودي على إظهار حبه وانتمائه لوطنه وتأكيد ثقته في قيادته الحكيمة مُمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – وقد ظهر ذلك جليًا خلال الاحتفالات بالمناسبات الوطنية كيوم التأسيس الذي يستغله السعوديون للتعبير عن فخرهم المتزايد بوطنهم الغالي، واعتزازهم الشديد بالانتماء لبلدٍ خرجت منه رسالة الإسلام لشتى بقاع الأرض. كما أنها أصل العرب، وحصنهم المنيع، والأخ الأكبر لجيرانها التي لم تتخل يومًا عن نصرة من استجار بها.
كذلك برز الحس الوطني لدى السعوديين من خلال دفاعهم القوي عن المملكة وقيادتها ضد المحرضين الذين يقومون ببث الأخبار الكاذبة والشائعات في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما المملكة، حيث بادر العديد من المستخدمين لنفي تلك المزاعم والرد عليها بالحجة والمنطق والدعوة لإعمال العقل وعدم الانجراف وراء هذه الادعاءات والمعلومات المضللة. ومما تقدم، يمكن التأكيد على أن الوطنية لدى أبناء الشعب السعودي ليست مجرد شعار عابر، بل هي مكون أصيل ومتجذر في الوعي الجمعي والهوية الفردية لدى المواطن السعودي.
وحل المجال “السياسي” في المرتبة الثانية ضمن اهتمامات الجمهور السعودي على منصة إكس خلال النصف الأول من عام 2025 بنسبة 15.1%، وتأتي هذه النتيجة لتعكس وعيًا شعبيًا متزايدًا بأن المملكة طرف أساسي في عملية صنع القرار السياسي الإقليمي والدولي، وقوة فاعلة ومؤثرة تسعى بشكل جاد إلى إحلال الاستقرار بالمنطقة والعالم.
وقد تضمنت منشورات المستخدمين مجموعة من الاستشهادات، فعلى سبيل المثال وليس الحصر تجسد دور المملكة في موقفها المشرف خلال الأزمة السورية، حيث لم يقتصر الدعم السعودي على الجانب الإنساني، بل امتد إلى الدعم السياسي، بالإضافة لدورها البارز في رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وأكدت المنشورات أن تلك التحركات لا تدل فقط على النفوذ، بل أيضًا رغبة المملكة في إيجاد حلول مستدامة للأزمات الإقليمية بهدف ترسيخ الأمن والاستقرار.
وأكدت السعودية حضورها كقوة سياسية ودبلوماسية محورية يأتي إليها قادة وزعماء ومسؤولو دول العالم، ومن الاستشهادات على ذلك حرص الرئيس الأمريكي على أن تكون أول زيارة عمل خارجية له إلى السعودية، بالإضافة لاستضافة الرياض لمحادثات مهمة بين المسؤولين الروس والأمريكيين في مارس 2025، بهدف تطبيع العلاقات بين البلدين وإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
وبناء على ذلك، تؤكد منشورات المستخدمين على مكانة السعودية كطرف موثوق به، ووسيط دولي قادر على جمع القوى الكبرى على طاولة المفاوضات، الأمر الذي يبرهن بوضوح على قوة دبلوماسية المملكة العربية السعودية، وحنكتها، وثقة الأطراف الدولية في كفاءتها لإدارة حوارات معقدة بفاعلية، كما تُشير هذه النتيجة إلى أن المملكة تُعد صانعًا ومؤثرًا رئيسيًا في مسارات الأحداث السياسية، الأمر الذي يُعزز من مكانتها كمركز ثِقل سياسي واستراتيجي لا غنى عنه في تشكيل ملامح النظام العالمي.
وفي المرتبة الثالثة جاء اهتمام السعوديين بالمجال “الديني” بنسبة بلغت 11.2%، حيث تضمنت فترة الدراسة حلول شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى بالإضافة لموسم الحج، الأمر الذي انعكس على منشورات الجمهور التي غلب عليها الطابع الديني، مع منشورات أخرى تحتفي بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظهما الله – في تطوير الحرم المكي والتيسير على ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم في أجواء من الراحة والطمأنينة.
تجدر الإشارة إلى أن اهتمام السعوديين بالدين لم يقتصر على فئة المجال الديني فقط، بل تداخل في مجالات أخرى لا سيما المجال الوطني، حيث ينطلق فخر السعوديين بوطنهم في جانب كبير منه كونه مكان نزول الوحي، وحاضن الحرمين، وقبلة المسلمين. لذا فإن هذا الارتباط الوثيق بين السعوديين ووطنهم يجعل كثيراً من تعبيراتهم عن حب الوطن تتضمن بالضرورة جوانب دينية أصيلة.
وحل المجال “الاقتصادي” بالمرتبة الرابعة بنسبة 8.3%، حيث عكست تلك الفئة من المنشورات وعي السعوديين المتزايد بأهمية الإنجازات الاقتصادية الجارية وتأثيرها المباشر على حياتهم ومستقبل بلادهم، وذلك في ضوء رؤية المملكة 2030 التي تستهدف بناء اقتصاد مستدام ومتنوع. كما أظهرت المنشورات متابعتهم الدقيقة للمشاريع الاقتصادية البارزة، والاستثمارات المشتركة كتلك التي أعقبت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة في بعض القطاعات الحيوية كالطاقة، والتكنولوجيا، والدفاع، والبنية التحتية.
وجاء في المرتبة الخامسة المجال “التاريخي” بنسبة 7.1%، وقد تداخلت مضامين تلك الفئة من المنشورات مع غيرها من المجالات، خاصة “الوطني” و”الديني”، فعلى سبيل المثال عندما يتحدث السعوديون عن يوم التأسيس، أو عن الأمجاد التي قامت عليها الدولة، أو عن كون بلادهم مهد الإسلام، فإنهم يتناولون في جوهر نقاشاتهم محتوى تاريخيًا يعكس الاعتزاز بانتمائهم الوطني والفخر بأصالتهم وهويتهم الدينية.
أما المجال “الرياضي” فحلّ بالمرتبة السادسة ضمن اهتمامات المستخدمين السعوديين عينة الدراسة على منصة إكس بنسبة 3.8%، حيث أظهر المستخدمون الشغف بالرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص في ظل ما تشهده من تطور لافت محليًا وقاريًا ودوليًا، وما حققته من نجاحات كاستقطاب النجوم العالميين وتنظيم كأس العالم 2034، وهو يُعد ترجمة واقعية لمستهدفات رؤية المملكة الطموحة في المجال الرياضي، والسعي إلى أن تكون السعودية مركزًا رياضيًا عالميًا. ومن الاستشهادات على ذلك تناول منشورات المستخدمين خبر تجديد عقد البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب النصر السعودي، واستضافة المملكة للأحداث الرياضية الكبرى مثل رالي حائل وسباق فورمولا1، وكذلك مشاركة نادي الهلال في كأس العالم للأندية بأمريكا 2025 وتمكنه من الوصول لربع النهائي بعد تفوقه على بطل أوروبا مانشستر سيتي.
وتساوى كل من المجال “الثقافي” و”الأمني” و”العسكري” في المرتبة السابعة بنسبة 1.9% لكل منها؛ فبالنسبة للمجال “الثقافي” ورغم قلة منشوراته فإنها حملت دلالات مهمة حول وعي المجتمع السعودي بجذوره الثقافية العميقة واعتزازه بهويته الراسخة الذي ينطلق منها نحو النهضة الثقافية التي تخطو بوتيرة متسارعة ضمن رؤية المملكة 2030. وقد ظهر اهتمام السعوديين بالمجال الثقافي من خلال التفاعل مع موضوعات مثل التراث الأدبي والشعراء، الأمر الذي يدل على تقديرهم العميق للغة العربية التي تُعد جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية للمملكة، كذلك تفاعل الجمهور مع منشور تناول أسماء أجزاء السيف السعودي مما يُشير إلى الاهتمام بالتفاصيل التراثية التي تحمل طابعًا رمزيًا، كما مثّل إطلاق الخط السعودي نقطة تفاعل للجمهور.
أما بالنسبة للمجالين “الأمني” و”العسكري” فيمكن تفسير ظهورهما بنسب منخفضة في منشورات المستخدمين بحالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها المملكة في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد – أيدهما الله -، وقد أشاد المستخدمون بجهود رجال وزارة الداخلية في الحفاظ على الأمن في مختلف أرجاء المملكة، وسلّطوا الضوء على موسم الحج حيث تشهد ساحة الحرم تدافعًا وازدحامًا من قِبل الحجيج، مما يتطلب جهودًا مضاعفة من قِبل رجال الأمن. كما أبرز المستخدمون السياسات الرشيدة لولاة الأمر التي حافظت على استقرار المملكة رغم التحديات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية وتصاعد النزاعات والصراعات في عدد من الدول، مؤكدين على ما تتمتع به السعودية من قوة عسكرية تستطيع حماية البلاد ضد أي مصدر تهديد محتمل.
وحلّ المجال “السياحي” في المرتبة الثامنة ضمن اهتمامات الجمهور السعودي على منصة إكس بنسبة 1.6%، حيث حرص المستخدمون على إبراز التنوع السياحي في المملكة، مستعرضين المناطق الأثرية والتاريخية مثل “رجال ألمع” التي تتمتع ببيوتها التراثية، و”مدينة العلا” ذات الآثار العريقة والطبيعة المتميزة، وأظهروا كذلك الطبيعة الخلّابة كالجبال الخضراء في منطقة عسير جنوب المملكة التي تتيح للزائرين تجربة فريدة.
وتساوى كل من المجالين “الصحي” و”التكنولوجي” في المرتبة التاسعة بنسبة 1% لكل منهما، فبالنسبة للمجال “الصحي” فقد تضمنت منشورات المستخدمين محل الدراسة تقديرًا كبيرًا للجهود التي تبذلها المملكة لتوفير رعاية صحية شاملة ومتطورة للمواطنين والمقيمين. كما برز الاهتمام بالمجال الصحي أيضًا من خلال الإشادة بتطوع الفرق الطبية السعودية لدعم القطاع الصحي السوري وسد احتياجات المشافي في البلد الشقيق؛ كما تفاعل المستخدمون مع إنجازات الطواقم الطبية السعودية في إجراء عمليات فصل التوائم السيامية المعقدة.
أما المجال “التكنولوجي” فقد أظهرت تفاعلات المستخدمين تقديرهم للتحول الرقمي في المملكة وخاصة على صعيد الخدمات المقدمة للمواطنين، مشيرين إلى أن ذلك يأتي انطلاقًا من حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد – أيدهما الله – على التيسير على المواطنين. كذلك برزت الإشادة بشركة “NextEra” لخدمات تكنولوجيا المعلومات من الجيل الثاني في الرياض، والتي أطلقتها “أرامكو الرقمية” بالتعاون مع “LTIMindtree” العالمية للاستشارات التقنية والحلول الرقمية، وتهدف إلى تسريع التحول الرقمي في المملكة بما يتماشى مع رؤية 2030.
كما تفاعل الجمهور أيضًا مع إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن إطلاق شركة “هيوماين” (Humain)، كإحدى الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، بهدف تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في القطاع.
- أهداف النشر
أظهرت النتائج أن “الإشادة” جاءت في صدارة أهداف منشورات المستخدمين عينة الدراسة وذلك بنسبة 71%، ويعكس تصدر هذا الهدف أبعادًا دلالية ذات أهمية بالغة تنم على الولاء والثقة التامة في القيادة الرشيدة – حفظها الله – والفخر بالإنجازات الوطنية التي حققتها المملكة في مختلف المجالات، كما أن النسبة المرتفعة لهذا الهدف تُشير إلى تقدير المواطنين الكبير للجهود المبذولة من قِبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.
وقد ركّزت إشادات المستخدمين على عدة محاور، منها على سبيل المثال جهود القيادة الرشيدة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة الذي يُمثل ركيزة أساسية لرفاهية المواطنين والمقيمين، وتقدير الجهود الجبارة التي تبذلها القيادة في أعمال تطوير الحرم المكي وخدمة ضيوف الرحمن، وكذا الإشادة بحكمة وحنكة سمو ولي العهد التي عزّزت مكانة السعودية كطرف محوري فاعل على الصعيدين الإقليمي والدولي، والتعبير عن الفخر الوطني بتحول المملكة إلى وجهة جاذبة للمستثمرين من شتى بقاع الأرض في مجالات التكنولوجيا والصناعة وغيرها، والتي جاءت نتيجة تهيئة البيئة الاستثمارية السعودية.
وحلّ هدف “الدعم والتأييد” في المرتبة الثانية بنسبة 16%، حيث حرص المستخدمون السعوديون على إظهار دعمهم للقيادة الرشيدة – أيدها الله -، وتأييدهم لسياساتها وتوجهاتها، وقد غلب على هذا الهدف سمة الطابع الديني من خلال الدعاء لولاة الأمر بالحفظ والسداد، والدعاء للوطن بدوام الأمن والاستقرار والرخاء في ظل القيادة الرشيدة التي تستهدف دومًا التطوير والتحديث وتحقيق الرفاهية والازدهار للمواطنين.
وفي المرتبة الثالثة جاء هدف “تفنيد الادعاءات” بنسبة 10%، إذ اهتمت بعض منشورات السعوديين بالرد على المحرضين وتفكيك وتفنيد خطابهم المضلل الذي يستهدف تشويه صورة المملكة وزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتن عبر الترويج للمزاعم والادعاءات والأكاذيب والشائعات. وتُظهر هذه النتيجة يقظة المواطنين ووعيهم وإدراكهم لما يُحاك ضد بلدهم، وحرصهم على أن يكونوا شريكًا فاعلًا في حماية الوطن، حتى وإن كان ذلك ضمن نطاق الفضاء الإلكتروني.
وفي المرتبة الرابعة والأخيرة حلّ هدف “التحذير” بنسبة 3%، وقد أكدت تلك الفئة من المنشورات أن الوطن والقيادة الرشيدة خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأنها لم ولن تتسامح مع محاولات استهداف المملكة؛ وقد استخدمت المنشورات لغة تحذيرية قوية.
وإجمالًا، تعكس تلك الأهداف أن المجتمع السعودي متماسك وواعٍ ومستعد للدفاع عن وطنه ضد أي محاولات خبيثة تسعى إلى النيل من أمنه واستقراره، كما أنه مدرك ومقدر للإنجازات الوطنية التي يتم تحقيقها في البلاد، والتي تُمثل عامل دعم إضافي يُعزز ويُرسخ من قيم ولائه للقيادة وانتمائه للوطن.
- أسلوب التناول
كشفت نتائج التحليل أن الغالبية العظمى من منشورات المستخدمين عينة الدراسة اتبعت الأسلوب “الجاد” بنسبة 96%، وتُعد هذه النتيجة منطقية بالنظر إلى المجالات التي حازت على اهتمام السعوديين والتي تناولت قضايا وموضوعات مركزية لدى السعوديين مثل الولاء للقيادة والانتماء للمملكة وإبراز الإنجازات الوطنية والاعتزاز بالهوية الدينية والحضارية والثقافية. الأمر الذي يعني أن التعامل مع مثل هذه الموضوعات لا يكون بصورة سطحية، بل تتطلب نقاشًا جادًا يعكس مدى أهميتها.
أما الأسلوب “الساخر” فجاء بالمرتبة الثانية بنسبة 4%، وتدل هذه النسبة على أن هذا الأسلوب له مكانة محدودة في الخطاب العام السعودي، وغالبًا ما يتم استخدامه في سياق مواجهة المحرضين الذين يسعون إلى محاولة النيل من استقرار المملكة ونشر الفتن، أو التقليل من دورها.
- الاستمالات الإقناعية
أظهرت النتائج تنوع الاستمالات الإقناعية التي اعتمد عليها المستخدمون السعوديون في منشوراتهم محل التحليل، فجاء بالمرتبة الأولى الاستمالات “العاطفية” بنسبة 44.7%، تلاها الاستمالات “المختلطة” (العاطفية والعقلانية معًا) في المرتبة الثانية بنسبة 28.3%، ثم الاستمالات “العقلانية” بنسبة 27%.
ويرجع سبب تصدر الاستمالات العاطفية إلى طبيعة المجالات والقضايا والموضوعات التي حظيت باهتمام السعوديين خلال فترة الدراسة، إذ غلب عليها الطابع الوطني والديني، كما حرصوا على تأكيد مشاعر الفخر والانتماء الوطني والولاء للقيادة.
أما الاستمالات “المختلطة” فقد مزجت بين المشاعر الوجدانية والتدليل المنطقي، وتُعد هذه النوعية من المنشورات أكثر تأثيرًا، إذ لا تكتفي بالتعبير عن المشاعر الوجدانية فحسب، بل وتُعززها بالمعلومات والحقائق والإنجازات وغيرها من مسارات برهنة عقلية؛ فعلى سبيل المثال، عند مناقشة موضوعات مثل رؤية 2030 يتم توظيف الإحصاءات والأرقام (استمالات عقلانية) لتفسير مشاعر الفخر والأمل (استمالات عاطفية).
وفيما يتعلق “بالاستمالات” العقلية” فقد اعتمدت بعض المنشورات على لغة الأرقام والإحصاءات خاصة في المجال الاقتصادي، واستخدمت الأحداث الواقعية والاستدلال المنطقي في الرد على ادعاءات ومزاعم المتربصين بالمملكة. ويُبرز هذا النمط من الاستمالات وعيًا بأهمية الحقائق والأدلة في بناء الخطاب الرقمي، حيث تُعد هذه الاستمالات ركيزة أساسية في تشكيل خطاب يتميز بالرصانة ويكتسب الثقة والمصداقية.
- الوسائط الإلكترونية
كشفت النتائج حرص المستخدمين السعوديين على استخدام الوسائط الإلكترونية في منشوراتهم، إذ تضمنت الغالبية العظمى من عينة الدراسة وسيطا بنسبة 96.7%، مقابل 3.3% فقط جاءت نصية.
ومثّلت الصور الوسيط الأكثر استخدامًا في المنشورات بنسبة 49%، تلاها “الفيديو” بنسبة 46.7%، ثم “الإنفوجرافيك” بنسبة 1%.
تشير النسب المرتفعة لاستخدام الصور والفيديو إلى اعتماد السعوديين على نمط اتصالي في منصة إكس قائم على المحتوى المرئي بشكل كبير، وقد تم توظيفه كعنصر مكمل لمضمون المنشور، وأداة برهنة وإثبات لأطروحاتهم المقدمة.
ويتميز المحتوى المرئي بقدرته على توضيح المعنى بسهولة وسرعة أكبر مقارنة بالنصوص، الأمر الذي يجعله مثاليًا للمنصات الاجتماعية التي تعتمد على التمرير السريع؛ كما أنه قادر على نقل المشاعر والرسائل العاطفية بفاعلية أكبر.
في المقابل، تُشير النسبة المنخفضة للمنشورات النصية إلى عدم تفضيل المستخدمين السعوديين لهذا النوع من المحتوى.
- الرموز التعبيرية
كشفت بيانات الرموز التعبيرية التي استخدمها السعوديون على منصة إكس خلال النصف الأول من عام 2025 هيمنة الرموز الدالة على الحس الوطني، حيث احتل “علم السعودية” الصدارة بعدد تكرارات بلغ (214) ظهورا، وهو ما يُعد دليلًا قاطعًا على أن الهوية الوطنية هي المحور الأبرز في تعبيرات الجمهور السعودي، حيث تعكس النسبة المرتفعة الفخر الشديد بالوطن والانتماء إليه، وتؤكد على أن علم السعودية ليس مجرد رمز رسمي، بل هو تعبير عن الوحدة والولاء والاستقرار.
وفي السياق ذاته، جاء “القلب” وخاصة الأخضر كثاني أكثر الرموز التعبيرية استخدامًا من قِبل المستخدمين، فاللون الأخضر هو لون العلم السعودي، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية الوطنية والدينية، وتم استخدامه للتعبير عن مشاعر الحب والتقدير للمملكة وولاة الأمر – حفظهم الله -.
كما برز استخدام “السيفين” للدلالة على القوة والعدل، و”النخلة” كرمز تاريخي واقتصادي وثقافي يحمل في طياته معاني النماء والرخاء والعطاء والأصالة والارتباط الوثيق بالأرض والتراث. كلاهما يُشكل هوية وشعار المملكة.
وتم أيضًا استخدام رموز ذات طابع ديني، منها رمز “الدعاء” و”الكعبة”، مما يعكس الجانب الديني الذي يُعد إطارًا مرجعيًا أساسيًا للسعوديين، ويُجسد مكانة المملكة كقبلة للمسلمين.
إضافة إلى ذلك، برز أيضًا استخدام الرموز التي تُعبر عن القوة والسيادة، مثل “علامة النصر” و”القوة” و”التحية العسكرية”، وكذلك رموز تُعبر عن الاعتزاز بالتراث مثل “الصقر” و”الجمل”.
بصفة عامة، تؤكد نتائج تحليل الرموز التعبيرية أن الولاء للوطن والقيادة، والاعتزاز بالهوية السعودية ببعديها الوطني والديني هما المحركان الأساسيان لتفاعلات السعوديين مع الأحداث والموضوعات على منصة إكس خلال النصف الأول من عام 2025.
- استخدام الهاشتاقات
أوضحت نتائج التحليل أن السعوديين يستخدمون الهاشتاقات بكثافة في منشوراتهم، كونها تُعد من أهم عناصر الانتشار الرقمي، وتهدف إلى وصول المحتوى إلى نطاق أكثر اتساعًا وتنوعًا من الجمهور.
وقد عزّزت الهاشتاقات ما تقدم من نتائج للدراسة، حيث أكدت على المحاور الرئيسية التي ركّزت عليها منشورات المستخدمين والمتمثلة في الهوية الوطنية الراسخة، والولاء المطلق للقيادة الرشيدة.
وتم الاستدلال على ذلك من خلال سيطرة الهاشتاقات الوطنية على صدارة الترتيب، مثل #السعودية، #المملكة_العربية_السعودية، #السعودية_العظمى، الأمر الذي يؤكد أن الوطن هو المحور الأساسي الذي تتجمع حوله كل الاهتمامات.
كما برز أيضًا استخدام الهاشتاقات التي تؤكد على الولاء المطلق لولاة الأمر – حفظهما الله -، ومنها على سبيل المثال #ولي_العهد_الأمير_محمد_بن_سلمان #خادم_الحرمين_الشريفين، #ولي_العهد #الملك_سلمان_بن_عبد العزيز.
وتُقدم تلك الهاشتاقات رسالة مباشرة وواضحة مفادها أن السعوديين يثقون ويُؤيدون القيادة ويدعمون سياساتها وتوجهاتها بشكل مُطلق.
إضافة إلى ذلك، حظيت الهاشتاقات الدالة على التاريخ والإرث السعودي على جانب من اهتمامات المستخدمين، حيث برز استخدام هاشتاق #يوم_التأسيس، #يوم_بدينا، مما يؤكد على اعتزاز السعوديين بالعمق التاريخي للمملكة العربية السعودية وتمسكهم بجذورهم وهويتهم الراسخة منذ قرون، وأن ذلك يُعد حجر الأساس لحاضر المملكة وتطلعاتها المستقبلية.
النتائج العامة
انتهت نتائج تحليل عينة من منشورات المستخدمين السعوديين على منصة إكس خلال النصف الأول من عام 2025م إلى وجود عدد من السمات العامة لمنشوراتهم، أبرزها ما يلي:
- تصدر الخطاب الوطني بشكل لافت الذي ارتكز على:
- تأكيد الولاء للقيادة.
- الفخر بالانتماء للوطن.
- إبراز الإنجازات الوطنية.
- تسليط الضوء على الريادة السعودية دوليًا.
- مواجهة الخطابات المعادية للوطن.
- تعدد مجالات التناول لتُغطي مختلف أوجه التميز السعودي.
- الاعتزاز بالإرث الحضاري والثقافي والديني.
- الاعتماد على الأسلوب الجاد في تناول القضايا والموضوعات.
- غلبة طابع الإشادة، الذي يعكس الثقة والتقدير لجهود القيادة الرشيدة – حفظها الله -.
- الوعي بمنجزات المملكة الداخلية والخارجية.
- تفضيل المحتوى المرئي المعتمد على الصور ومقاطع الفيديو.
- تنوع أدوات التعبير عن الفخر الوطني، حيث شملت الأفكار النصية والوسائط الرقمية والرموز التعبيرية والهاشتاقات.
ختامًا.. أوضحت نتائج تحليل منشورات المستخدمين السعوديين على منصة إكس خلال النصف الأول من عام 2025، أن خطابهم العام يرتكز بشكل أساسي على مشاعر الفخر الوطني التي تم ترجمتها في كثير من المظاهر، منها التأكيد على الولاء للقيادة الرشيدة – أيدها الله -، والاعتزاز بالانتماء للوطن، والتباهي بالإنجازات الوطنية على الصعيد الداخلي، والدور الريادي للمملكة في صناعة القرار الدولي، فضلًا عن الحرص على كشف ومواجهة الخطابات المعادية للمملكة، وتأكيد أن الوطن والقيادة خط أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه.
وقد اعتمد المستخدمون السعوديون على الأسلوب الجاد في خطابهم العام، كما أظهروا اهتمامًا خاصًا وتفضيلًا للمحتوى المرئي المُعزز بالوسائط الرقمية.
وإجمالًا، تُقدم الدراسة برهانًا جديدًا على أن أحد أهم عناصر قوة المملكة العربية السعودية يكمن في وعي أبنائها، الذين يمثلون رافدًا أساسيًا في عملية التنمية والازدهار، ويُشكلون حصنًا منيعًا ضد أعداء الوطن نتيجة حالة التلاحم الفريدة والثقة التامة بين القيادة والشعب.