دراسات

تقييم الجمهور السعودي لدور المدونات المرئية في الترويج للسياحة غير الدينية بالمملكة

 

يعد التدوين المرئي من أبرز أشكال المدونات التي تلقى إقبالًا كبيرًا من الجمهور في العصر الحالي، وأصبح له مشاهير قد تفوق شهرتهم مقدمي البرامج بالقنوات التلفزيونية، وأوجدت هذه المدونات ما يعرف بإعلام المواطن الذي يصنعه أو يشترك في صنعه مواطن ليس شرطًا أن يكون إعلاميًا ولكنه قادر على توظيف الوسائل الإعلامية الجديدة لينقل فعاليات وأحداث مختلفة ويتبادلها في كل المجالات مع مواطنين آخرين عبر شبكة الإنترنت.

ومن أبرز مجالات المدونات المرئية، مدونات السفر التي تكتسب شعبية كبيرة نظرًا لإقبال المتابعين عليها لامتلاكها مقومات النجاح من الإثارة وعرضها لمناظر طبيعية جميلة وتجارب حياتية ينقلها المؤثرون لمتابعيهم، فضلا عن دورها في عرض ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب المختلفة.

وفي هذا الإطار، نشرت المجلة الجزائرية لبحوث الإعلام والرأي العام في عددها الصادر في يوليو 2023، دراسة بعنوان “تقييم الجمهور السعودي لدور المدونات المرئية في الترويج للسياحة غير الدينية بالمملكة العربية السعودية- دراسة تطبيقية” من إعداد الدكتورة حسناء منصور أستاذ مساعد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبد العزيز، نستعرضها على النحو التالي:

عينة الدراسة
تكونت عينة الدراسة من 317 مفردة، توزعت بواقع 197 أنثي و120 ذكرا. وتصدر عينة الدراسة الفئة العمرية من 18-22 سنة بنسبة 77% يليها الفئة من 23-30 سنة بنسبة 13.2%، ثم الفئة من 36-45 سنة بنسبة 7.6%، وفي المرتبة الرابعة الفئة من 46-55 سنة بنسبة 1.6% وأخيرًا الفئة أكبر من 55 سنة بنسبة 0.6%.

وشكل الحاصلون على مؤهل جامعي 53.6% من العينة، ثم الدبلوم 25.2%، يليهم الحاصلون على ثانوي أو أقل 15.1% وأخيرًا الحاصلون على دراسات عليا 6%.
ومن حيث الحالة الاجتماعية، توزعت العينة كالتالي: أعزب 78.9%، متزوج 18.9%، مطلق 1.6%، وأرمل 0.6%.

نتائج الدراسة

توصلت نتائج الدراسة إلى أن 32.8% من العينة تهتم بفيديوهات السفر بدرجة كبيرة (مهتم) و54.4% تهتم بدرجة متوسطة، ولذلك فقد بلغ الوزن النسبي للاهتمام 73.5%، كما اتضح عدم وجود فرق دال بين الذكور والإناث في الاهتمام بفيديوهات السفر.

وأظهرت النتائج أن تيك توك أهم مواقع التواصل لمتابعة فيديوهات السفر بوزن نسبي 80.54%، يليه سناب شات بوزن نسبي 78.54% ثم يوتيوب 75.92%، يليه إنستغرام 70.54% ثم إكس 68.66% وجاء فيسبوك في المركز الأخير بوزن نسبي 45.32%.

أما عن تقييم مدى ملاءمة مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة فيديوهات السفر والترويج السياحي، جاء يوتيوب في المركز الأول بوزن نسبي 87.38%، يليه تيك توك (86.64%)، ثم سناب شات (84.96%)، وفي المركز الرابع إنستغرام (79.70%)، ثم إكس (75.71%) واحتل الفيسبوك المركز الأخير بوزن نسبي 49.42%.

وتبين أن “أعجبني/ ولم يعجبني” أكثر أشكال تفاعل العينة مع فيديوهات السفر والسياحة بوزن نسبي 69.6% ثم الاحتفاظ بالفيديو (67.2%)، ثم النشر (60.46%) وجاءت كتابة تعليق في المركز الأخير بوزن نسبي 57.2%.

وأظهرت نتائج الدراسة أن 45.42% من العينة يتابعون فيديوهات السفر من خلال اشتراكهم في مدونات السفر، في حين أن 54.57% منهم يتابعونها بالصدفة من خلال مواقع التواصل المختلفة.
وكان المدونون السعوديون الأكثر متابعة من الجمهور السعودي بوزن نسبي 66% يليهم المدونون العرب (57.7%)، وأخيرًا المدونون الأجانب (55%)، واتضح عدم وجود فرق بين الذكور والإناث في المتابعة.

كما تبين أن المناظر الطبيعية تأتي في مقدمة العناصر التي تثير اهتمام العينة في فيديوهات السفر بوزن نسبي 90.85%، ثم الأماكن ذات الطابع الثقافي بوزن نسبي 85.49%، وجاءت أكلات الشعوب وأماكن الترفيه في المركز الثالث بوزن نسبي متقارب 84.96%، 84.54% على الترتيب، ثم الآثار (77.91%) يليها العادات والتقاليد (77.60%) وأخيرًا شخصية مقدم البرامج (74.02%).

وأوضحت نتائج الدراسة أن 70% من العينة ترى أن فيديوهات السفر لها فائدة كبيرة في الترويج للسياحة في المملكة العربية السعودية، كما يعتقد 25.5% بوجود فائدة محتملة من هذه الفيديوهات في حين رأت 4.4% من العينة أنها غير مفيدة، وكانت الإناث أكثر تقييما لفائدتها من الذكور، كما تأكد عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين الذكور والإناث في تقييم فائدة مقاطع وفيديوهات السفر.

وفيما يتعلق بأوجه الاستفادة من مشاهدة فيديوهات السفر، أكدت عينة الدراسة أن “أخذ فكرة عن الأماكن التي يمكن زيارتها” تأتي في المقدمة بوزن نسبي 93.37%، يليها “الانفتاح على ثقافات الشعوب” (90.32%)، ثم ترتيب ميزانية السفر (87.90%) كما اتضح أن ترشيحات الفنادق والمطاعم وإن كانت تأتي في المراكز الأخيرة إلا أنها تحظى بوزن نسبي 84.75%.

فيما يتعلق بتأثير مشاهدة فيديوهات السفر على عينة الدراسة، أفاد 57.1% منهم بأن مشاهدة هذه الفيديوهات حفزتهم لزيارة الأماكن التي يعرضها الفيديو، ولكنهم نسوا الموضوع بعد ذلك، في حين أكد 35.6% أنها حفزتهم وزاروا هذه الأماكن بالفعل، بينما لم تتعد نسبة الذين يشاهدونها للتسلية فقط 7.3%.

كما أفادت الدراسة بأن “السودة” تعد أكثر المزارات التي زارتها عينة الدرسة بوزن نسبي 79.6%، تليها الدرعية بوزن نسبي 76.43%، أما الربدة الإسلامية (بالمدينة المنورة) فقد احتلت المركز الأخير بوزن نسبي 57%.
وقد رأى 95.4% من العينة أن المملكة العربية السعودية مؤهلة لأن تكون مقصدًا سياحيًا لغير السياحة الدينية، وقد بلغ الوزن لنسبي لمتوسط الموافقة على الفكرة 88.32%.

كما قيم 36% من العينة فيديوهات مدوني السفر للأماكن السياحية بالسعودية بأنها “ممتازة”، كما قيم 27.4% الفيديوهات بأنها “جيدة”، ورأى 23.3% أنها “جيدة جدا”، و8.2% “متوسط”، و5% “ضعيف”.
وفيما يتعلق بمقترحات عينة الدراسة لزيادة الجذب للأماكن السياحية غير الدينية في المملكة جاء “التطوير الحضاري للأماكن والمزارات داخل المملكة” في المركز الأول بوزن نسبي 93.57%، ثم “تنظيم رحلات جماعية بأسعار مناسبة” (87.89%)، يليه “الترويج للأماكن السياحية بالمملكة من خلال مشاهير عرب وأجانب” (86.64%)، ثم “إقامة مهرجانات في مواعيد محددة كل عام” (85.58%)، بينما جاءت عبارة “”الترويج للأماكن السياحية داخل المملكة بين المعتمرين” في المركز الأخير بوزن نسبي 80.33%.

أما عن فروض الدراسة، فقد تبين وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائية بين متابعة العينة لفيديوهات السفر ومعرفتهم وزيارتهم للأماكن السياحية غير الدينية بالمملكة، وخلصت الدراسة أيضا إلى وجود علاقة ارتباط دالة إحصائيا بين تأثير مشاهدة فيديوهات السفر على العينة وبين تقييمهم لفيديوهات السفر عن المملكة.

في المقابل، ثبت عدم صحة فرض وجود علاقة ارتباط دالة إحصائيا بين تقييم العينة لمدى جدارة المملكة بأن تكون مقصدا سياحيا للسياحة غير الدينية وبين معرفة وزيارة العينة للأماكن السياحية بالمملكة، كما تبين عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين العينة في تقييم فيديوهات السفر الخاصة وفقا للخصائص الديموغرافية (السن، التعليم، الحالة الاجتماعية).
توصيات الدراسة
قدمت الدراسة سلسلة من التوصيات جاء في مقدمتها إجراء المزيد من الأبحاث المتعمقة لبحث العوامل المؤثرة في نجاح مدونات السفر، وتأثيرات الميتافيرس على مدونات السفر ومدى مواكبة المدونين العرب لتطورات الذكاء الاصطناعي.
وكذلك العمل على دراسات لبحث العلاقة بين عمليات التفاعل شبه الاجتماعي بين المدونين لفيديوهات السفر ومدى إقبال الجمهور على السياحة والسفر، وأيضًا تحليل تعليقات الجمهور على فيديوهات السفر ودراسة العلاقة بين محتوى هذه التعليقات ومحتوى فيديوهات السفر والوقوف على مدى رضاهم عن هذه الفيديوهات بطريقة عملية.

وتأسيسًا على ما سبق يمكن القول، بأن الاستعانة بالمؤثرين وتوظيف انتشارهم الواسع على منصات التواصل الاجتماعي يعد إحدى الأدوات المهمة للترويج إلى المزارات السياحية في المملكة، وجذب أنظار السائحين إلى ما تمتلكه السعودية من مقومات تؤهلها لمكانة بارزة في هذا القطاع الاقتصادي الحيوي على المستوى العالمي، وذلك بما يتفق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

زر الذهاب إلى الأعلى